أكد السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة والنائب الأول لرئيس المجلس الدولى لحقوق الإنسان مواصلة التزام مصر بالمبادئ العشرة التى نص عليها الإعلان الصادر عن مؤتمر (باندونج)، فضلا عن مواصلة دعم تنفيذ أهداف الحركة وما يتفق عليه قادتها فى قممها المتعاقبة، مشيدا بالدور التاريخى للحركة فى مساعدة الدول على الحصول على استقلالها من الاستعمار السياسى والاقتصادى، الذى فرضته الدول المتقدمة خلال فترة الحرب الباردة.
جاء ذلك فى كلمة مصر التى ألقاها السفير عمرو رمضان اليوم الاثنين، خلال الاحتفالية التى عقدت بمقر الأمم المتحدة بجنيف بمناسبة مرور 62 عاما على مؤتمر (باندونج)، والذى عقد فى إندونيسيا عام 1955 ومهد لتشكيل حركة عدم الانحياز عام 1961، وكان نواتها الرئيسية بمبادئه العشرة، وحيث كانت مصر من الدول الثلاث الرئيسية المؤسسة للحركة بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الهند ويوغسلافيا السابقة.
واستعرض السفير عمرو رمضان عددا من المبادىء المشتركة فيما بين باندونج وعدم الإنحياز من ناحية، وبين القانون الدولى لحقوق الإنسان من ناحية أخرى، وعلى رأسها احترام الحريات الأساسية ووحدة التراب الوطنى للدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، والمساواة بين البشر، ورفض التمييز بينهم على أساس العرق أو الدين، وتعزيز المصالح المشتركة والتعاون بين الدول.
وقال "إن انتهاء الحرب الباردة والتحول من نظام القطبين إلى نظام القطب الواحد أو الأقطاب المتعددة لا يعنى انقضاء مرجعية الحركة، وإنما تفرض التحديات العالمية المتجددة مواصلة دور الحركة والتنسيق فيما بين دولها إزاء الموضوعات الدولية المطروحة على جدول أعمال الأمم المتحدة وغيرها نحو تحقيق مبادىء (باندونج)، إذ تظل الحركة أكبر محفل يضم دول الجنوب، حيث يبلغ عدد أعضائها 120 دولة، مشيرا بصفة خاصة إلى أن 27 دولة تنتمى لحركة عدم الإنحياز من إجمالى 47 دولة، هى عضو بمجلس حقوق الإنسان فى تشكيلته الحالية.
وأشار السفير عمرو رمضان إلى عدد من هذه التحديات التى تواجه عالمنا اليوم، وفى مقدمتها ارتفاع معدلات الفقر والجوع ومظاهر عدم المساواة والتمييز العنصرى وكراهية الأجانب وانتشار العنف والتطرف والصراعات وتداعيات ظاهرة التغير المناخى والجفاف والتصحر، وما تمخض عن ذلك من تدفقات غير مسبوقة من الهجرة واللجوء جعلت من الأهمية بمكان تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء فى الحركة، والتى تمثل ثلثى الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وتضم 55% من سكان العالم.
وأكد التزامه كنائب رئيس مجلس حقوق الإنسان، وفى إطار العضوية الحالية لمصر فى المجلس، بمواصلة الدفع بأولويات وأهداف الحركة فى إطار عمل المجلس لضمان تعزيز واحترام حقوق الإنسان للجميع دون تمييز وعلى أساس الحوار البناء والتعاون الفنى وبناء القدرات وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى.
كما تحدث خلال الاحتفالية سكرتير عام مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، والمندوبون الدائمون لترويكا الحركة (إيران، فنزويلا، أذربيجان)، والقائم بالأعمال الإندونيسى، ومدير مركز الجنوب بجنيف.
يذكر أن مصر كانت قد استضافت القمة الـ15 لحركة عدم الانحياز فى شرم الشيخ عام 2009، وتولت رئاسة الحركة لمدة ثلاث سنوات، كما استضافت المؤتمر الوزارى للمكتب التنسيقى للحركة بشرم الشيخ فى مايو 2012.. فيما كان السفير عمرو رمضان قد تولى منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز والتعاون الإسلامى والوكالات الدولية المتخصصة من سبتمبر 2010 حتى نهاية أكتوبر 2013.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة