أكرم القصاص - علا الشافعي

إسلام الغزولى

استهداف سيناء

الجمعة، 03 مارس 2017 05:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للأسف الشديد هناك قلة تفترض أن وجود العديد من الأسر المسيحية فى سيناء هى العقبة أمام تغيير بنية المكان الديموغرافية، وبناءا عليه يذهبون لدهاليز نظرية المؤامرة بأن وقائع إستهداف الأقباط فى العريش ما هى إلا خطوة فى طريق توطين الفلسطينيين فى سيناء برعاية الدولة، ترفض تلك القلة مواجهة الواقع المرير الذى آل له إستهداف المجتمع المصرى، ومدى خطورة الإرهابيون والمتطرفون فى سيناء، فهم بمثابة ثلة من الثعالب تفسد الكرم ولا تأكله، وعلى الرغم من قلة عددهم لكنهم قادرون على إشعال الحرائق الكبرى فى الأوطان، إذا ما تركوا، وعلى ضعف منطقهم فهم قادرون على تسريب وتحريك كم لا نهائى من الفوضى والفساد فى الأرض.
ورغم أن الدولة قد نفت بشكل رسمى وقاطع ما رددته وسائل إعلام صهيونية مغرضة، مازال لدى الإرهابيون أمل فى تصدير هذا السيناريو المشوه، فى هذه اللحظة تحديدا.
ولاشك إن مجرد تأمل المقاطع المصورة التى أذاعها تنظيم داعش لمفجر الكنيسة البطرسية والذى يتوعد فيه أقباط مصر بالقتل والتنكيل، يظهر مدى ما يفتقر حديثه لأدنى درجات المنطق، والتأصيل الدينى المنعدم، لكن المؤكد أن هذا المقطع يشير بوضوح إلى أن الحرب مع الإرهاب فى سيناء باتت مفتوحة على كافة المستويات نتيجة إحكام القبضة الأمنية حولهم، وأنهم باتوا يستبيحون فيها الأخضر واليابس، ولا حرمة لما حرمه الدين الإسلامى من ترويع وتهديد الآمنين فى منازلهم، وعلى الرغم من أن حوادث استهداف المواطنين المسيحيين هى الأبشع على الإطلاق، إذ عمد هؤلاء إلى التنكيل بجثث القتلى، وتصدير أقصى صورة مروعة لعمليات القتل، لكن هذه الحوادث نالت أيضا من فئات أخرى داخل المجتمع السيناوى مثل مقتل الشيخ سليمان أبو حراز، أحد أكبر مشايخ الطريقة الصوفية بمحافظة شمال سيناء، ونشر فيديو لعملية قتلة على يد مسلحى داعش.
 
إن المتابع جيدا لحركة التنظيمات الإرهابية مثل ولاية سيناء وبيت المقدس يعلم أن هذه التنظيمات كانت حريصة على عدم الصدام بشكل واسع مع المجتمع السيناوى نفسه، انطلاقا من فهمهم للاعتبارات القبلية التى تحكم المجتمع السيناوى، لكن منذ عدة أشهر مع أحكام القبضة الأمنية وبتقدم عمليات الجيش المصرى على الأرض بدأ هذا القناع في السقوط عنهم، وانتهج التنظيم نهجا عنيفا يتجاوز كل الخطوط الحمراء سواء فى بإستهداف أبناء القبائل الكبرى مثل قبيلة السواركة، وإستهداف النساء والشيوخ .
 
وبالتالي لإننا علينا جميعا إدراك واقع الأمور جيدا ويجب على الدولة أيضا أعادة قراءة المشهد ، والأخذ بعين الاعتبار أن المرحلة المقبلة من الحرب ضد الدواعش قد تحمل لنا الكثير من الألم ، وفي إعتقادي أنها قد تتجاوز مجرد إستهداف الشرطة والجيش لتصل للأهداف المدنية، من مختلف فئات المجتمع ، بهدف إثارة البلبلة التى يحاولون النفاذ إليها ولو نفسيا بإثارة الفزع بين أبناء الوطن جميعا . 
 
ورغم حساسية ودقة الموقف فى سيناء ، إلا أنه من الضروري أن يكون هناك قنوات لمعرفة المعلومات الصحيحة ، ومحاربة حالة الغموض والمواد الإخبارية المغلوطة ، التى يتعرض لها المجتمع ، والتي غالبا ما تتسبب فى مزيد من الغضب والاحتقان سواء بين أهالى سيناء أو فئات المجتمع ككل   .
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة