أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الفضح أو التجاهل تلك هى المعضلة

الخميس، 02 فبراير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انشغلت صفحات التواصل الاجتماعى ببعض الصفحات التى انتشرت تحمل كلمات لا علاقة لها بالإبداع ولا بالكتابة، بل هى مجرد ثرثرة فارغة جاءت تحت عنوان «5 خصوصى»، هذا الانشغال المكثف والمبالغ فيه يكشف عن أمر خطير هو البحث عن التفاهات والسخف وتحويله لموضوع.
 
هذه الكلمات التى لا طائل من ورائها صدرت فى كتاب سنة 2014 وأقيم لها حفل توقيع فى 2015، وقال صاحبها فى دعوته الناس لحفل التوقيع «كل من سيأتى لحفل التوقيع سوف أكتب له اسمه بالشعر» وكأن الشعر شىء متاح وسهل وليس على الشاعر إلا أن يسألك عن اسمك ثم يغمض عينيه ويفتحهما أو يبرم شاربه على طريقة «ستمونى» الشاعر الشهير الذى جسد شخصيته الممثل الجميل فؤاد خليل فى فيلم «العار» ثم يقول الشعر.
 
بعد ثلاث سنوات طبيعى ألا تتوقع الدار التى طبعت الكتاب، ما سيحدث له على صفحات التواصل الاجتماعى، لذا لم تهتم به فى معرض القارة الدولى للكتاب به لدرجة أن من سأل عنه قال العاملون فى الدار إنه غير موجود، لكنهم سيحضرونه.
 
لم يتوقف الأمر عند هذا الانشغال والسخرية فقد خرج علينا المثقفون ليثيروا قضية أعمق وأكثر تشعبا، وهى هل نتجاهل هذا الكلام الفارغ حتى لا نمنحه قيمه ونتسبب فى شهرته أم أننا نفضحه ونبين سخافته وضعفه حتى يعرف الناس أن هذا التشويه لن يمر بسهولة ولن يتحول لنموذج ثقافى؟ وذهب كل فريق من المثقفين للبحث عن أدلته التى تؤيد رأيه.
 
تناسى الجميع أن ما حدث أمر طبيعى فى كل شىء، فـ«السوشيال ميديا» لها طريقة تفكير واضحة «جمعية» لا تهتم بسياق الأشياء وتبحث عن «اللقطة» دون البحث فى جدواها، لذا يمكن لنا أن نتخيل ما حدث، شخص ما لديه صفحه عليها عدد كبير من المتابعين، قام بنشر أحد نصوص الكتاب دون أن يعرف شيئا عن سنة إصداره، والمتابعون قاموا بدورهم بالتعليق على الحدث ووجدوه مادة صالحة للكلام والحكى، بعدها أصبح هذا المدعو «شعر» موضوع الساعة، وبعد أيام سوف يتذكره الناس كشيء مسل حدث وانتهى.
 
لكن وسط هذا الصخب خرج البعض برأى ثالث مهم وضرورى ويقدم حلا، وهو لماذا لا نتحدث عن الكتابات الجيدة الموجودة فى المعرض، ولماذا لا ننشر مقتطفات من الكتابة الجميلة، ولماذا لا يقول كل منا أفضل الكتب التى شاهدها فى المعرض؟.. بالطبع أتفق مع هذا الرأى، لذا من شاء أن يصمت عن الكتابة السخيفة أو يخوض فيها فهو هو حر، لكن هذاه التعليقات ليست هى الفعل الأصلى للمثقفين ردا على السخافات، بل فعلهم الأصلى هو التنويه بما يستحق الإشادة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة