أكرم القصاص - علا الشافعي

"أروقة" تصدر الجزء الأول من الأعمال الكاملة لـ"ريتسوس"

الخميس، 02 فبراير 2017 02:00 ص
"أروقة" تصدر الجزء الأول من الأعمال الكاملة لـ"ريتسوس" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بإهداء "إلى أصدقائى" يفتتح الكاتب العراقى جمال حيدر كتابه "يانيس ريتسوس.. الأعمال الكاملة ـ الجزء الأول" الصادر مؤخراً فى القاهرة عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر  التى عودت القارئ العربى على اختيار الكتب المهمة والإشكالية والجديد فى حس مسئول من مؤسسيها.

 

وجاء هذا الجزء راصدا لعوالم الشاعر اليونانى الذى يعتبر الأكثر سطوعاً والأغزر نتاجاً على صعيد الشعر اليونانى المعاصر، الشاعر الذى جمع بين كفيه لعبة الزمن وبعثرها بين المنافى والمعتقلات والسجون والمصحات التى منحت عالمه مزيداً من المعرفة، وكماً غريباً من الإدراك والمناعة، صانعاً من الشعر لوحات تستمد أبعادها من أزمنة عسيرة وقاسية.

 

ويؤكد "حيدر" أن الجديد الذى قدمه ريتسوس على صعيد الشعر اليونانى لا يكمن فى الريادة، وأهميته لا تكمن فى التعبير عن حاجات إبداعية ملحة فحسب، وإنما فى الإسهام الملحوظ لبلورة تيار ثقافى ينطوى على الإقرار فى البحث عن الحقيقة بوجوه ومعان عدة، على النحو الذى يضع الشعر فى سياقه التاريخى، محاولاً أن يكون مختلفاً.. متفرداً، ومدافعاً عن الاختلاف.

 

نالت قصائد ريتسوس أقصى حدود الشهرة والنجاح، إذ غدت أشعاره أغانى ترددها حناجر العمال فى المصانع والطلبة فى المعاهد والجامعات وساهمت فى إيقاع خطى جموع المسيرات والتظاهرات، بعد أن لحنها الموسيقار الذائع الصيت ميكيس ثيوذراكيس، باعتبارها رافداً معنوياً ضد القمع والإرهاب والسجون والجور والفاقة.

 

رشح ريتسوس مرات عدة لجائزة نوبل للآداب بشكل رسمى ابتداءً من عام 1980، لكنه لم ينلها، بسبب انتمائه اليسارى فى أزمنة الاستقطاب السياسى والفكرى الحاد بين القطبين، وحين نالها الشاعر التشيلى بابلو نيرودا عام 1971 قال: "أعلم تماماً أن ذلك الإغريقى ريتسوس يستحقها أكثر منى"، بالمقابل كانت حياته محطاً لجوائز عالمية ومحلية عدة.

 

من أجواء العمل

 

مساء شهوانى

اوه

القمر فى الغرفة

القمر على السرير

على الجسد العارى

فى القبو

خبطات معدنية

الحداد يسمّر

حدوة ذهبية

على حصان أبيض

الحصان المجنح

وأنتِ لا تكترثين

إن كانت الحدوة ثقيلة

هل سيحلّق مرة أخرى؟

*   *   *

 

المفردات

تخترق الأوراق

تصل إلى الجهة الأخرى

جسد

يخترق الآخر

لكنه لا يصل إلى الجهة الأخرى

صانع الفخار

بائع الفاكهة

القصاب وكلبه

يبزغ القمر

ورقة شجر تهوى على الإسفلت

.يلتقطها رجل أعمى

*   *   *

 

سأحمل المطرقة

،وأنحت الهواء

أنجز تمثالكِ

،مشرعاً

أدخله

وأمكث

*   *   *

 

صباحاً، أنا أكثر إرهاقاً منكِ، ربما أكثر سعادة أيضاً، تستيقظين بلا جلبة، ضجة خافتة لملاءات السرير، تمضين حافية القدمين، فيما أواصل النوم فى الدفء الذى خلفه جسدكِ العاري، أنام موغلاً فى جسدكِ، غارقاً فى عتمة ناصعة البياض، أسمعكِ تغتسلين، تعدين القهوة، تنتظرين، أسمعكِ تقفين فوقى، حائرة، ابتسامتكِ تخترق جسدى كله، تطرى أظفارى.

 

أرقد، أشرعة بيضاء تومض ساكنة، غطاء أحمر يتدلى فوق حبل الغسيل، الأحمر يثقل جفونى

 

من مجموعة “إيروتيكا” 1981

 

حفظ الوقت

 

فى الماضى ، من وقت لآخر

الطيور، الورقة، أو النجمة

تقدم لنا البشرى

تثنينا عن السوء

.نخطو فى الحدائق بايقاع متواز مع الزهور

..الآن

.تحول الزمن إلى أصم وأبكم

مسمار فى الجدار

.زجاج متناثر فى الطريق

فى المساء

.تحول وجهك إلى ضبابيّ

لا تخف


سرت طويلاً عبر البراري

وحيداً ومفتخراً

ضربت الصخرة بعصاك الطويلة

فتدفقت شجرة سرو عالية من المياه

.لا تخف

قبل أن تغفو.. تذكر

.زرعت شجرة فى غابة العالم السرمدية

 

ليس تماماً

 

امرأتان  (ربما أم وأبنتها) بوشاح أسود

عبر الباب المفتوحة، يمكن رؤيتهما

تجلسان قرب بعضهما على كنبة قديمة

.لا تتحركان البتة، لا تتكلمان

قطعة كبيرة من الخبز ممددة أمامهما على الطاولة

.القطة على الكرسيّ

،خارجاً، البحر يلمع، الزيزان تصدر أصواتاً

أسراب السنونو تدوّن شيئاً على الهواء

شيئاً ما انتهى

ولكن فى الوقت الذى كنت متهيئاً للكشف عن مشاعري

.نهضت العجوز وأغلقت الباب

من مجموعة ”سلبيات الصمت”1991










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة