خلال اليوم الأول لزيارة الرئيس اللبنانى ميشال عون للقاهرة، التقى رموز الدين الإسلامى والمسيحى، وزار البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، ورحب الجانبان بالرئيس اللبنانى فى مصر "وطنه الثانى"، وجددا التهنئة له لانتخابه رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد فترة فراغ طويلة شهدها قصر "بعبدا".
البابا تواضروس: كنا نصلى دائما من أجلكم.. والعماد عون: لبنان نموذج تعايش عالمى
خلال اللقاء، قال البابا تواضروس: "كنا نصلى دائما من أجل استقرار لبنان، هذا البلد الكبير، الحر والأشبه بزهرة وسط هذا العالم، وهو الوطن الذى ذكره الكتاب المقدس مرارًا، وطن الأدب والفن والشعر والقيم الإنسانية الكبيرة".
من جانبه، أشار الرئيس ميشال عون لسعادته بتلبية دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة مصر، التى "تتم فى ظروف ملتهبة فى شرقنا العربى، حيث العصبيات قوية، وطاول تشددها معظم المناطق وصولا إلى أوروبا"، لافتًا إلى أن زيارته اليوم للكاتدرائية تأتى تأكيدا لروح العدالة والمحبة التى تبشر بها، مشدّدًا على أن مصر تشكل نموذجًا للاعتدال والانفتاح والتعايش المتنوع بين الأديان، وهذا النموذج ما زال سليمًا، رغم كل ما قامت به الجماعات الإرهابية ضده.
ونوّه البابا تواضرس بأن نموذج العيش المشترك الذى يشكّله لبنان بالنسبة للعالم العربى، والعالم أجمع، "هو ما يعطى سمة قوية لأهمية التنوع بين الأديان والثقافات"، معتبرًا أن التنوع صفة من صفات الله، وأهم الصفات الإنسانية، ومشيدًا "بالآمال المعقودة على الرئيس عون، كأحد أبرز المساهمين فى توطيد هذه الأبعاد، بما يمثله بشخصه من مثل ورؤية".
وأضاف البابا تواضرس: "نحن فى مصر، نعيش فى علاقة طيبة، مسلمين ومسيحيين، ومثل هكذا محبة تبنى الشعوب وتعلى من شأنها، أما الصراع والعنف فهما من مواليد الشر، ونحن إيماننا يقوم على اعتبار أن المحبة، وهى أولى صفات الله، لا تسقط أبدًا".
ورد الرئيس عون بكلمة شكر للبابا تواضرس، مؤكدا أن "لبنان ظل محافظا على سلامة العلاقات بين مختلف مكوناته، وهى من مختلف الديانات والمذاهب، وهو ما يؤكد أنه سيبقى النموذج الذى سيعتمده العالم للتعايش بعد انقضاء مرحلة التعصب".
الرئيس اللبنانى فى مشيخة الأزهر.. والطيب يدعوه لمؤتمر "المواطنة والعيش المشترك"
ضمن جولاته الرسمية فى مصر، انتقل الرئيس اللبنانى ميشال عون، والوفد المرافق له، إلى مشيخة الأزهر، إذ كان فى استقباله الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذى أكد أن لبنان عاد إلى عافيته، وأنه يشكل واحة للتلاقى والألفة والعيش المشترك، ونموذجًا عربيًّا وعالميًّا فى هذا المجال.
وأشار "الطيب" فى حديثه خلال اللقاء، إلى أنه ينتظر كثيرًا من الأمور فى عهد الرئيس عون، خصوصًا على صعيد العودة لصبغة لبنان الأصيلة، ودعا الإمام الطيب، الرئيس عون، لحضور مؤتمر سيعقد فى القاهرة بين 28 فبراير و1 مارس المقبل، تحت عنوان "المواطنة والعيش المشترك"، قائلا: "نحن حريصون على أن يكون للبنان الحضور الأبرز فى هذا المؤتمر، خصوصًا أنه خير من يغرّد فى هذا السرب، وأول من انفتح فكريًّا وثقافيًّا على مصر".
وشدد الرئيس اللبنانى، على أهمية دور الأزهر فى نشر الاعتدال وروح التسامح فى المجتمعات الإسلامية، بعيدًا من التطرف، بما يحمى هذه المجتمعات من الفكر الإرهابى.
يُذكر أن لقاءات الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون، شملت الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذى أجرى معه جولة حوار تناولت الأوضاع العامة فى المنطقة، فى ضوء التطورات الأمنية والسياسية المتسارعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة