تماثيله بميادين القاهرة والجيزة وكفر الشيخ والإسكندرية
تميزت قرية ابشان من بين قرى محافظة كفر الشيخ باحتضانها للنحات المصري الدكتور سيد عبده سليم، عميد كلية التربية النوعية السابق، ليؤسس فيها مرسما على الرغم من أن القاهرة فتحت ذراعيها له، إلا إنه أبى أن يترك قريته التى نشأ بها وتربى وسط الطبيعة الخلابة التى شكلت شخصيته الفنية وشكلت تجربته.
وكان الدكتور سيد عبده سليم، قد أشاح بوجهه عن ضجيج القاهرة ليتأمل صور الناس والغيطان وشروق الشمس خلف التلال، تشربت روحه تلك القرية ، مسقط ظله وشاهد الصرخة الأولى، فأصبحت"ابشان" بالنسبة للنحات عبده خزاناً بصرياً لا ينضب، وأسس مصهره هناك وأصبح مقصداً للفنانين العرب والأجانب، يعرفه أهل إبشان لاحتكاكه يوميا بالناس والجلوس معهم والتحدث بالذكريات، فقد هام بما خلّفه الفراعنة من تاريخ مجيد للنحت فى العالم ، النحت الفرعونى ومفرداته وأسراره التى لم يفك لغزها إلى اليوم .
أعفى الفنانين من الذهاب إلى ايطاليا لصب أعمالهم ليقوم مصهره بهذه المهمة
وقال الشاعر محمد عامر: اتسمت منحوتات سليم بالرمزية المحملة بمحمولات طفولية وثقافية تنتمى إلى تاريخه الشخصى والجمعى، كما لو أنه يريد أن يسرد قصة ما فى حياته عبر منظومة نحتية وجمالية عالية فى أدائها وحضورها فى المخيلة والواقع على حد سواء، ولم يكن مصهر عبده سليم مكانا فقط لأعماله الخاصة بل شكل رسالة فنية مهمة لخدمة النحت المصرى وقد أعفى الفنانين من الذهاب إلى ايطاليا لصب أعمالهم ليقوم مصهره بهذه المهمة .
نشأة سليم بالقرية شكلت شخصيته
ولد عبده سليم فى ابشان عام 1952 وحصل على شهادة الدكتوراه فى الفنون من كلية الفنون بالقاهرة ، تدرج فى المناصب بالجامعة حتى وصل لعمادة كلية التربية النوعية بكفر الشيخ والاستاذ المتفرغ لها ، فهو الذى أقام أول أتيليه للنحت فى مصر تحديدا صهر البرونز والذى اصبح مكانا لتعليم أبناء قريته تلك الحرفة الصعبة فى تقنيات صب البرونز والقوالب النحتية فقد اشتهر بلقب فنان النصب التذكارية والميادين.
ويتحدث الدكتور عبده سليم، فيقول إنه ابن الطبيعة بما تحمله قلوب أهلها من الفطره والنقاء وبما يسكن عقولهم من الخرافات والأساطير ، كان يعيش فى منزل بعيداً عن القريه على شاطئ البحر الذى كان تعزف أمواجه أعذب سيمفونيات النغم كموسيقى تصويريه مع وجود الكورال المكون من الأشجار التى تبدأ الغناء بعد أن تأذن لها الرياح بعصاتها فور مرورها الحالم بين وريقاتها ، وما هيأه الجو النفسى للمكان فكانت القرية بعيدة عن منزله على ربوة يفصل بيننا وبينها مسافة طويلة اكتست الأرض فيها بحلتها الخضراء، كانت تعاملاته مقتصرة على أشقائه وبعض الأصدقاء بالمدرسة، وكان أثناء طريقه للمدرسة وعودته يطلق عنان فكره سابحا فى عالم من خيال أبطاله نفس أبطال حكايات جدته والأساطير الموروثه فبذرت بذورها فى عالم اللاوعى لده التى أخذت فى النمو حتى أثمرت وحان حصادها عند إلتحاقه بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية.
بداية أعماله الفنية " قارئة الفنجان " ولحظة يأس بعد 7 معارض
وأضاف سليم ، لـ"اليوم السابع": بدأت فى عمل مجموعه من أعمال الفخار ، وكان تمثال بإسم " قارئة الفنجان "وتم عرضه فى قاعه النيل بباب اللوق وتم نشر صور المعرض بجريدة الأهرام والمساء ، ومن هنا بدأت الأنظار تلتفت إلى فنان شاب لأعماله طابع خاص متفرد ،ثم بعدها بدأ فى عمل مجموعة أعمال كبيرة من الطينة الزراعية المحروقه والملونه بالأكاسيد ، وأقام منها 7 معارض محلية، مؤكداً أنه لم يلتفت أحد لتلك الأعمال سوى مدير قصر ثقافة كفرالشيخ واشترى عملين أحدهما تمثال " قارئة الفنجان " ، وحدث له وقتها إحباط شديد فترك المعرض المقام عائداً إلى مسقط رأسه بلدته الحبيبة "إبشان" وليحصل على لقمة العيش إتجه لرسم اللوحات وخلفيات للمصورين الفوتوغرافيين وعمل بالديكور بعض الوقت وشغل المقاولات وشعر وقتها إنه انتهى كفنان.
حلمه بإقامة مرسم ومشاركته فى معرض بقصر الفنون
وقال سليم ، كنت أحلم بعمل مرسم لأنتج فيه أعمالى وأضفي عليه من روحى مازال يطاردنى بين الحين والأخر، وتمنيت كثيراً أن أكون فنانا له دور فى الحركة التشيكيلة متخذا أساتذتي قدوة له فى هذا المضمار ،وهروباً من الجو العام وقتها سافرت إلى السعودية أملآ عند عودتي أن استرجع حياتي مع الفن مرة أخرى ، مضيفا: وبالفعل عند عودتى وجدت ما تطمح إليه نفسى، مؤكداً أنه شارك بالمعرض المقام فى قصر الفنون بالأوبرا وكان أول افتتاح لوزير الثقافة فاروق حسنى 1989 الذى انبهر بتمثاله المشارك بالمعرض لما يحمله من تجربه شديدة الخصوصيه تعبر عن الميثولوجى والفلسفة المصرية القديمة مضفيا عليها ذاته ، مشيراً إلى أنه حالفه الحظ بنقشه لإسمه كثالث نحات لدخول عالم النحاس المطروق بعد النحاتين جمال السجينى ومحمد رزق .
فترة تكوينه كفنان متميز
وأضاف سليم: فترة التكوين كانت مسألة أن يكون له أسلوب خاص به، أمر فى غايه الصعوبة وخاصه دون أن يتأثر بشخص أو فن معين وتوصل لكى يُكون نفسه عليّه أن يرسم ما يريده حسب معرفته وقدراته وإمكانياته وهنا يًؤكد بصمته حتى وإن كانت هذة الإمكانيات يشوبها العجز لكنها هى الخصوصية حتى وإن لم تصل إلى الكمال ، وتابع: أفرزت تجربتي الفنية عن جيل من الفنانين الشباب الذين ساروا على دربي بعيدا عن الواقع الذى يعوق الفن ويخمد الإبداع ، فأسلوبي الفنى نتاج حكايات الجدة والأب والأم والأساطير.
إنشاء مرسم ومسبك فى قريته ابشان
وأضاف سليم أنه فى أحد زياراته لإيطاليا وفرنسا وجد جناحاً خاصاً بالفن المصرى القديم به أعمال منذ أكثر من 3 آلاف سنة مصنوعة من النحاس الأحمر والمعدن، ففكر فى عمل مسبك بخامات مصرية، وتحولت إبشان من بلد ريفية جميع أهلها يزاولون مهنه الزراعة إلى مزارا سياحيا ومرسم مجانيا، بفضل مرسمه ومسبكه الذى كان بمثابة الشرارة الأولى لجميع المسابك وإنتشرت تقنية البرونز بفضل محاولاته الأولى ، مؤكداً أن الفن يؤرخ الحياة فمن خلاله تعرفنا على جميع الحضارات عن تاريخ الفن المصرى القديم من خلال النحت البارز والغائر والمستدير والغائر والمسطح والتماثيل والجداريات .
200 تمثال منتشرة بالقاهرة والجيزة وكفر الشيخ والإسكندرية
وأضاف سليم ، أن أعماله الخاصة أكثر من 200 تمثال موجوده بميادين القاهرة والجيزة " نجيب محفوظ ، طه حسين ، أحمد شوقى ، ومصطفى كامل تمثال من الجرانيت عند مكتبة الإسكندرية ،مؤكداً أنه كان أول نحات يمثل مصر فى سمبوزيوم أسوان مع النحات خالد زكى والنحات صلاح حماد ، وله 25 عمل فى ميادين مصر وكفرالشيخ ، وتمثال السادات بمدينة السادات، وتمثال أحمد زويل الموجود فى كفرالشيخ مدينة دسوق ، وقام بعمل أضخم عمل تم تنفيذه فى مصر والشرق الأوسط على الإطلاق ، طوله سته أمتار ويزن سته طن وهو تمثال للعقاد وكذلك صمم تماثيل لكلا من مصطفى مشرفة ،وأحمد زويل ،وبنت الشاطئ ،وسليم حسن وكريستين دروش ،وثروت عكاشة، وخرجوا تشافيز، ومرسى عطاالله، وعفيفى مطر ،ومصطفى كامل، وأم كلثوم، وممدوح المتولى ،وعبدالمنعم مطاوع ،ومحمد متولى الشعراوي، وأحمد لطفى السيد ،ومحمود مختار،وهوجو تشافيز،ومحمود أبوالليل ومحمد سلماوي، وأحمد زويل .
استقباله للفنانين ومساعدته لهم فى مصهره ومرسمه
قال الدكتور عبده سليم ، إنه أقام هذا المسبك الضخم على نفقته الخاصة ومن واقع شعوره كمثال بأهمية وخطورة تنفيذ الأعمال الفنية بخامة البرونز ، وفى الوقت نفسه حتى يستطيع أن يصب أعماله ذاتها وأعمال الزملاء والفنانين الذين سارعوا بإرسال تماثيلهم لعمل نسخ برونزية منها وعلى رأسهم فنان مصر الكبير آدم حنين وأحمد سطوحى وصبحى جرجس وأيضاً مصطفى الرزاز وآخرون مما جعله يشعر بمقدار حاجة الوسط التشكيلى إلى مثل هذا المركز علماً بأن مراحل صب التماثيل البرونزية تصل إلى 18 مرحلة لكل منها أهميتها.
تدريبه خريجى الفنون والتربية
وأضاف سليم، أنه درب مجموعة من خريجى الفنون والتربية الذين يقدرون أهمية الدقة والمهارة والفنية فى العملية بجميع مراحلها منهم فنيون وفنانون مثقفون، مؤكداً أنه اعتمد على مجموعة من العناصر الأساسية فى تشكيل وبناء عمله الفنى من خلال الارتكاز على الموروث الشعبى من حكايات وأساطير يتم تداولها بين الناس، إلى جانب ارتكازه على الموروث الفرعونى فى النحت من حيث إعادة انتاج تلك الأساطير بمخبلة جديدة ليتم تداولها بين الناس ومن أهم المفردات التى تناولها الطيور والقطط والسيف والهلال والنجمة وصولا الى النقوش الفرعونية وبعض المفردات الدينية كالبراق ودلالاته فى الدين والاسطورة أى الحيوان المجنح .
الدكتور عبده سليم اثناء تصميمه لاحد التماثيل
احدى لوحات الفنان عبده سليم
احد اعمال الفنان سليم
تمثال من اعمال الفنان سليم عبده
تمثال عباس محمود العقاد
مشاركة سليم فى احد المعارض
تمثال الشيخ محمد متولى الشاعر
احد اعمال الفنان عبده سليم
احد اعمال سليم تم وضع فى ميدان بالاسكندرية
نجيب محفوظ وعبده سليم
من اعمال الفنان سليم
الفنان الدكتور سيد عبده سليم
احدى اعمال الفنان سليم الرائعة
احدى الاعمال الرائعة لسليم
الاهتمام بالرسومات الفرعونية
جانب من الرسومات الفنية الجميلة واللوحات الرائعة
احدى اعمال الفنان سليم
احدى تصميمات سليم
تمثال من تصميم سليم
تمثال معبير عن بعض الشخصيات
احد اعمال الفنان عبده سليم
احد اعمال الفنان عبده سليم
تمثال معبر عن فتاة
من اعمال الفنان سليم
تأثر سليم بالطبيعة ومابها من طيور
تمثال مصطفى كامل من اعمال الفنان سليم
تأثر سليم بالحضارة الفرعونية
جانب من ابداعات الفنان سليم
احدى اعمال سليم الجميلة المعبرة
احدى عمال الفنان عبده سليم
سليم يستقبل الفنان احمد عبدالوهاب ونجله بقريته ابشان
تمثال الدكتور احمد زويل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة