فى مؤامرة إيرانية مفتوحة ضد الدول العربية كافة، بعدما تمكنت طهران من السيطرة شبه الكاملة على دوائر صنع القرار فى دول من بينها العراق، تواصل الدولة الشيعية تحركاتها لضرب استقرار المملكة العربية السعودية عبر دعم المليشيات والعناصر المسلحة داخل اليمن لإرباك الحدود المشتركة.
وبعد مقتل محمد الجيرانى قاضى دائرة الأوقاف والمواريث بمنطقة القطيف شرقى السعودية، كشف مسئولون وسياسيون فى المملكة تورط إيران فى الحادث الإرهابى، حيث اتهمت وزارة الداخلية السعودية إيران بالضلوع فى الأعمال الإرهابية التى تشهدها منطقة القطيف شرق المملكة، من خلال النشاط الإعلامى والتسليحى أيضا حيث عملت على تدريب عناصر نسائية بإيران ثم عادوا للسعودية للتأثير على الرأى العام وإشعال الفتن وإثارة القلاقل، مشيرة على لسان اللواء منصور التركى المتحدث الرسمى للوزارة إلى أن المملكة تواجه مجموعات إرهابية متدربة ومسلحة جيدا لها علاقات مع إيران، ولكن تأثير هذه الجماعات فى انحدار وسنظل نواجهه حتى نقضى عليه.
وأضاف المتحدث إن الدول الراعية للإرهاب لا تترك أدلة على تورطها، وهى تشكل جماعات تتولى كل مهام الإرهاب من دعم وتجنيد وتدريب وتمويل نيابة عنها، وهذا ما نجده فى جماعة الحوثى فى اليمن، وحزب الله اللبناني، وأضاف: "استطعنا طرد العناصر الإرهابية من حى المسورة فى بلدة العوامية بمحافظة القطيف".
الللواء منصور التركى
كما أكد التركى، مقتل المطلوب الأمنى سلمان الفرج، أحد خاطفى الجيرانى، واعتقال أخيه غير الشقيق، زكى الفرج، وأوضح التركى أن سلمان الفرج، أحد خاطفى الجيراني، كان يعد عنصراً إرهابياً خطراً.
وأفاد المتحدث بأن عدداً من الإرهابيين شاركوا فى عملية خطف القاضى الجيراني، مشيراً إلى أن الأخير اقتيد بعد اختطافه إلى مزرعة مهجورة فى العوامية و أن المملكة توفر الموارد اللازمة كافة للأجهزة الأمنية من أجل ممارسة مهامها فى تعقب الإرهابيين.
وكانت الداخلية السعودية، أعلنت أمس، أن الجثة التى عثر عليها مدفونة فى العوامية هى للقاضى الجيراني، مؤكدة مقتله على أيدى مختطفيه، وتابع بيان الداخلية أن عمليات البحث أدت إلى تحديد مكان جثة الجيراني، حيث قامت الجهات المختصة باستخراجها وهى بحالة متحللة، وأكدت الفحوص الطبية والمعملية للجثة وللحمض النووى أنها تعود إلى الجيراني، ووجود إصابة بطلق نارى تعرض لها فى منطقة الصدر.
روحانى
وكشفت التحقيقات الأولية أن أولئك المجرمين، بعد أن اختطفوه اقتادوه إلى تلك المنطقة، وقاموا بالتنكيل به، ثم حفروا حفرة ووضعوه بداخلها، ومن ثم قاموا بإطلاق النار عليه ودفنوا جثته فيها، وذلك بعد أن ُخطف الجيراني في ديسمبر 2016 من أمام منزله، وأعلنت السلطات حينها توقيف ثلاثة مشتبه فيهم.
ولطالما عانت منطقة القطيف شرقى المملكة من أعمال عنف عدة ومحاولات إثارة القلاقل واستخدام الإرهابييين فى محاولة لتهديد استقرار السعودية ففى عام 2012 ، أعلنت السلطات السعودية، عن اعتقال عدد ممن وصفتهم بمثيري الشغب في منطقة القطيف، شرق المملكة، بعد ضلوعهم بإشعال النار في إطارات السيارات.
وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، آنذاك إن عدداً من مثيري الشغب قاموا بإشعال وإحراق إطارات سيارات بعد منتصف ليلة الجمعة، وذلك في مواقع عدة بمحافظة القطيف شرق المملكة.
محمد سلمان
وأضاف التركي أن دوريات الأمن باشرت الحالات وسيطرت على الوضع وألقت القبض على عدد من المتورطين في ذلك، من بينهم المطلوب للجهات الأمنية (محمد كاظم جعفر الشاخوري) الذي سبق الإعلان عن اسمه ضمن قائمة 23 مطلوبا.
كما قام بإلقاء قنابل مولوتوف على مركز شرطة تاروت بمحافـــظة القـطيف ، وكان التركي أعلن أن قوات الأمن قتلت شخصاً بعد قيام مجموعة من الملثمين بمنطقة العوامية التابعة لمنطقة القطيف بإطلاق النار على رجال الأمن، ما أدى إلى إصابة أربعة منهم.
كما أعلنت السلطات السعودية في التاسع من يوليو 2016 عن مقتل سعوديين أثناء تفريق احتجاجات في منطقة القطيف عقب اعتقال الداعية الشيعى الشيخ نمر النمر بعد أن أصيب في ساقه خلال تبادل لإطلاق النار.
ولا تتوقف جرائم إيران تجاه المملكة على حادث مقتل قاتل الأوقاف والتحريض على العنف داخل السعودية ، حيث قال السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوب السعودية الدائم بالجامعة العربية إن إعلاميا إيرانيا مقربا من المرشد الأعلى للثورة ودوائر صنع القرار فى طهران، حرض ميليشيات الحوثيين على استهداف ناقلات النفط التابعة لدول التحالف العربى.
وأضاف "قطان"، فى تصريحات صحفية أمس الاثنين، أن رئيس تحرير صحيفة "كيهان" الإيرانية، حسين شريعتمدارى، المقرب من المرشد الإيرانى على خامنئى، اقترح على ميليشيات الحوثيين، أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، استهداف ناقلات النفط التابعة لدول التحالف العربى، خاصة المملكة العربية السعودية، التى تمر فى خليج عدن.
القطان
وأوضح سفير المملكة العربية السعودية، أن وكالة تسنيم الإيرانية قد نقلت تصريحات "شريعتمدارى" يوم الأربعاء 13 ديسمبر الجارى، والتى نوّه خلالها بضرورة استهداف "أنصار الله" لناقلات النفط السعودية فى خليج عدن والبحر الأحمر، بل واعتبر أن "هذا أقل ثمن يجب أن يدفعه السعوديون"، على حد قوله.
وأكد السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، أن هذه التصريحات امتداد لسجل إيران الأسود فى دعم الإرهاب، وأنها تؤكد أن النظام الإيرانى منهمك بكل أجنحته فى تصدير الإرهاب وإشعال الحروب والطائفية فى كل دول المنطقة، وأن هذا النظام لا يستطيع أن يمرر يومًا واحدًا دون تصدير الإرهاب والتطرف والتآمر على دول المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة