بدموع منهمرة وقلباً ملكوم، وجسد اعتراه التعب والألم من الذهاب إلى المسئولين، أملا فى الوصول إلى حل يأخذ بيدها ويساعد زوجها المريض، الذى أصبح المرض يأكل فى جسده، وأفقده القدرة على الحركة، والذهاب إلى العمل الذى أفنى فيه الكثير من عمره، منهكماً فى خدمة وطنه بين أصدقائه من رجال الأمن، ليصبح غير قادر على العمل، وعلى إعالة الأسرة الصغيرة.
جاءت "أشجان حسن غانم" إلى مقر الجريدة حاملة شهادات تقدير زوجها، وأوراق الكشوفات الطبية، أملاً فى وصول استغاثتها إلى المسئولين فى وزارة الداخلية التى يعمل بها زوجها "أحمد محمد عبد المقصود" من 28 عاماً، هى بالظبط نصف عمره الذى قارب إلى الـ47 عاماً، تشكى الحاجة فى علاج زوجها من ذلك المرض اللعين الذى يأكل الخلايا العصبية فى أطرافه، مما أفقده القدرة على الحركة، وأصبح نجله الصغير يحركه داخل المنزل، كما أن نومه أصبحاً مرهقاً له لوصول المرض إلى جهاز التنفس.
الزوج المريض
فى البداية، تروى الزوجة الملكومة حكاية ذلك الزوج قائلة: " فى شهر أغسطس العام الحالى، شعر زوجى بحالة من الأعياء، وتوجهنا إلى أحد الأطباء بوسط البلد، وكنا نظن أن حالته الصحية، عابرة وسيصرف له الطبيب الأدوية ليتماثل للشفاء بعدها، وبالفعل أخبرنا الطبيب أن هناك عضاريف بكتفه الأيمن، ويحتاج إلى عملية جراحية، وبعض الأدوية، مؤكدة أنها لم تذهب بها إلى مستشفى الشرطة بعد حديث الطبيب عن طبيعة مرضه الذى جاء لنا من حيث لا نشعر، ولكن قدر الله النافذ".
وتكمل الزوجة حديثها، قائلة: "بعد ذلك وقبل أن نفكر فى إجراء تلك العملية التى أخبرنا بها الطبيب، بدأت الحالة تسوء، وبدأ زوجى يشعر بعدم قدرته على تحريك يده، بعدها ذهبنا إلى مستشفى الشرطة، للكشف بعد تدهور الحالة الصحية، ليخبرنا أحد الأطباء أن زوجى أصيب بضعف فى الأطراق الأربعة بالإضافة إلى ضعف لعضلات التنفس، وذلك بسبب تآكل الخلايا العصبية، وهنا كانت الفاجعة، فى أن ذلك المرض ليس له علاج داخل مصر، وأن علاجه بالخارج، كما أنه يتكلف الكثير والكثير".
وتابعت الزوجة بكلمات يحدوها الحزن والأسى، قائلة: " الزوج أصبح يحتاج إلى أبر لهذا العلاج، والتى لم تسمح وزارة الصحة بتداول هذا العلاج فى مصر، وعلى الرغم من نجاحه خارج مصر، وبشهادة الطبيب الذى وصف الدواء، أكد على أن زوجى سيستجيب لهذا العلاج، لأنه مناسب لحالته المرضية، كما أن هناك دواءً أخر قرر صرفه، ولكنه غالى الثمن، وثمن العلبة الواحدة 1500 جنيه، وغير موجودة بالسوق، ولا نستيطع تحملها شهرياً لدخل الأسرة المحدود".
وأكد الزوجة: " أنها بعد ذلك توجهت إلى الجهات الرسمية لعلاج زوجها على نفقة الدولة، ومحاولة توفير ذلك العلاج له، أو السفر إلى خارج مصر، نظراً لتدهور حالته الصحية، التى أصبح من خلالها قعيداً بالمنزل، ولا يستطيع الحركة إلا من خلال نجله الصغير ذو الـ16 عاماً، والذى يحركه لتلبية حاجته فى الحركة بدلاً من جلوسه كثيراً، كما أنه أصبح يعانى من ضيق فى التنفس، ولا يستطيع النوم إلا فى حالة الجلوس".
وقالت الزوجة إنها لم تجد استجابة من الجهات الرسمية، رغم من أن مستشفى الشرطة، أكد على أن حالة المريض تزداد سوءاً من يوم إلى آخر، كما أنها طرقت أبواب وزارة الصحة دون استجابة من أحد، ليخبر الكثيرين أن الأبر التى يحتاجها الزوج متوفرة بالخارج، مناشدة وزير الداخلية ومسئولى الدولة من النظر بعين الاعتبار لذلك الزوجة الذى تحتاجه الأسرة، والذى وقت أن احتجاته الدولة لم يبخل عليها فى شئ، وظل يخدمها طوال سنين طويلة، حمل خلالها العديد من شهادات التقدير من علمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة