على مدار أسابيع وأشهر، بل ولسنوات متتالية أصابتنى نشرات الأخبار بالتوتر بما تحمله من أخبار دمار وخراب وبرك دماء يسبح فيها مئات القتلى من الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى إشعال فتيل الحرائق الذى لاينتهى فى شتى أرجاء الكرة الأرضية، وبات السؤال الذى يؤرّقنى ويتردد على لسانى حيناً وفى عقلى دوماً : إلى متى ؟
أليس فى بنى البشر رجل رشيد يقود العالم إلى نشر أفكار المحبة والسلام ونبذ الصراع والقتال والرقص على جثث الضحايا ؟
إن هذا العالم المجنون يسعى إلى نهايته المحتومة بسرعة الصاروخ .. أكاد أجزم أن الكائنات الأخرى التى تشارك الإنسان فى هذا الكون باتت لا تحتمل نزقه وجرائمه فى حق نفسه وبيئته !
عفواً .. لا أريد أن أطيل عليكم أو أبدو كمفكر فيلسوف يعطى النصائح ويقدم الارشادات ؛ ما أنا إلا واحد منكم بكل ما فينا جميعاً من آثام .
ولا شك أننا نتحمل عبء مسؤولية ما وصلنا إليه من سلوك عدوانى جرّ الإنسانية إلى هاوية سحيقة.
لذا أقول لكم أيها الناس : أوقفوا الحروب وانشروا السلام ... وكفّوا عن إراقة الدماء واطووا صفحة العداوات، واغسلوا النفوس من الأحقاد وصفوا القلوب من الأضغان، فكلنا راحلون وإلى ربّ عليم بكل ما يدور منقلبون.
أيها الناس : نريد أن نعيش كما يعيش الأطفال بكل ما يحملون من براءة ونقاء ... بلا أحقاد أو أضغان أو أحساد ... نريد أن نصفّى خلافاتنا وتسود أخلاقنا ... فكلّنا مغادرون .
أرجوكم بكل معنى كلمة رجاء ... أطلبكم بكل تواضع ودعاء ... لا نريد أن نسمع صوت المدافع والرصاص، أو نحيباً يقطّع الأكباد من مكلوم فقد عزيزاً أو أمّ ضيّعت وليداً .. لا نريد أن نرَ أشلاءَ ضحايا مقطّعة على شاشات إعلامنا، فقد كرهنا الدم الأحمر القانى وأصبح كابوس يطرد نومنا.
فقط نريد السلام .. نريد أن يسود بيننا، فنرى آثاره على مجتمعاتنا فيصبح الحب والوئام سمة مجتمعاتنا وعالمنا كله بلا تفرقة بسبب لون أو جنس أو عرق أو ديانة .. نريد أن تعلو البسمة والبشاشة وجوه الأنام فلا نرى إلا ما يسّر ويفرح الإنسان.
أم ترانى - كما يشير لى بعض الأصدقاء- بأننى إنسان حالم رومانسى لا يعيش واقعه ؟
ابتهل إلى الله أن يصادف ندائى مجيباً، فيصبح نافذاً فى زمن ضاعت فيه المبادئ والأخلاق وتربعت على الإنسانية الأنا ؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة