كأن الأرض تضحك بعد أن عادت الفأس إليها لتزرعها، ومشهد المزارعين عليها يسر الناظرين، في قرية كوم اللوفى بسمالوط منديل واحد يجمع المسلم والقبطى داخل الزراعات، سيارة واحدة تضم الأهالى فى الذهاب والعودة، ما يقرب من 25 ألف نسمة يعيشون السلام منذ عشرات السنين، والآن وبعد عام من محاولة البعض التفريق بينهم عادوا من جديد يرفعون شعار السلام.
محافظ المنيا مع الأسر المسيحية بعد التصالح
ومن جديد يعود الهدوء والسلام إلى قرية كوم اللوفى بمركز سمالوط، بعد عام كامل من الفرقة بين أهالى القرية بسبب شائعة تحويل منزل لكنيسة بدون ترخيص، وذلك بعد أن قرر المتضررون من الأقباط التصالح فى القضايا التى تنظرها محكمة الجنايات بين الطرفين ورغم حالة التخوف التى كانت تسود بين الجانبين، إلا أن حكم المحكمة جاء ليطفئ النيران ويعيد الاستقرار من جديد على الجميع.
قال محمد أبو السعود عضو بيت العائلة المصرية بسمالوط: إن قرار المحكمة بالبراءة أعاد الأهالى إلى حسن القرية من جديد، ليجتمع الكل على مائدة واحدة كما كانوا فى الماضى، وتنتهى كل محاولات التفرقة التى حاول البعض أن يلعب بها ليظل الوضع مشتعل داخل القرية، والأجهزة الأمنية وكبار العائلات وحكماء القرية، كان لهم دور كبير فى إقرار هذا السلام وإعادة المحبة لمنازل الأقباط والمسلمين من أهالى قرية كوم اللوفى.
أما خالد محمد أحد الاهالى قال: إنه تم الاتفاق على بناء كنيسة خارج القرية وجارى السير فى إجراءات ترخيصها وذلك سوف يوفر المكان لإقامة الصلوات للأقباط من أهالى القرية، كما أن الجميع أكد أنه لا سلام إلا بالتسامح، وهذا ما دفع الأقباط لتحرير محاضر للتصالح وتقديمها للمحكمة والتى جاء قرارها ليعمق المحبه والود بين الجميع.
الأسر المسيحية بعد الصلح
أما خلف زكى أحد أبناء القرية أكد أن المتهمين فى الأحداث 23 شخص وكانت التهم التى وجهت لهم هى حرق 4 منازل للأقباط ومقاومة سلطات، ويعقد عدة جلسات من شخصيات مختلفة اقتراح الحلول تم التوصل إلى أن الحل الوحيد ليعود الهدوء للقرية هو التصالح والتسامح وبالفعل كانت اللحظة وحرر الجميع تصالحا فى القضايا.
فيما قال الحاج بهاء عيد أحد كبار العائلات بالقرية، إن التصالح الذى تم توقيعه وقرار المحكمة ساهم فى تحقيق السلام الاجتماعى بالقرية، كذلك وضع سياج من المحبة والتسامح من شأنها أن تواجه أصحاب الأفكار الهدامة الذين يحاولون إشعال نيران الفتن، لتقف عجلة التنمية، والنهوض بالبلاد، مطالبا الجميع بالتكاتف والتعاون من أجل بناء وتطوير القرية وجعلها رمزا للمحبة والسلام.
وأضاف أن تلك القرية منذ قديم الأزل لم تشهد أى أعمال من شأنها الإضرار بالسلام المجتمعى ولم تتلق مديرية الأمن بالمنيا أى محضر مشاجرة داخل القرية بين مسلم وقبطى منذ أكثر من ثلاثين عام وان ما حدث كان أمرا عارضا وسرعان ما تلاشى مطالبا وسائل الإعلام بتحرى الدقة قبل تناول أى موضوع .
ومن ناحيته أكد عصام البديوى محافظ المنيا، فى تصريحات خاصة أن أهالى قرية كوم اللوفى يضربون مثلا رائعا فى التعايش السلمى والمحبة، وأنها إحدى القرى النموذجية فى التسامح والتصالح، وستشهد تنمية ثقافية وفكرية واجتماعية من خلال لجنة تنمية جنوب الوادى ضمن الـ11 قرية التى وقع عليها الاختيار.
يذكر أن قرية كوم اللوفى التابعة لمركز سمالوط كانت قد شهدت العام الماضى أحداث طائفية، بسبب شائعة تحويل منزل لكنيسة، وتسبب ذلك فى إحراق 4 منازل للأقباط تدخل على إثرها الأجهزة الأمنية، وألقت القبض على 23 شخصا من المتهمين بحرق المنازل، وتطاولت القضية فى المحكمة حتى قدم المجنى عليهم إقرارا بالتصالح، وتم تقديمه فى جلسة المحكمة التى قضت برئاسة المستشار معوض أحمد محمد، رئيس المحكمة ببراءة 23 متهما من المسلمين، المتورطين فى أحداث فتنة قرية كوم اللوفى بمركز سمالوط.
وقال عطا يوسف، محامى المتضررين، إن الفرحة عمت أهالى القرية مسلمين وأقباط مما أدى إلى عودة روح المحبة والتسامح بين الجانبين.
حرق المنازل أثناء الأحداث
انهيار المنزل بسبب الحريق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة