سفير فرنسا بالقاهرة: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى خسارة لها

أكد ستيفان روماتيه سفير فرنسا لدى مصر أن الحركات "الشعبوية" انهزمت فى بلاده مع خسارة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة واختار الناخب الفرنسى الرئيس ماكرون الذى لديه توجه لصالح الاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك على هامش الندوة التى انعقدت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة حول مستقبل أوروبا بحضور السفير البريطانى جون كاسن ولفيف من السياسيين والأكاديميين .

وأضاف أن السبب الأول فى تنامى الأفكار الشعبوية فى أوروبا هو أنه لم يعد ينظر إلى القارة الأوروبية بأنها الدرع الحامى لكافة التحديات التى تواجه بلادهم؛ ولاسيما فى أوساط الطبقات الوسطى.

وتابع السفير الفرنسى قائلا: إن السبب الثانى هو الأمن، وهناك شعور بأن أوروبا التى كانت تبدو كملاذ آمن، لم تعد قادرة على حماية مواطنيها.

وأضاف أن السبب الثالث هو تنامى الشعور بالمخاوف من قضايا الهجرة والمهاجرين والإرهاب؛ فضلا عن الخوف من تنامى الأفكار المتطرفة فى مجتمعاتهم.

وأشار السفير الفرنسى إلى أنه يجب إعادة تشكيل المشروع الأوروبي، لافتا إلى أن الشعب الفرنسى اختار رئيسا بتفويض داعم لأوروبا وهو الأمر الذى يعد ركيزة أساسية لصالح المشروع الأوروبي.

وأكد السفير ستيفان روماتيه أن مسألة مغادرة المملكة المتحدة البريطانية تشكل مشكلة لبريطانيا ولكنها تفيد أوروبا لأنه سيجبر أعضاء الاتحاد على السير فى مسار جديد، منوها إلى أن بريطانيا سوف تخسر جزءا كبيرا من تأثيرها، قائلا:" خروج بريطانيا من الاتحاد كان بمثابة خسارة الإمبراطورية الإنجليزية فى الأربعينات والخمسينيات؛ ومن ثم فإن إعادة تشكيل الاتحاد سوف يحدث دون وجود بريطانيا، لذلك فإن هذا الأمر يمثل خسارة كبيرة لبريطانيا.

وأكد السفير روماتيه أن الاتحاد الأوروبى بحاجة إلى أن يكون أكبر وأقوى لمواجهة التحديات الجديدة والتطورات الطارئة على الساحة بدءا من الانسحاب الأمريكى المتنامى من الساحة الدولية، مرورا بالتهديدات الأمنية المتزايدة وموجات الإرهاب، وانتهاء بتدفق اللاجئين من دول البلقان وسوريا وليبيا، فضلا عن ضعف الاقتصاد العالمي.

ومن جانبه، أوضح جون كاسن سفير بريطانيا لدى مصر أن الدولة الوطنية أصبحت أضعف من قبل وباتت الحكومات غير قادرة على استخدام كافة سلطاتها لأنها متبعثرة من خلال المؤسسات المختلفة.

واستطرد قائلا إن خروج بلاده من الاتحاد لمواجهة العولمة والهجرة لأن الحكومة البريطانية تواجه قيودا لأنها ملتزمة بالاتفاقيات الأوروبية.

وأكد أنه لابد من حماية الجذور والهوية البريطانية وإعادة تشكيل النموذج الوطنى لمواجهة مشاكل العولمة وتدفق المهاجرين وتعزيز قوة المؤسسات الوطنية.