أحيت الكنيسة الإنجيلية بمصر ذكرى مرور ٥٠٠ سنة على حركة الإصلاح الإنجيلى التى أطلقها الراهب مارتن لوثر بألمانيا حين أعلن احتجاجه على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية وانفصل عنها ليؤسس كنيسته الإنجيلية التى انتشرت فى العالم كله ودخلت مصر قبل مائتى عام.
فى احتفالية كبرى، وعلى أصوات الترانيم التى تميز الفكر الإنجيلى، اطفأت كنيسة قصر الدوبارة الشمعة الـ٥٠٠ وذلك بحضور عدد من رؤساء الكنائس الإنجيلية فى العالم، وعلى أنغام أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو ناير ناجيى الذى حاز تصفيق الحضور.
كعادتها دعت كنيسة قصر الدوبارة، رجال الدولة ونخبة من المفكرين والمثقفين المصريين واستقبلت تهانى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أرسل برقية تهنئة فى الوقت الذى اكتظت فيه الكنيسة بالوزراء والمحافظين.
وصف القس بيدفورد ستروم رئيس الكنيسة الألمانية المصريين بخير الشهود على محبة المسيح فهم الذين استقبلوا العائلة المقدسة حين لجأت إليها.
وأكد القس فى كلمته التى وصفت بالتاريخية فى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، أن الحرية المسيحية هى أفضل أساس للحياة.
أما القس الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر ، اعتبر فى كلمته أن الإصْلاحُ الدِّينى حَرَكةً إصلاحيَّةً تهدِفُ إِلى تَجديدِ الفِكْرِ؛ فَكانَ فاتَحةَ التَّحوُّلِ باتِّجاهِ رؤيَةٍ حَدَاثيَّةٍ فى الثَّقافَةِ الأوروبيَّةِ، إِذْ مَهَّدَ لولادَةِ الحدَاثَةِ وظُهُورِ العَقلانيَّةِ، وصولاً إلى الحدَاثَةِ السِّيَاسِيَّةِ المتجسِّدَةِ فى الدِّيمقرَاطِيَّةِ وحُقوقِ الإنْسَانِ والتَّعدُّديَّةِ والمسَاوَاةْ
وقال زكى إن الإصلاح سَاهَمَ فى دَفْعِ أورُوبَّا نَحوَ الرَّأسمَاليَّةِ وميلادِ الدَّولةِ القَوميَّةْ، كَما أنَّهُ أبعَدَ القَدَاسَةَ عنِ السُّلطَةِ السِّياسيَّةِ.
وحدد زكى فى كلمته سبعة تحديات تواجه الكنيسة، بينها تلك الفجوة بين الشباب والشيوخ، بالإضافة إلى العَوْلَمَة، مستكملًا :ففِى إِطَارِ تَناقُضَاتِها، أَصْبَحَ الاحتِمَاءُ بالهُويَّةِ أَمْرًا هَامًّا وضَروريًّا؛ فالنَّاسُ يَلجَأونَ إلى الاحتِمَاءِ بالعَقِيدَةِ فِى إِطَارِ الْمَجَالِ الدِّينيّ، وبالهُويَّةِ الفَرْعِيَّةِ فى إِطَارِ المجَالِ القَوْمِيّ.
وقدم رئيس الطائفة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى مؤكدًا على دعمه للمواطنة والتعايش بين المصريين جميعًا، وقال إن المسْلِمِينَ أَظْهَرُوا تَمَاسُكًا حَقِيقِيًّا مَعَنَا وَلَاسِيِّمَا بَعْدَ ثَوْرَتِى يَنَاير وَيونيَه، تَجَلَّى هَذَا التَّمَاسُكْ فِى الموَاقِفِ المتعَدِّدَةْ والجَادَّةِ مِنَ المثَقَّفِينَ المصْرِيّينَ فِى مُوَاجَهَةِ أَحْدَاثِ التَّوتُّرَاتِ الدِّينيَّةِ، وكَذَلِكَ فِى تَوَجُّهِ الموَاطِنِ العَادِيّ، الَّذِى اعْتَبَرَ اللُّحْمَةَ الوَطَنِيَّةَ أَمْنًا قَوْمِيًّا، وهُنَا نَحنُ لَا نُنْكِرُ أَوْ نَتَنَاسَى وُجُودَ بَعْضِ المتَطَرِّفِينَ الذِينَ لَا يُريدُونَ الخيرَ لَنَا ولبِلَادِنَا ويَسْعَوْنَ بانتِظَامٍ إِلَى دَفْعِ التَّوتُّرَاتِ الدِّينيَّةِ عَلَى السَّاحَةِ، لكِنَّ مَا نُؤكِّدُ عَلَيْهِ هُوَ أَنَّ الموَاقِفَ المشرِّفَة للنخبة و العَامَّةِ هِى رَصيدُ وطننا العزيز مصر الغالية.
واختتم زكي: إنَّ الإصْلاحَ الحقيقى هُوَ الَّذِى يُدرِكُ أَهمِّيَّةَ البِنَاءِ وَلَا يَعرِفُ التَّدْمِيرَ للماضى ولا القَهْرَ للمُغَايِر؛ إِنَّهُ القُدْرَةُ الملهِمَةُ الدَّافِعَةُ للتَّجدِيدِ، والمشَجِّعَةُ للمُبَادَرَاتِ الفَرْدِيَّةِ والملتَزِمَةُ بالعَمَلِ الجمَاعيّ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة