مع مرور الذكرى الـ44 على انتصار أكتوبر المجيد تظل المظاهر الفنية والثقافية بعيدة عن التعبير الحقيقى عن الملحمة المصرية.
الحرب التى انتهت بنصر كبير وحقيقى للجيشين المصرى والسورى، على الجيش الإسرائيلى منهية أسطورته بأنه لا يهزم، ونلاحظ اختفاء بعض المشاهد الإبداعية لفنانى ومثقفى مصر، إلا فى مشاهد نادرة وغير معبرة كليا عن روح النصر وعظمة العبور، باثناء بعض الأفلام الوثائقية التى تنتجها هيئة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة عن الحرب.
التقرير التالى يرصد مشاهد فنية غابت عن الاحتفالات فى ذكرى الحرب:
أفلام سينمائية
رغم مرور مع يقرب من نصف قرن من الزمان على الحرب، ربما لم ينتج حتى فيلم سينمائى ملحمى عن حرب أكتوبر، لا ننكر وجود بعض الأفلام التى تناولت سيرة الحرب إلا إنه تبقى دائما فى إطار اجتماعى رومانسى، مع تناول جانب بسيط عن الحرب، يعبر الحالة المصرية فى ذلك الوقت.
لذا فإن الدولة ممثلة فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمجلس الإعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الثقافة المصرية، يكونون أمام مطلب بإنتاج عمل سينمائى ضخم يخلد روح البطولة عند الجنود المصريين، وتجسد عظمة الملحمة المصرية عند الجيش المصرى، ليكون بوابة المعرفة للأجيال المقبلة والتى تمثل السينما جزء مهما وأساسى فى توصيلها للأجيال.
عرض أوبرا
رغم أن مصر بها أقدم دار أوبرا فى منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية، وتعتبر من أقدم وأكبر دور الأوبرا فى العالم جذبا للعروض العالمية، إلا أن على الرغم من ذلك لم تشهد دار الأوبرا المصرية عروض أوبرالية تجسد بروح الفن مشهد العبور العظيم والانتصار الضخم الذى حققته الجيوش العربية فى سيناء والجولان، مكتفية باحتفالات تقليدية ربما من حين إلى آخر فى ذكرى النصر.
فهل تقوم ووزارة الثقافة المصرية ممثلة فى دار الأوبرا المصرية برئاسة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، بتبنى عمل أوبرالى ينقل عظمة الجندى المصرى، عبر أكبر مسرح فنى فى مصر.
روايات
تمتلك مصر عددا كبيرا وضخما من أهم كتاب المنطقة العربية وقارة أفريقيا، ومنهم من عاصر انتصار عام 1973، من عملاقة الأدب فى مصر، إلا أن روح الانتصار غابت عن الرواية المصرية، إلا بتناولات بسيطة عن بطولات خاصة لبعض الجنود، أو لمناقشة جوانب اجتماعية تزامنت مع الحرب، بالإضافة إلى بعض الدراسات القيمة عن الحرب.
ربما نكون الآن فى احتياج إلى رواية عالمية كبيرة، تعبر عن ملحمة حرب أكتوبر 73، خاصة أنه لم يتبقى العديد من الأدباء ممن عاصروا الانتصار، فهل يترك الباقون رسائلهم عن الحرب إلى جيل المستقبل؟.
مسرحيات
يبقى المسرح أبو الفنون ذلك كونه الأبرز فى التعبير عما يجول بخواطرنا، ولكونه يعبر بأداء جميل ويجسد مشاعرنا المختلفة.
وبرغم امتلاء الساحة المصرية بعدد كبير من الفنانين الأقدار، وامتلاك بنية تحتية لعدد من المسارح الجيدة، لم يجسد على خشبة المسرح حتى الآن مسرحية فنية تجسد انتصار اكتوبر المجيد، باستثناء بعض العروض التى تنتجها بيوت الثقافية الجماهيرية والشعبية، لفرق الهواة.
فهل يقوم البيت الفنى للمسرح بالتعاون مع عدد من كبار نجوم المسرح، بإعداد عمل فنى ضخم على خشبة المسرح، تعبيرا عن الانتصار الكبير.
موسوعة عن شهادات الجنود
لم يتبق الكثير ممن عاصروا الحرب سوا من القادة أو الجنود المحاربين فى حرب أكتوبر 73، وعلى رغم من مرور 44 عاما على الانتصار لا مصر حتى الآن موسوعة مجمعة عن شهادات الجنود الذين شاركوا فى تحرير الأرض من على جبهة القتال، وقادة القوات المسلحة فى الحرب، إلا من خلال بعض المذكرات التى أعدت وأغلبها لقيادات فى الجيش، ولا تعبر بشكل كامل عن الملحمة، وبعضها يكون مذكرات شخصية عن دور صاحبها فى الحرب.
فهل تقوم الجهات المعنية بتجميع شهادات الجنود الباقية على قيد الحياة فى موسوعة مصرية تعرض المكتبات الكبرى وتكون بمكتبات المدارس والجامعات، لتكون رسالة أبطال الحرب إلى الأجيال المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة