أعاد حديث رئيس مجلس النواب، عن الأحزاب السياسية فى مصر، الأسبوع الماضى، فتح هذا الملف المهم الذى طرأ على الساحة السياسة بعد ثورة 25 يناير، وبات هناك أكثر من 100 حزب، لا يعرف المواطن المصرى أسماء الأغلبية العظمى منها.
لم يكن حديث الدكتور على عبد العال، هو الأول الذى يصدر من مسئولى الدولة عن الأحزاب، فقد سبقته دعوات كثيرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى اندماجات بين الأحزاب المتشابهة فى برامجها وتوجهاتها السياسية، كان آخرها مايو الماضى، فى حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية حينما قال: "أتمنى أن نرى الأحزاب ذات الأيدلوجيات المتشابهة تسعى لإيجاد صور للتنسيق أو الاندماج".
وقال رئيس مجلس النواب، الأسبوع الماضى، إن الأحزاب السياسية فى مصر فشلت فى إعداد كوادر سياسية، متمسكا بتطبيق نص الدستور فيما يتعلق بحظر ممارسة الأنشطة السياسية والدينية داخل المرافق العامة ومنها مراكز الشباب، مضيفا: يوجد حاليا أحزاب سياسية عددها 104 أحزاب، أزعم وأعتقد أنكم تتوافقون معى فى أنها فشلت فى إعداد كوادر سياسية".
كان الرئيس السيسى قد دعا إلى دمج الأحزاب ذات الرؤى المشتركة، قائلا: علينا ألا نتعجل، وألا نسيء لأحزابنا ونصفها بأنها كرتونية أو ضعيفة يجب أن نشجعها لتقوم بدور أكثر فاعلية، وأتمنى أن نرى الأحزاب ذات الأيدلوجيات المتشابهة تسعى لإيجاد صور للتنسيق أو الاندماج، وأنا داعم لهم جميعا، وأطمئن إليهم، وأثق فيهم ثم كم مضى من فرص على تجربتنا الحزبية؟! إن هناك دولاً مضى عليها أكثر من 200 أو 300 سنة ونضجت تجربتها الحزبية ومع ذلك مازالت تتحرك وتتطور إننى ضد الإساءة لقوانا السياسية، ونكون أشبه بمن يعاير ابنه لو رسب فى مادة ولا يعاونه على النجاح.
ويبقى السؤال الآن: هل حان وقت مراجعة خريطة الأحزاب السياسية فى مصر؟ هل أصبحنا نفتقد ثقافة الحياة الحزبية؟ وما دور الأحزاب والبرلمان ومسئوليتهما فى إنجاح التجربة الحزبية وتفعيل سياسة الدمج؟
أحمد رفعت، عضو مجلس النواب، أعلن إعداده مشروع قانون يشطب الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان، موضحا أن الهدف من القانون وجود ممارسة سياسية حقيقية مبنية على وجود أحزاب قوية قادرة على تكوين كوادر سياسية.
وقال "رفعت"، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن هناك نحو 104 أحزاب فى مصر ليس لهم تأثير فى الشارع المصرى، ولا يشعر المواطن بوجودهم، مضيفا أن هناك أحزاب عبارة عن مجرد كشك وليس له قاعدة جماهيرية فى الشارع، علاوة على أن أغلب مقراتها مغلقة.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن سيسعى من خلال التشريع على شطب الأحزاب الهشة من خلال دمج الأحزاب ذات التوجهات السياسية المتشابهة فى كيان واحد، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس بها عدد الأحزاب الموجودة فى مصر.
وتابع: الشارع لا يعلم شئ عن أغلب الأحزاب ولا يرى لهم وجود فى الشارع، ولابد أن يكون للحزب ظهير شعبى، مضيفا أنه سيعسى لشطب الأحزاب ذات المرجعية الدينية، أمثال حزب النور، لأنها تقوم على العنصرية.
ومن جانبه، قال الربان عمر المختار صميده، رئيس حزب المؤتمر، إنه ينبعى مراجعة خريطة الأحزاب السياسية فى مصر، بحيث أنه لا يمكن أن يكون المسمى حزب وليس له أى نشاط أو ممارسة سياسية.
واقترح رئيس حزب المؤتمر، أن تشكل لجنة لمتابعة هذا الأمر، وأن تغلق الأحزاب التى لا تفعل حسابها وليس لها نشاط أو تواجد فى الشارع، مضيفا أن هناك أحزاب ليس بها أى فرد أو اثنين.
فى السياق ذاته، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه يمكن أن يصدر تعديل بقانون يشطب الأحزاب التى لا تحصل على أى نسبة فى التمثيل بالمجالس النيابية، مشيرا إلى أن هناك دول تطبق هذا النظام بالفعل، ولكن بالنسبة للحياة الحزبية فى مصر فمن الأفضل أن تندمج أو تتحد أو تتآلف الأحزاب ذات الأجندات المتشابهة فى كيانات واحدة قوية.
وأشار "فهى" إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان قد دعا فى السابق الأحزاب بأن تندمج فى كيانات قوية لكن الأحزاب لم تفعل، ولفت إلى أن يمكن أن يدعو رئيس مجلس النواب الأحزاب المصرح بها بضرورة الاندماج فى كيانات وألا ستندثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة