قال مسؤول إيطالى بارز، إن هناك صلة محتملة بين مقتل صحفية التحقيقات المالطية دافنى كاروانا جاليزيا، التى قُتلت فى انفجار سيارة مفخخة بمالطا الأسبوع الماضى، والتحقيق الإيطالى فى شبكة غير مشروعة لتهريب الوقود.
وقال كارميلو زوكارو، كبير المدعين العامين فى صقلية، والذى يقود تحقيقات تهريب الوقود، فى تصريحات لصحيفة "جارديان" البريطانية، إنه "لا يستطيع استبعاد احتمال أن أحد الرجال المستهدفين فى تحقيقاته، التى تشمل ليبيا ومالطا وإيطاليا، وتضم شبكة الجريمة المنظمة فى صقلية، يمكن أن يكون وراء مقتل كاروانا جاليزيا".
وقال زوكارو: "دافنى عملت فى الماضى على مقالات حول الاتجار بالوقود بين ليبيا ومالطا"، مضيفا أن بعض الأشخاص فى تحقيقه ذُُكرت أسماؤهم فى تحقيقات دافنى، ورغم أن التحقيق فى حلقة تهريب الوقود التى تصل قيمتها إلى ملايين اليوروهات مستمر منذ أشهر، إلا أن السلطات الإيطالية نفذت سلسلة اعتقالات بعد أيام من اغتيال كاروانا جاليزيا، ولم يوجه أى اتهام رسمى بعد لأى من المعتقلين بالتورط فى مقتل الصحفية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "كورييرى دى لا سيرا" الإيطالية فى تقرير سابق لها، إن الصحفية المالطية دافنى كاروانا اكتشفت مؤخرا آليات تمويل الميليشيات الليبية، وتمكين أشخاص بعضهم من المجرمين الحقيقيين من تسهيلات ومزايا كبيرة، متابعة: "عناصر الميليشيات يقضون شهورا من الراحة فى كرواتيا أو إيطاليا، بل أيضا فى تركيا ولبنان وتونس، ويقدمون حسابات طائلة عن علاج لم يتلقوه وتسددها الحكومة الليبية، وذلك بحسب موقع بوابة أفريقيا الإخبارية.
وقد اعتقلت الشرطة فى جزيرة صقلية الإيطالية ستة من تسعة مشتبه فى تورطهم بإدارة شبكة لتهريب الوقود من ليبيا، باعت 80 مليون لتر من وقود الديزل بـ30 مليون يورو على الأقل، لمحطات وقود فى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وقالت الشرطة إن شركة "ماكسكوم بانكر" المالطية تولت عرض الديزل على الموزعين بسعر يقل 60% عن سعر السوق.
ورغم أن جودة الديزل الذى نقلته 30 سفينة باعتباره وقودا لها بعدما سرقه "ملك التهريب" الليبى فهمى موسى سليم بن خليفة باستخدام قوارب صغيرة من منشأة تكرير فى الزاوية غرب طرابلس، أقل درجة من الديزل المستخدم فى الآليات فى إيطاليا، لكنه كان يباع بالسعر ذاته، بحسب ما نشرته بوابة أفريقيا الإخبارية.
واعتبرت صحف إيطالية، أن الاعتقالات تؤكد وجود علاقة ثابتة ورسمية بين المافيا الإيطالية والمالطية وقادة ميليشيات ليبية فى عمليات تهريب النفط، وبين هذه المافيات وقضية اغتيال الصحافية المالطية دافنى كاروانا بتفجير سيارتها، إذ تم الكشف عن تورّط جهات إيطالية ومالطية مع قادة ميليشيات ليبية فى تهريب النفط الليبى من غربى البلاد إلى إيطاليا عبر مالطا، وتزوير ملفات جرحى ليبيين، سددت الحكومة عبر وسطاء مالطيين لسنوات عشرات الملايين من اليوروهات لتغطية نفقات علاجهم فى مستشفيات وهمية وعيادات غير موجودة فى إيطاليا وأوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة