بالصور.. "مصر لسة بخير".. صيدلية تمنح أدوية مجانية للمرضى بصورة البطاقة والروشتة.. العاملون بها أطباء متطوعون أطلقوا الفكرة عبر مواقع التواصل.. التمويل قائم على "التبرعات" ومطالب بتعميمها بالمحافظات

الخميس، 19 يناير 2017 05:52 م

صيدلية تمنح أدوية مجانية للمرضى بصورة البطاقة والروشتة

كتبت أمنية فايد - تصوير محمود فخرى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن كنت مريضا تعانى من الألم وزادت معاناتك بعد ارتفاع أسعار الأدوية والإعلان عن التسعيرة الجديدة، فاطمئن أنت فى مصر بلد الخير، فمن خلال فكرة بسيطة حلم بها بعض الشباب وأعلنوا عنها عبر صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، عن إنشاء صيدلية توزع الدواء بالمجان على المرضى المحتاجين، مهما كان الدواء غاليا أو مكلفا أو حتى غير متوفر فى السوق، سوف تحضره إليك هذه الصيدلية مجانا.

اليوم السابع شاهد الإعلان عن الصيدلية، كغيره لكنه قرر خوض التجربة والتأكد من صحة المنشور قبل إعادة نقله على صفحات الجريدة وبالفعل اتصلنا بالرقم الموجود فى البوست وأبلغناهم أننا نود الحصول على دواء قلب لسيدة كبيرة لا تملك ثمن العلاج فطلبوا منا التوجه لمقر الصيدلية بحلوان من المغرب حتى العشاء" لأن الشباب بالصيدلية جميعهم متطوع للعمل بها ويعملون هذه الفترة بعد الانتهاء من عملهم الأصلى، وطلبوا منا إحضار الروشتة وصورة البطاقة للشخص الذى سوف يستلم الدواء للحصول عليه.

الصيدلية

بالفعل توجهنا إلى منطقة حلوان بروشتة إحدى المرضى واكتشفنا أن الأدوية لا تصرف إلا بإحضار روشتة رسمية من مستشفى أو طبيب مع بطاقة المريض، مع إثبات الدخل سواء المعاش أو مفردات مرتب أو ما يفيد من التأمينات أن هذا الشخص ليس له دخل يكفى صرف العلاج للمريض نفسه، ويحضر هذا الورق أما المريض نفسه أو أحد أقاربه من الدرجة الأولى، الذى يسلم الروشتة ويحصل على رقم لصرف الدواء وكان رقم اليوم السابع 18.

الصيدلية

دخلنا الصيدلية فوجدنا كراسى لجلوس المرضى وذويهم حتى ينتهى العاملون من تحضير الأدوية، ولاحظنا أن هناك أدوية غير متوفرة كانت مطلوبة فأكدوا أنهم سيقومون بشرائها وتوفيرها للمريض فى أقرب وقت، ومن داخل الغرفة التى يجلس فيها المرضى انتظارا للأدوية كان يتبادل المرضى الحديث عن الأماكن الخيرية التى يمكن أن تساعدهم فى توفير الطبيب والآشعة والتحاليل بأقل التكاليف إن لم تكن بدون مقابل، فتقول إحدى السيدات تدعى "أم رانيا": "أصيبت ابنتى، 29 سنة، بالفشل الكلوى وتقوم بالغسيل مرة كل أسبوع، احتار الأطباء فى حالتها اتبعت كل الأنظمة بما فى ذلك زرع الكلى ولكن فشلت العملية، الألم هو رفيقها الحالى والعلاج غالى أبوها على المعاش وأنا وهى لا نعمل".

الصيدلية

أما "ف . م" جاءت للصيدلية لأول مرة لتصرف أدوية لبناتها الأربعة بعد أن أصيبوا بإعاقة حركية بسبب الجينات الوراثية التى ترجع إلى زواجها من ابن عمها، وخلال حديثها عنهم قالت: "فشل الأطباء فى تقديم أى مساعدة لهم حتى يسيروا أو يقفوا على أقدامهم مثل كل الأطباء وليس بوسعى غير تقديم العلاج لهم حتى لا تسوء حالتهم أكثر".

ومن جانب آخر ردت "س . م" على "أم رانيا" قائلة: "ولدت بضمور فى إحدى كليتى وهو ما أدى إلى تليف الكلى الأخرى، وملتزمة حاليا بجلسات الغسيل والأدوية".

ووسط شكوى السيدات ظهر مريض يدعى "م.ا" يعانى من التهاب فى الأطراف الطرفية مع مشكلات فى الحركة بسبب حادثة أثرت على العمود الفقرى، طلب من الجالسين مكانا يستطيع القيام فيه بآشعة بالمجان لأن الإشعات التى يطلبها الطبيب المعالج تبلغ قيمتها 1200 جنيه.

الصيدلية

جاء دور اليوم السابع لصرف الدواء فرفض القائمون على الصيدلية صرف الدواء لأننا لا نمتلك الأوراق المطلوبة المذكورة أعلاه "صورة بطاقة المريض وروشتة حديثة وتقرير طبى بالحالة وصورة بالمعاش أو مفردات المرتب"، وبعد إلحاح منا على اعتبار أن الحالة عجوز لن تستطيع القدوم ولا تمتلك أى أوراق ونحن نقوم بمساعدتها وافق على الصرف، وهنا كشفنا له أننا صحافة وأردنا التأكد من صدق الخبر، وهنا قال لنا إن فكرة الصيدلية جاءت بعد شعورنا بأزمة المرضى الفقراء من غلاء أسعار الأدوية، وهم فى أمس الحاجة لهذا العلاج، ويكمن حلمنا فى انتشار فكرة الصيدلية الخيرية فى كل مصر، والأوراق التى نطلبها من المريض ما هى إلا وسيلة حتى نقدم الدواء لمستحقيه.

وعن أكثر الأدوية طلبا قال إنها أدوية السكر والضغط والقلب والكلى والمخ والأعصاب مثل أدوية الصرع والضمور، وكلها أدوية غالية الثمن الكثير منها مستورد غير متوفر بشكل كبير، لذلك فتحنا طريق التبرع بالأدوية إذ يقوم القادرون أو من كان مريضا وشفاه الله ويتوفر لديه أدوية بتقديمها بنا بشرط أن تكون صالحة للاستخدام.

من جانبه، قال المهندس "صالح عمران" رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية، المشرفة على عمل الصيدلية "جاءت الفكرة من خلال حضور عدد كبير من المرضى يطلبون الدواء من الجمعية بدلا من المساعدات الخيرية الأخرى، وكان علينا القيام بذلك وفقا لأوراق قانونية، وبالفعل حصلنا على قرار وزارة التضامن الاجتماعى رقم 177 لعام 2016 يتيح لنا تجميع الأدوية الزائدة والمتوفرة لدى الأسر وإعادة توزيعها على المرضى بواسطة طبيب مختص.

واستكمل، واجهنا فى البداية أزمة فى كيفية جمع الأدوية ولكن مع انتشار الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى استطاع العديد من الأفراد من تقديم الأدوية الزائدة عن احتياجهم لنا وتصنيفها وفقا للأمراض ثم تطور الأمر إلى التعاون مع الجمعيات الخيرية الأخرى وتم افتتاح الصيدلية بشكل قانونى، قد ينظر البعض إلينا بنظرة التشدد بسبب الأوراق التى نطالبها، ولكن هذا أمر احترازى حتى تصل الأدوية إلى مستحقيها، ورغم تشددنا فى أمر الأوراق إلا أن هناك بعض الأفراد يحضرون ورقا أنهم فى حاجة لهذه الأدوية ثم يقومون ببيعها للصيدليات للحصول على أموال، وهذا ضد مشروعنا، لذلك فكرة الشباب فى قص جزء من شريط الدواء حتى لا تقبل به أى صيدلية.

وأشار "عمران" إلى أنهم يتواصلون حاليا مع بعض الجمعيات الخيرية لمساعدتهم فى تأسيس صيدلية يمارسون فيها نفس النشاط الخيرى لأهل المحافظات مثل الفيوم، أسيوط، الهرم، البحيرة، الحمول بكفر الشيخ، وغيرها من الجمعيات.