أكرم القصاص - علا الشافعي

ننشر مذكرة قاضى التحقيقات فى قضية "أحداث استاد الدفاع الجوى".. تدافع الجماهير ومثيرى الشغب سبب الوفاة.. ومدير الأمن المركزى: أطلقنا 17 قنبلة غاز فقط.. والطب الشرعى: الغاز لم يسبب موت الضحايا

الجمعة، 09 سبتمبر 2016 11:39 م
ننشر مذكرة قاضى التحقيقات فى قضية "أحداث استاد الدفاع الجوى".. تدافع الجماهير ومثيرى الشغب سبب الوفاة.. ومدير الأمن المركزى: أطلقنا 17 قنبلة غاز فقط.. والطب الشرعى: الغاز لم يسبب موت الضحايا قضية الدفاع الجوى - أرشيفية
كتب : أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

                                             

حصل "اليوم السابع" على نص مذكرة قاضى التحقيق المستشار وجدى عبد المنعم رئيس محكمة الاستئناف، فى قضية "أحداث استاد الدفاع الجوى".

 

انتهت مذكرة قاضى التحقيق فى القضية رقم 4584 لسنة 2015 جنايات أول مدينة نصر، والمعروفة إعلاميا بـ"أحداث استاد الدفاع الجوى"، وجاءت التحقيقات نفاذا لقضاء المحكمة، وإعمالا لحكم المادة 11 من قانون الإجراءات الجنائية، إلى أنه جاءت خلوا من ثمة دليل يصلح فى إثبات المسئولية الجنائية تجاه كل من قوات الأمن المختصة بتأمين المباراة، ومسئولى إدارة استاد الدفاع الجوى وأفراد القوات المسلحة المختصين بتأمين المباراة، ومسئولى نادى الزمالك الرياضى، ومن ثم فإنه يتعين إعمالا للتحقيقات، "بإنه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية تجاه هذه الجهات لعدم توافر الأدلة".

 

وقالت مذكرة قاضى التحقيق، إن المحكمة نظرت الدعوى بمحاضر جلساتها، وبجلسة 14 فبراير 2016 قضت المحكمة بإحالة الدعوى للتحقيق لإثبات أونفى عناصرها استجلاءا لوجه الحق، وإعمالا لحكم المادة 11 من قانون الإجراءات الجنائية، وندبت عضو يسار الدائرة لإجرائه مع منحه كافة الصلاحيات المقررة لقاضى التحقيق، وحددت مدة ستة أشهر لإتمامه اعتبارا من تاريخ الحكم، على أن يعرض قاضى التحقيق نتائجه على الدائرة، وذلك وفقا لما جاء بمنطوق هذا الحكم.

 

وكشفت مذكرة قاضى التحقيق المنتدب عن نتائج التحقيقات مع مسئولى وزارة الداخلية، وعلى رأسهم اللواء يحيى زكريا العراقى نائب مدير أمن القاهرة لقطاع شرق القاهرة، والذى قرر فى التحقيقات أنه وضع خطة أمنية من قبل الجهات الأمنية المعنية، على رأسها مديرية أمن القاهرة وإدارة البحث الجنائى والأمن المركزى، لتأمين المباراة محل الأحداث وفقا لأمر العمليات الخاص بإدارة وتأمين سير المباراة، مضيفا أن هذه الخطة يتم دراستها وتنسيقها مع جميع الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، وذلك تلافيا لحدوث أية سلبيات، مؤكدا على عدم مشاركة مسئولى وأعضاء نادى الزمالك الرياضى فى هذه الخطة لاختصاص الجهات الأمنية بها.

 

وقال اللواء محمد خالد يوسف حسن هلالى مدير أمن القاهرة فى أقواله بمذكرة قاضى التحقيق، إنه تم تحديد يوم 8 فبراير 2015 لإقامة مباراة كرة القدم فى بطولة الدورى العام من قبل اتحاد الكرة بعد الحصول على موافقة الجهات الأمنية بالسماح بدخول نحو عشرة آلاف متفرج من جماهير الناديين، وتم وضع خطة أمنية بموجب أمر عمليات خاص بهذا الشأن من قبل مديرية أمن القاهرة، بالتنسيق مع باقى الجهات الأمنية وفروعها بوزارة الداخلية.

 

مدير أمن القاهرة: دور مسئولى نادى الزمالك ينحصر فى طباعة التذاكر والدعوات

وأضاف مدير أمن أمن القاهرة، أنه قبل بدء المباراة تلاحظ للخدمة المعنية توافد أعداد كبيرة من الجماهير بشكل جماعى، وفى صورة حشد دون حملهم تذاكر أو دعوات تسمح لهم بالدخول إلى ملعب الاستاد لمشاهدة المباراة، حيث قاموا باقتحام بوابات الدخول والضغط على رجال الأمن ومنظمى عملية الدخول للسماح لهم بدخول المباراة، وعليه قام مشرفو الخدمات الأمنية بالتخاطب معهم بواسطة الميكروفونات لإرشاد الجماهير وتنظيم عملية الدخول، إلا أن العناصر الإثارية المندسة، والمتمثلة فى عناصر جماعة الإخوان المسلمين، كانت تحثهم مرة أخرى على الحشد والاندفاع نحو البوابات لاقتحامها، وقاموا بإطلاق الألعاب النارية تجاههم لإحداث حالة من الفوضى والهرج، ما تسبب فى حدوث تدافع بين الجماهير فى شكل موجات تدافع، وأدى ذلك إلى إصابة بعض الجماهير ووفاة البعض الآخر نتيجة تلك الأحداث.

 

واستطرد مدير أمن القاهرة فى التحقيقات، أن بوابات الاستاد التى كان يسمح للجماهير بالدخول من خلالها لمشاهدة المباراة كانت كافية لاستيعاب الجماهير المتواجدة أمام الاستاد، والتى كانت ترغب فى الدخول لولا حدوث أعمال الحشد والفوضى التى قام بها مثيرو الشغب من العناصر الإثارية لبعض عناصر الإخوان المسلمين بقصد زعزعة الاستقرار الأمنى فى البلاد، بخاصة أن توقيت إقامة المباراة محل القضية تصادف معها زيارة الرئيس الروسى لمصر.

 

وفى نهاية أقوال مدير أمن القاهرة، أكد أن دور مسئولى نادى الزمالك ينحصر فى طباعة التذاكر والدعوات على ضوء أعداد الجماهير المتفق على السماح لها بالدخول لمشاهدة المباراة، وتعيين موظفين مختصين من النادى للاطلاع على التذاكر والدعوات لحاملها من الجماهير لكى يصرح له بالدخول.

 

وأيد اللواء خالد محمد عبد الحميد متولى حكمدار القاهرة فى مذكرة قاضى التحقيق، أقوال سابقيه، مضيفا أن قوات الأمن قامت بمحاولات كبيرة لمنع حدوث خسائر أكبر فى الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، نافيا وجود أى مسئولية تجاه مسئولى نادى الزمالك، فى تجميع وحشد الجماهير، مبررا سبب حضور الأعداد الغفيرة للمباراة بكونها أول مباراة يسمح فيها بدخول الجماهير بعد فترة طويلة من المنع.

 

وقال اللواء مصطفى محمد عبد العال النمر مساعد مدير أمن القاهرة أبان الأحداث، إن قوات الأمن المركزى  قامت بإطلاق قنابل الغاز لمواجهة العناصر المثيرة للشغب بقصد تفريقهم.

 

مدير الإدارة العامه للأمن المركزى: حدوث حالة من الفوضى بين الجماهير نتج عنها تدافع بين الجماهير

وأكد اللواء محمد سعيد أحمد كفافى مدير الإدارة العامه للأمن المركزى، أن الأمور يوم المباراة سارت بصورة طبيعية حتى الساعة الرابعة ونصف عصرا، حيث سمح بدخول أعداد كبيرة من الجماهير، إلا أنه حدث تغير فى النمط السلوكى من بعض الجماهير، ظهرت فى ترديد الهتافات المعادية للدولة والشرطة والجيش، بغرض إثارة الجماهير، وأثناء ذلك قام بعض من مثيرى الفوضى والشغب بتصعيد الموقف بإطلاق الشماريخ فى مواجهة الجماهير وتجاه قوات الشرطة، وحدثت حالة من الفوضى بين الجماهير، نتج عنها حدوث تدافع بين الجماهير أدى إلى حدوث وفاة البعض.

 

وأضاف فى نهاية أقواله أنه تم إطلاق 18 قنبلة غاز لتفريق الحشود، مؤكدا أنه لاتوجد ثمة مسئولية قبل مسئولى نادى الزمالك فى دخول الجماهير، محملا مسئولية دخول الجماهير على قوات الأمن وفقا للخطة الأمنية.

 

مدير القرية الأوليمبية: تم تسليم الاستاد لمسئولى نادى الزمالك

من جانبه أكد اللواء محمد محمد سالم مدير القرية الأوليميبة للدفاع الجوى فى ذلك التوقيت، أنه تم التعاقد بين نادى الزمالك واستاد الدفاع الجوى على إقامة المباراة، بعد الحصول على الموافقات الأمنية، والسماح على دخول نحو عشرة آلاف متفرج، وأنه صباح يوم المباراة تم تسليم الاستاد إلى مسئولى نادى الزمالك باعتباره الفريق المضيف.

 

وقال مدير القرية الأوليمبية إن أعمال الشغب وتكدس الجماهير والحشد أمام بوابة الدخول، جاء نتيجة عدم السماح لغير حاملى التذاكر والدعوات بالدخول لمدرجات الاستاد، تسبب فى حدوث وفيات وإصابات، ونفى أن تكون القنابل المسيلة للدموع سبب الوفاة، مبررا ذلك بإطلاقها فى مكان مفتوح، مضيفا أن أعضاء ومسئولى نادى الزمالك لم يكونوا على علم بحال الأحداث التى جرت خارج الاستاد.

 

واتفق العميد طارق مصطفى على رئيس فرع الشرطة العسكرية مع أقوال مدير القرية الأوليمبية، مضيفا أن الأبواب المحددة لها دخول الجماهير كانت تسمح باستعياب أعداد أكثر، سيما أن هناك مباريات أقيمت على ذات الملعب وحضرها أكثر من عشرين ألف متفرج، وأرجع سبب حالات الوفاة إلى التزاحم على الأبواب والتكدس.

 

وقرر اللواء علاء الدين مختار مقلد مدير عام النادى الزمالك، فى تحقيقات النيابة، أنه تم التنسيق بين الجهات الأمنية واتحاد الكرة، وتم طبع عشرة آلاف تذكرة بيعت جميعا عدا ألف وسبعمائة تذكرة، وأنه قبل المباراة حدثت أعمال شغب، نظرا لحضور أعداد كبيرة، وعندما حاولت الشرطة تفريقهم باستخدام الغاز، حدث تدافع، ما أسفر عن حالات وفاة وإصابات، مؤكدا أن نادى الزمالك قام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الأجهزة الأمنية واتحاد الكرة من طباعة للتذاكر وتوزيعها.

 

وقال مراقب المباراة محمد إسماعيل السكران، إنه لم يتم رصد أى أعمال شغب داخل ملعب الاستاد، وأن المباراة تمت بشكل طبيعى، وحضرها ما بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف متفرج، مؤكدا أنه لم يعلم أيا من المسئولين داخل الملعب بحدوث أعمال عنف وشغب أدت إلى وفاة بعض الجماهير.

 

7 أسباب نفت المسئولية الجنائية عن الشرطة ومسئولى الاستاد ونادى الزمالك

وأضافت مذكرة قاضى التحقيقات، أن الواقعة على نحو ما جاء بالسياق المتقدم، تثير شبهة المسئولية الجنائية المؤثمة فى جانب كل من قوات الأمن المختصة بتأمين المباراة، ومسئولى إدارة استاد الدفاع الجوى وأفراد القوات المسلحة المختصين بتأمين المباراة، ومسئولى نادى الزمالك الرياضى، إلا أنه بإمعان النظر فى الأوراق وما تم فيها من تحقيقات، يتضح أن الشبهة سرعان ما تنحسر فى حق هذه الجهات على ضوء ما هو ثابت فى الأوراق لأسباب هى.

 

أولا: قوات الأمن المختصة بتأمين المباراة قد اتخذت كافة الإجراءات الأمنية اللازمة والمناسبة بموجب أمرى العمليات الصادرين من مديرية أمن القاهرة وقطاع الأمن المركزى.

 

ثانيا: قوات الأمن اتخذت كل إجراءات ضبط النفس فى مواجهة مثيرى الشغب والعنف، وفقا لأقوال مدير الإستاد وقائد الشرطة العسكرية.

 

ثالثا: ثبت من أمر عمليات قوات الأمن المركزى وشهادة استهلاك بواعث الغاز، أنه تم إطلاق 17 طلقة غاز، بهدف تفريق مثيرى الشغب، والحد من الموجات الجماهيرية المتكدسة أمام بوابة دخول الإستاد رقم 2 داخل الممر المؤدى إليها، وان ما تم إطلاقه لم يؤد إلى حالات الوفاة طبقا لأقوال الدكتور هشام عبد الحميد كبير الأطباء الشرعيين ومدير الاستاد.

 

رابعا : أن وفاة وإصابة العديد من الجماهير قد جاء نتيجة التزاحم على بوابات الدخول، واستغلال مثيرى الشغب لهذا الحشد داخل الممر فى إطلاق الشماريخ والألعاب النارية، التى سقطت بين الجماهير، وبادرت قوات الأمن بإطلاق الغاز لتفريقهم، فأدى ذلك إلى حدوث حالة من الفوضى والذعر بين الجماهير ترتب عليه تدافع فيما بينهم فسقط البعض منهم أرضا ما تسبب فى حدوث وفيات.

 

خامسا: مسئولية إدارة استاد الدفاع الجوى اقتصرت فقط على تأجير ملعب المباراة للفريق المضيف "نادى الزمالك"، دون التدخل فى إجراءات التأمين والأمور الإدارية والفنية، كما أن تأمين المباراة خارج الاستاد من اختصاص قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.

 

سادسا: أفراد القوات المسلحة والشرطة العسكرية المتواجدين بمسرح الحادث، اقتصر دورهم على تأمين المبان والمنشآت العسكرية للاستاد والقرية الأوليمبية من الداخل فقط، بينما تختص قوات الشرطة المدنية بتأمين محيط الاستاد من الخارج.

 

سابعا: مسئولو نادى الزمالك لم يكن لهم ثمة دور أو دخل فى إجراءات تأمين المباراة وتحديد الأعداد المسموح لهم بالحضور، حيث ثبت أنه ذلك من إختصاص الجهات الأمنية بالتنسيق مع اتحاد الكرة.

 

واختتمت مذكرة قاضى التحقيقات أنه على ضوء ذلك، و نفاذا لقضاء المحكمة وإعمالا لحكم المادة 11 من قانون الإجراءات الجنائية، إلى أنه جاءت خلوا من ثمة دليل يصلح فى إثبات المسئولية الجنائية تجاه كل من قوات الأمن المختصة بتأمين المباراة، ومسئولى إدارة استاد الدفاع الجوى وأفراد القوات المسلحة المختصين بتأمين المباراة، ومسئولى نادى الزمالك الرياضى، ومن ثم فإنه يتعين إعمالا للتحقيقات، "بأنه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية تجاه هذه الجهات لعدم توافر الأدلة".

 

وجاء  أمر الإحالة للمحاكمة الصادر من نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار محمد عبد الشافى، بحق 16 متهما من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، ورابطة مشجعى نادى الزمالك – وايت نايتس – لاتهامهم بالتورط فى أحداث استاد الدفاع الجوى.

 

وتضمن أمر الإحالة الذى جاء فى 5 ورقات أسماء المتهمين المحالين للمحاكمة على ذمة القضية، والاتهامات التى أسندتها النيابة العامة لعناصر جماعة الإخوان المتورطين فى الأحداث، ومجموعة "وايت نايتس".

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة