تضم جبانة السيد البدوى بمدينة أسوان عددا كبيرا من المقابر التاريخية التى تعود إلى عصر صحابة رسول الله، والعصر الفاطمى، وغيرها من المقامات التى تحكى قصصاً غريبة عن صاحب قبرها قد لا يصدقها الشخص.
مقام "أبو زهرة" بأسوان
وتحتوى جبانة السيد البدوى، على مقام بسيط فى بنايته يشبه المقابر الفاطمية الموجودة بالمكان ويقع وسط القبور العادية البسيطة، يأخذ شكل المربع من الخارج ومن الداخل يحتوى على قبة تعلو المقام المبنى بالطوب اللبن، ويحتوى أيضاً على ثلاثة أبواب مفتوحة من جهات مختلفة، ومحاط قبره بالأحجار الصغيرة، وعلى الرغم من اختلاف الناس حول اسم صاحب هذا المقام، إلا أن عدد مريديه يتجاوز المئات من السيدات خلال العام الواحد، فهو معروف بلقب مقام الشيخ "أبو زهرة" كاشف الأسرار ومظهر الحقائق كما يعتقد الكثير من أبناء أسوان وغيرهم من محافظات الصعيد المجاورة.
تحكى إحدى السيدات – فضلت عدم ذكر اسمها – عن كرامات الشيخ أبو زهرة لـ"اليوم السابع"، قائلة "نحن فى أسوان نلجأ إلى مقام مولانا أبو زهرة لرد المظالم وإظهار السرقات والتى يكون معظمها وقائع سرقة وفقدان المشغولات الذهبية للسيدات، فيكشف الشيخ ببركة زيارته هذا السارق".
رش الزهرة على المقام
وتضيف السيدة، قائلة "لا يكلفنا الأمر سوى شراء كمية من الزهرة التى نستخدمها فى الغسيل المنزلى، ونقوم برشها فوق القبر، بعد الدعاء والاستغاثة عند المقام أن يكشف الله سر ما تبحث عنه السيدة أو الفتاة ببركة وكرامة هذا الشيخ، فيما يلجأ البعض الآخر من السيدات إلى "دق المسامير" حول المقبرة وجدران القبة التى تغطى المقبرة من الأعلى، إلى جانب وجود بعض النساء اللاتى يقمن بإلقاء الترمس المطحون على المقبرة، كنوع من الطقوس والتقرب لصاحب المقام لإيجاد ضالتهن وقضاء حوائجهن.
جبر حسن، خادم جبانة السيد البدوى، يوضح لـ"اليوم السابع"، بعض التفاصيل حول قصة مقام الشيخ أبو زهرة، قائلاً "قضيت 35 سنة عاملاً فى هذه الجبانة تابعاً لجمعية دفن الموتى، ومنذ زمن بعيد يقمن السيدات بهذه الطقوس عند زيارة مقام الشيخ أبو زهرة، وهناك عادات عدة للسيدات لا نعرف أصولها التاريخية، حيث يلجأن السيدات لزيارة المقبرة لقضاء حاجتهن اعتقاداً أن صاحب المقام سيقضى عنهن، مشيرا إلى أن دق المسامير تسببت فى إتلاف وتكسير المقبرة ونضطر لصيانتها بين الحين والآخر، ولجأنا مؤخراً لإحاطتها بالأحجار بدلاً من البناء، نظراً لتكرار تكسير المقبرة بسبب دق المسامير.
سلوكيات خاطئة عند المقام
وتابع خادم جبانة السيد البدوى، القصة قائلاً "معظم الزائرات لهذا المقام سيدات غلابة، لديهن عقيدة بأن الولى أو الشيخ سيبين لهن حاجتهن ببركتهم ويتعلقن بمثل هذه الأمور، لكن المتحكم فى كل شئ هو الله وحده ولا يقدر غير الله على فعل شئ الا بأمره سبحانه وتعالى ولا يمكن أن يتصرف مخلوق فى الكون الا بقضاء الله وقدره، والانسان إذا مات انقطع عمله فلا يقدر على فعل شئ كما أنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده".
وأشار إلى أن السيدة من هؤلاء من الممكن أن تنفق كل ما لديها من مال على شراء الزهرة ونثرها على القبر ودق المسامير وشراء الترمس، مضيفاً بأنه لا تستطيع أن تناقش إحداهن فى هذا الأمر أو منعهن من ممارسة هذه العادات لأن لديهن عقيدة قوية بأن الولى أو الشيخ سيكون سبباً فى قضاء حاجتها مثل معرفة السارق ورد المظالم.
ومن جانبه قال الشيخ عبد الستار الأزهري إمام وخطيب بالأوقاف، إن زيارة المقابر جائزة حتى لو كانت هذه الزيارة للأولياء والعلماء ولكن بشرط ألا يصحب هذه الزيارة أى مخالفات شرعية وأوضح الشيخ عبد الستار الأزهري أن ما يحدث من أفعال من بعض زوار المقابر كالطواف والإستغاثة ودق المسامير أو بذل النذور فكلها أمور مخالفة للشرع الحنيف ولا يجوز فعلها بأى حال.
وأكد الشيخ عبد الستار الأزهري، فى تصريح لليوم السابع، بأن دار الإفتاء المصرية أصدرت العديد من الفتاوي المفصلة حول حكم زيارة المقابر وحكم المخالفات التي تحدث من بعض الزوار وتوضح تفاصيل هذه الأمور مؤيدة بأدلة الكتاب والسنة والاجماع.
مقام الشيخ أبو زهرة فى أسوان
مقابر جبانة السيد البدوى بمدينة أسوان
قبر الشيخ أبو زهرة
الزهرة تملأ مقام الشيخ
مقام الشيخ أبو زهرة وسط مقابر جبانة السيد البدوى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة