"المملكة لن تسمح بأى حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران"، تلك كانت كلمات ولى العهد السعودى الأمير محمد بن نايف، ردا على محاولات طهران إحداث البلبلة قبل بدء مناسك حج هذا العام.
مخططات إيرانية
مخطط إيران لإحداث الفوضى فى الأراضى المقدسة، واحد من عشرات الأهداف التى ترمى طهران لتحقيقها، فـ"نظام الملالى" يرى فى الحج "فرصة لا تعوض" لحشد الشيعة بهدف إحداث البلبلة من خلال طقوس معينة، كمراسم "البراءة من المشركين" التي يقول عنها رجل الدين الإيراني آية الله جلال كنجئى إنها "بدعة أضافها نظام الملالي لمناسك الحج".
مخطط آخر لا يقل خطورة يسعى نظام الملالى، إلى تمريره وهو" تدويل الحج"، وهو ما ظهر فى رسالة خامنئى:"يتعين على العالم الإسلامي أن يعيد النظر فيما يتعلق بإدارة الحرمين الشريفين والحج"، على حد قوله.
بداية الأزمة
"تسييس الحج" وبث الفوضى والاضطرابات والفتن، أهداف إيرانية ترمى لفرضها خلال ملايين تجمع المسلمين لأداء الفريضة فى الأراضى المقدسة سنويا، وذلك من خلال رفضها الحازم والقاطع لمحاولات نظام الولي الفقيه في طهران بمحاولة فرض شروط سياسية على المملكة ومحاولة إدخال مراسم وطقوس خارجة عن مناسك الحج، بما يؤدى لإحداث انشقاقات طائفية ومذهبية.
إيران.. و30 عاما من الشغب فى الحج
إيران ضالعة "من رأسها حتى قدميها" فى محاولات إثارة الشغب والفوضى والاضطرابات والفتن ومحاولة إحداث الصراعات الطائفية، فى الأراضى المقدسة، بدءا من أحداث شغب مكة عام 1987، والتي كانت أبرزها وأكثرها خطورة، وحتى حادثة تدافع منى العام الماضى، التى تورط بها دبلوماسيون وضباط باستخبارات الحرس الثوري الإيرانى اندسوا بين الحجاج الإيرانيين بجوازات سفر عادية، وأسفرت عن مقتل نحو 2300 حاج أجنبى، من بينهم 464 إيرانياً.
طموح إيرانى فى المنطقة
منذ احتلال الأحواز وبلوشستان عامى 1925 و1928 بتعاون بريطانى، والإعلان الرسمي عن تأسيس إيران فى العقد الرابع من القرن الماضى، فرض "الفرس" هيمنتهم على الشعوب غير الفارسية (الأتراك، العرب، الأكراد، البلوش والتركمان) التى تسكن الأرض الإيرانية، فعملوا جادّين على ترسيخها وبرّروا قمع مقاومة الشعوب الرازحة تحت احتلالهم.
إيران كشفت وبكل وقاحة عن وجهها القبيح، وتصر على "دس أنفها" فى الشأن العربى خاصة 4 دول (اليمن ولبنان وسوريا والعراق)، فهى تدعم الحوثيين وتحرضهم على تهديد وحدة اليمن والعدوان على السعودية، وتحرض حزب الله على إفساد الوفاق الوطنى اللبنانى، وتفسد أى تسوية سياسية للأزمة السورية لا تبقى على بشار الأسد فى الحكم.
الأخطر من ذلك هو استعداد "طهران" لأن تلعب دور "شرطى الخليج"، وممارسة الدور القديم الذى كان يلعبه شاه إيران فى حراسة مصالح الغرب على حساب الأمن القومى العربى، خاصة بعد إنهاء مشكلاتها مع الغرب بشأن "الملف النووى الإيرانى".
إيران والدعم الغربى.. ونظرية المخادعة
الدلائل تشير إلى أن الغرب ضالع فى إنجاح ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" فى إيران، ففى الفترة قبل ثورة 1979 وباستخدام هذه النظرية المخادعة، تمكن الغرب دون أدنى معارضه إقليمية من تجهيز الجيش الإيرانى وبناء مؤسسات قويّة وضخمة بهدف تغيير التوازن الإقليمي والعسكرى لصالح إسرائيل وإعداد الظروف لردع التيار القومى التقدّمى فى الوطن العربي، وفى الوقت نفسه، عملت المؤسسات الاستخباراتية والإعلامية الأمريكية والبريطانية، على إعداد الظروف الاجتماعية والسياسية لانتصار "الثورة الإسلامية" المزعومـة فى إيــران.
الغرب لا يريد أن يترك الشعوب تحكم نفسها، بل يرفع شعار "منح الحكم للأقليات الطائفية والعرقية"، فتحالف مع إيران والشيعة ضد السنة بالمنطقة، بدأ بالعراق ثم سوريا ولبنان، ثم تسليم الأقلية الحوثية التابعة لإيران حكم اليمن.
كما أن الغرب ساهم فى نظرية "عزلة إيران"، فى السبعينات من القرن الماضى، تلك الخدعة الاستراتيجية التى جنبت الاحتلال الإسرائيلى تقديم أى تنازلات للفلسطينيين، وإضافة لتلك النظرية طرحت حكومة طهران فكرة مخادعة أُخرى وهى حقها بالمشاركة في الترتيبات الأمنية للمنطقة وتسوية القضية الفلسطينية على أساس مصالح الأُمة الإسلامية.
وكانت ثمرة هذه الفكرة "الخادعة" ولادة العديد من الجماعات الموالية لإيران فى لبنان، سوريا، العراق، البحرين واليمن، حيث ترفع هذه الجماعات شعار "العداء لأمريكا وإسرائيل" في الظاهر، لكنها تنفذ سياسات الملالى فى "قم وطهران"، وتوجّه فوهة بنادقها وأسلحتها نحو بلدانها والأُمة الإسلامية.
هذا التعاون الاستراتيجي ضد الأُمة العربية، تم الكشف عنه بعد فشل مشروع "الفوضى الخلاقة"، ولعلّ أهم مظاهر التعاون العلني بين الدولة الفارسية والغرب، يكمن فى الصفقة النووية المفاجئة ونجاحها السريع.
الحديث عن مخططات طهران "الفارسية" يطول، لكن الدول العربية، أمام هذا التحدى الكبير بمحاولة تفتيت أوطانها لصالح المشروع الفارسى، مطالبة بكل ما لديها من إرادة وقوة، بتغيير مواقفها الرسمية وتعديل سياساتها وتصحيح الأخطاء لوقف هذا المشروع الطائفى الذى يخطط لنشر الخراب فى المنطقة وتستخدمه أمريكا لاستنزاف الأمة وحرقها.
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى عبد الجواد
إسرائيل ، ايران ، تركيا ، الامـــــــــــن القــــــــــومى العـــــــــــربى
ليست التهديدات الايرانية وحدها هى التى تهدد الامة العربية واستقرار الشرق الاوسط من المنظور العربى والامن القومى العربى ، وليس من منظور اخر لقوى عالمية او اقليمية . والاهداف الاستراتجية للدول الثلات هى الهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية وثرواتها بصفة خاصة ومنطقة الشرق الاوسط بصفة عامة . ايران تمتلك قدرات عسكرية كبيرة وخاصة برنامح الصواريخ الايرانى المتطور ، صورايخ دفاعية وهجومية ومنظومة الدفاع الجوى المتطورة ، وتسليح قواتها البحرية والجوية والبرية باسلحة جديدة وتمتلك قدرات التصنيع العسكرى فى بعض المعدات والصواريخ ، وقواتها المسلحة لايستهان بها فى دول الخليج . كما انها تمتلك برنامج نووى متطور بقدرات ايرانية خالصة ودعم فنى من روسيا يمكنها من الوصول الى " العتبة النووية " ، خيارات ايران النووية هى امتلاك الخبرات والامكانيات التى تمكنها ان ارادت امتلاك سلاح نووى فى وقت وزمن معين ستفعل . ايران تشكل بتدخلها فى الشئون الداخلية فى دول الخليج العربى وحلم ان تكون الملكة الكبرى المتوجة على الخليج "الفارسى " . اسرائيل الدولة العنصرية المحتلة لدولة فلسطين ، المهدد الاول للدول العربية وامنها القومى وهى نفس الحالة الايرانية مع تطور احدث لمنظومة الدفاع الجوى الاسرائيلى وسلاح جو متطور ويتفوق على ايران الى حد كبير ، وقدرات نووية معروفة وهى تشكل الخطر الاكبر على امن الدول العربية اصة ومنطقة الشرق الاوسط بصفة عامة ومحاولة سعى اسرائيل للهيمنة والسيطرة على المنطقة بكاملها وخاصة الدول العربية . تركيا واحلام الامبراطورية العثمانية بتفاهمات تركية امريكية ، تركية اوروبية ، واخيرا تركية روسية . تلك الاحلام التى جعلتها تندفع دفعا الى المملكة العربية السعودية بمايسمى " التحالف الاسلامى فى مواجهة الارهاب وداعش " لتحقيق احلامها وامنها القومى ومصالحها فى سوريا والعراق وهذا العنوان " التحالف الاسلامى " فى منتهى الخطورة ويحمل صبغة مذهبية وطائفية مدمرة ، ومن المعروف ان التحالف اما اقليمى او دولى ضد الارهاب ، وهو مايدعو ايران ايضا الى القلق .باختصار شديد نحن امام احلام الهيمنة والسيطرة والامبراطوريات العظمى لدولة فارسية فى ايران ، وعبرية فى اسرائيل وعثمانية فى تركيا ، ويمكن الحديث فى تفاصيل تاريخية وشواهد وادلة مادية عديدة على هذا المنظور وتلك الرؤية ، وهنا على الباحث ان يبحث فى المجال العسكرى لتلك الدول الثلاث ، غزو العراق وتمدد ايران ، البرنامج النووى الايرانى والتفاهمات مع الولايات المتحدة ، البرنامج النووى الاسرائيلى وتفاهمات القوى الكبرى له وغموضه وعدم اخضاعه مطلقا للتفتيش والرقابة الدولية ، التسليح الاسرائيلى ، الصراع العربى الاسرائيلى والفلسطينى الاسرائيلى ، دور تركيا فى منطقة الشرق الوسط وعلاقتها بتل ابيب ، دور تركيا بعد ثورات الربيع العربى واحداثه المدمرة . اخطار عديدة تهدد امن الدول العربية واستقرارها وتستهدق ثرواتها ، وتلك الاخطار والتهديدات من جميع الاتجاهات الاستراتيجية ولابد من استراتيجية لمواجهتا ، وتلك الاستراتيجة لابد وان تكون عربية ومن رغبة عربية ، وارادة عربية ومن الدول العربية دون غيرها . كل عام وانتم بخير .