والكتاب يقدم قصة فريدة ومؤلمة وحاسمة عما فعله هذا التنظيم الإرهابى، لذلك تعد هذه القصة بمثابة شهادة دامغة لحجم المعاناة الذى تعرض له بعض الفتيات الأبرياء.
واختار المؤلف، رصد قصة "فريدة خلف"، إحدى الفتيات الهاربات من يد "داعش"، والتى كانت قبل اختطافها تعيش حياة طبيعية فى إحدى قرى شمال العراق، وفى صيف 2014 انقلب عالمها فى ثانية عندما هاجم تنظيم "داعش" رجال قريتها وأخذوا الكثير من النساء ليفعلوا بهن ما يشاءون.
ففى تفاصيل غير مسبوقة، استعرض الكاتب قصة "فريدة" البالغة من العمر 19 عاما، كانت تعيش فى منزل مع أشقائها ووالدها والدتها، وعقب الانتهاء من دراستها تتطلع إلى المستقبل لتصبح معلمة رياضيات، لكن هذا التطلع تحول إلى جحيم، عندما رأت نفسها بين يوم وليلة متواجدة فى سوق الرقيق بسوريا تباع فى منازل عدد من جنود تنظيم داعش الإرهابى.
وتوضح "فريدة" كما حكى عنها الكتاب، أنها حاولت طوال الوقت المقاومة كلما سنحت لها الفرصة لذلك، لكنهم كانوا لها بالمرصاد إلى أن تم إحضارها فى نهاية المطاف لمعسكر تدريب وسط الصحراء، وأثناء وصولها إلى المعسكر سمعت واحد من الإرهابين يوجه حديثه لإحدى الفتيات قائلا "لقد حصلنا عليكم، ونحن الأسياد الجدد، وأنت الآن ضمن ممتلكاتنا".
والكتاب يستعرض شعور "فريدة" التى تشعر بالأسى الحزن لكون هؤلاء المجرمين لطخوا شرفها وظنت أنها جلبت العار لعائلتها، لذاك كان لديها خيار وحيد، هو الانتحار، لذا حاولت خنق نفسها فى زنزانة السجن التى وضعتها "داعش" فى داخلها، لكن لم تتمكن، وبدأ التنظيم فى ضربها بوحشية، وذلك باستخدام الكابلات الكهربائية والأسلاك الشائكة مما تسبب فى إصابتها بإحدى عينيها وأصبحت لا ترى منها شيئا.
وسرد "هوفمان"، أنه بعد ذلك تم نقل فريدة لأحد المعسكرات التدريبية، وفى النهاية كانت فكرة الهروب قد سيطرت عليها تماما مما جعلها تفكر فى الهروب ومعها خمسة من الفتيات الأخريات، مناقشا أن الفتيات واجهن العديد من الصعوبات حتى تمكن من الهروب.
والكتاب فى مجملة يتجاوز أزمة "فريدة خلف" ليعبر عن كل ما يحدث فى للأسرى والمعذبين والواقعين فى أيدى القوات الهمجية المسماة داعش خاصة النساء العاجزات قليلات الحيلة اللواتى تنتهك حرمتهن فى هذه البلاد.
والكتاب من جانب آخر يمثل فكرة مدهشة تؤكد أن روح "فريدة" كانت قوية وأن التنظيم الإرهابى لم ينجح فى سحق إنسانيتها، هذا بالإضافة إلى أن الكتاب يرصد شجاعة وصمود الفتاة وحرصها على الأمل فى مواجهة العنف التى لا يمكن تصورها على الإطلاق.
موضوعات متعلقة..
تنظيم داعش يثير الرعب فى ريو دى جانيرو.. المباحث البرازيلية ترصد عملاء عن طريق "الواتس آب".. وترفع عدد الشرطيين إلى 150 ألفا للتأمين.. حطب: سلامة البعثة المصرية فى رقبتى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة