"التجربة الفرنسية".. علموا أبناءكم الفن تقوهم شر الإرهاب.. فرنسا تخصص 78 ساعة سنويا لتدريس الفنون لتلاميذ ابتدائى.. والأهالى يحرصون على اصطحاب أطفالهم مجانا للمتاحف.. وأولادنا فريسة التطرف والجهالة

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016 04:47 م
"التجربة الفرنسية".. علموا أبناءكم الفن تقوهم شر الإرهاب.. فرنسا تخصص 78 ساعة سنويا لتدريس الفنون لتلاميذ ابتدائى.. والأهالى يحرصون على اصطحاب أطفالهم مجانا للمتاحف.. وأولادنا فريسة التطرف والجهالة سيدة فرنسية تعلم ابنتها الرسم
رسالة باريس- عبد الرحمن مقلد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
فى متحف الأورسيه على الضفة اليسرى من نهر السين فى باريس، وبين لوحات عظماء فنانى العالم على رأسهم فان جوخ وجوجان ومونيه ورينوار وغيرهم، جلست الأم على أرضية المتحف إلى جوارها طفلتها الصغيرة لتعلمها الرسم، ونقل إبداع إحدى اللوحات. 
 
تمسك الأم بقلمها وأمامها الأوراق، ونفس الجلسة تجلسها الفتاة التى تحاكى الأم، ويظهر الانتباه فى ملامحهما وكأنهما فى كادر لوحة من لوحات الأورسيه الفريدة. 
 
يتكرر المنظر، فى كل شبر من عاصمة النور، لا يخلو متحف أو معرض للفنون أو مكان له علاقة بالثقافة من الأطفال بصحبة آبائهم وأمهاتهم يعرفوهم باللوحات والتماثيل وأصحابها.. الأمر نفسه يتعلق بالشعر، فالسائحة السويدية العاشقة للشعر التى زينت جسدها بإحدى القصائد حريصة على اصطحاب فتاتها فى أرجاء اللوفر.
 
لا يتوقف الأمر عند ذلك، ولا يكاد يخلو موقع خاص بالفنون من ركن للطفل، مزود بمعروضات وأجهزة عرض وكتب وألوان تناسب المراحل العمرية المبكرة، يلتف حولها العشرات بل المئات من الفتية والفتيات ينهلون من منابع الفن. 
ولا يخلو متجرا أو مكتبة للبيع الكتب من مكان مخصص للأطفال، بل يكون أول ما يقابلك فى المدخل، حيت تتصدر منافذ بيع المنتجات الثقافية مركز جورج بومبيدو للفنون بوسط العاصمة الفرنسية باريس، وفى مكتبة المعهد العربى فى سان ميشيل.
 
هكذا يتربى أطفال فرنسا وأوربا على الإبداع، هكذا تتلاقى جهود الدولة مع القطاع التجارى ومع الأفراد فى تعليم الصغار وتعريفهم بأهمية الفنون وحتميتها، فالمناهج الدراسية للمراحل الابتدائية والأساسية تضم منهجا خاصًا للفنون وتاريخها، مخصص له 78 ساعة فى العام الدراسى، كما يحرص القطاع التجارى على توفير كل ما يلزم الطفل للإبداع، ويعرضه فى كتب وقصص ويعرضها فى مداخل المحلات، وبالطبع تحدثنا عن دور الأفراد فى تربية ابنائهم تربية فنية إبداعية.
 
فإذا قارنا هذا بالأوضاع فى مصر، ينتابك الحزن والقلق على مستقبل الأمة، ويكفى للاستشهاد على ذلك حال المدارس، وإلغاء مواد التربية الفنية والموسيقية، والمسرح، ولا يختلف الحال فى قصور الثقافة المنتشرة فى ربوع مصر ولا فى الحدائق المخصصة للأطفال التى تجدها خاوية إلا من بعض ألعاب بدائية خطرة، نفس الوضع بالنسبة للنشر للطفل، سواء كتب أو مجلات، فأغلب ما ينشر بها مواد بدائية وضعيفة تجاوزها عقل صبية وفتيات العام 2016.
 
فمتى يؤمن مسئولو وزارت الثقافة والتعليم والآثار وباقى الهيئات "الأسمية" المخصصة للنشء بأن تربية الأطفال على الثقافة والفن هو السلاح الفعال لنبذ التطرف والتعصب والإرهاب، وتنشئة أجيال تؤمن بالتنوع والتعدد والحوار والسلام ونبذ العنف والإيمان بالجمال والإبداع. 
 
 

سيدة فرنسية تعلم ابنتها الرسم

جرافيتى الطفلة القارئة في باريس

شاعرة سويدية تكتب قصائدها على جسدها

محلات ملابس للأطفال تصور الطفل قارئًا

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة