"واضح أنه سيكون على حكومة إسرائيل أن تبادر بإعداد خطة عامة شاملة وطويلة الأمد لحل مشكلة اللاجئين على أساس تعاون إقليمى مستفيد من معونة دولية، وحتى تحقيق تعاون كامل يجب على حكومة إسرائيل أن تقيم مستوطنات حدودية على سبيل المثال فى الضفة الغربية وربما فى سيناء... وبالنسبة للاجئين الذين لم يستوعبوا فى قطاع غزة يجب توطينهم فى الضفة الغربية أو فى منطقة العريش" هكذا يستشهد الدكتور هيثم محمد قاسم محمد فى كتابه (سيناء.. ومشروع الوطن الفلسطينى البديل) الصادر عن دار الثقافة الجديدة بما قاله الإسرائيلى "يجال ألون" فى سنة 1968 فيما يسمى (مشروعه لتسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".
ويرى الدكتور هيثم أن موضوع "إقامة الوطن الفلسطينى البديل بسناء" من الموضوعات الشائكة والتى يرغب فريق من الباحثين المصريين والعرب تجاهله عن عمد، معتقدين أن إثارة هذا الموضوع من شأنه أن يلحق الضرر بالعلاقات الخارجية والأبدية بين الشعبين المصرى والفلسطينى، لكن فى الحقيقة هذه الرؤية قاصرة وغير موضوعية ، فرغبة الطرف الإسرائيلى فى إقامة الوطن الفلسطينى البديل بسيناء لا يعنى موافقة عموم الشعب الفلسطينى على هذا المخطط.
ويأتى الكتاب فى 7 فصول هى (صورة سيناء فى العقلية الإسرائيلية، سيناء تحت الاحتلال من حرب يونيو 1967 حتى حرب أكتوبر 1973، سيناء على مائدة المفاوضات، شارون والدفع صوب إقامة الوطن الفلسطيني البديل بسيناء، غزة وسيناء .. بين الحدود الوطنية والخلافة الإسلامية، مبارك ومشروع الوطن الفلسطينى البديل، الإسلام السياسى.. مشروع الوطن الفلسطينى البديل قيد التنفيذ.
ويرى الكتاب أن جيش الاحتلال الإسرائيلى حاول فرض أكثر من مشروع يتعلق بفكرة سيناء والوطن البديل منها (قطاع غزة الجديد داخل سيناء، ومشروع غزة الكبرى)، لكن المحلل الاقتصادى "دانى رونبشتاين" قال " مبارك رفض هذه المشاريع بسبب نهجه التقليدي المتعلق بـ"قداسة حدود الدولة"، واتهم مبارك أثناء إقامته الجبرية بإحدى المستشفيات العسكرية بعد ثورة 25 يناير أن "إسرائيل تسعى إلى دفع سكان غزة إلى سيناء" وقال " قبل الثورة بستة شهور جاء نتنياهو ومعه خريطة، وقال: لو لقينا مكان لسكان غزة هنا داخل سيناء، فقلت له انسى هذا الموضوع إلا لو عاوزين تقوم حرب بينا وبينكم. لا أنا ولا أتخن منى في مصر يقدر يقرب من الحدود".
ويذهب الكتاب إلى أن التيارات السياسية الإسلامية توافق على جعل الفلسطينيين يسكنون في سيناء وذلك انطلاقا من السعى لإيجاد خلافة إسلامية وإمارات بديلة عن الدولة، فبداية من شهر أغسطس 2011 بدأ استفحال قوة التيارات السلفية والتكفيرية في سيناء وذلك من خلال ما يسمى بالمحاكم الشرعية بشمال سيناء فى منطقتى الجورة والشيخ زويد، كذلك وجود فلول تنظيم القاعدة فى هذه المناطق، كذلك ما حدث من تجنيس 50 ألف فلسطينى لشراء الأرض من رفح حتى العريش، كذلك ظهور ما يطلقون على أنفسهم بيت المقدس وأخيرا داعش.
وهيثم محمد قاسم متخصص فى الشئون الإسرائييلية حاصل على الدكتوراه فى اللغة العبرية الحديثة وآدابها عن موضوع أرض الميعاد فى الرواية السياسية الإسرائيلية من حرب يونيو 1976 إلى نهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1993.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة