بعد عداء علنى دام أشهر بين البلدين، تعهد كلا من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره التركى رجب طيب أردوغان، فى لقاء جمعهما الثلاثاء، بإصلاح العلاقات بين موسكو وأنقرة.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن على الرغم من أن اجتماع الرئيسين فى سان بطرسبرج، لم يظهر الكثير من وعود الصداقة والتعاون، لكن رمزية اللقاء الذى جمع خصمين سابقين فى حديث ودى كان كافيا لإثارة القلق فى العواصم الغربية.وبالإضافة إلى كونها عضوا فى حلف شمال الأطلسى "الناتو"، فإن تركيا تشكل جزء حيوى لجهود أوروبا لوقف تدفق المهاجرين من سوريا وأفغانستان. وواشنطن وأنقرة على خلاف منذ فترة طويلة بسبب الدعم الأمريكى للأكراد فى سوريا والعراق، فضلا عن سلسلة من المشاكل فى الآونة الأخيرة.
وتضيف أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة آخذة فى التزايد داخل تركيا، وسط اتهامات من أردوغان وأعضاء نظامه بأن واشنطن لعبت دور فى محاولة الجيش التركى الفاشلة للإطاحة بالرئيس، وفى المقابل انتقادات البيت الأبيض لحملة القمع الموسعة فى تركيا.
وبالنسبة للرئيس الروسى، الذى لم يخفى كثيرا طموحاته لإضعاف منظمة حلف شمال الأطلسى والوحدة الأوروبية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الفرصة لإقامة علاقة جديدة أوثق مع أردوغان ربما يكون أمر مرضى للغاية ويمثل دفاع عن قراره بالتدخل عسكريا فى سوريا.
ومع ذلك ترى الصحيفة الأمريكية أن لا أحد يتوقع تحولا جذريا فى العلاقات، على الأقل ليس فى الوقت الحالى. فروسيا وتركيا على طرفى النقيض من الصراع السورى، فضلا عن أن كلا من بوتين وأردوغان كانا على صدام قوى منذ نوفمبر الماضى عندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية انحرفت داخل المجال التركى من جانب الحدود السورية.
وبشعور أردوغان بالعزلة المتزايدة هذا العام، إضطر إلى تقديم الاعتذار لبوتين عن إسقاط الطائرة، ومن هنا يمكن أن تبدأ خطوات نحو تطبيع العلاقات بين البلدين. وقد تسارعت جهود إصلاح العلاقات بعد محاولة الإطاحة الفاشلة من قبل الجيش التركى بأردوغان.
وترى الصحيفة أن أى اتفاقات مستقبلية بين البلدين سوف تؤثر بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. فعلى الأرجح يأمل أردوغان فى استغلال تأثير تحسين العلاقات مع روسيا لفرض صفقة أفضل مع أوروبا بشأن أزمة المهاجرين. لاسيما أن الزعماء الأوروبيين انضموا إلى الولايات المتحدة فى انتقادتها لممارسات النظام التركى ضد المعارضة.
فضلا عن أن توثيق العلاقات بين البلدين من شأنه أن يخلق توترات داخل الناتو، وهى التوترات التى سيكون بوتين سعيدا لاستغلالها. ففى نهاية المطاف، تسعى موسكو لجذب أنقرة إلى محورها وإلى المنظمات الأمنية والتجارية التى تدعهما فى آسيا، على الرغم من أن هذا التحول ليس متوقع فى أى وقت قريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة