وقالت المهندسة هدى الميقاتى، نائب مدير مكتبة الإسكندرية: "إن الإعلام دائم الانشغال بهموم ومشاكل البلد، وكما يوجد إعلام فاسد، فإن هناك إعلاما جيدا وإعلاميين على قدر عال من الحرفية، وهم المستهدفين للوصول لأكبر عدد من المواطنين"، منتقدة ضعف التغطيات الإعلامية للمؤتمرات التى تعقدها المكتبة.
وأكدت هدى الميقاتى أن المواطن هو المسئول الأول عن أفعاله، وهو المعنى بالوصول لأهدافه دون إلقاء اللوم على الآخرين، مشيرة إلى أن عملية تحديد الهدف عملية صعبة خاصة مع ضعف الإمكانات المتوافرة والتى تزيد من صعوبة الوصول للهدف، وأن غياب الرؤية أدى إلى عدم وجود تحديد واضح للأولويات، مما يساعد على النجاح فى الوصول للأهداف.
وأضافت هدى الميقاتى أن من مشاكل العصر الحالى الاهتمام بالشكل دون المضمون، مشيرة إلى أن المحتوى الجيد فى المضمون يجذب الجمهور على عكس المحتوى الضعيف الذى لا يهتم إلا بالشكل، ضاربة المثل بمكتبة الإسكندرية التى اهتمت فى العشر سنوات الأولى من افتتاحها بتأسيس منظومة العمل والثقافة المؤسسية والشراكات الداخلية والخارجية، وبدأت خلال العشر سنوات التاليين فى الانتشار فى الدول العربية والافريقية، من خلال سفارات المعرفة التابعة للمكتبة فى جامعات مصر، بالاتفاق مع وزارة التعليم العالى.
وأشاد المخرج محمد فاضل بدور مكتبة الإسكندرية فى حماية الثقافة، خاصة بعد تراجع دور قصور الثقافة، موضحا ما مر بالثقافة والفن من انحدار تدريجى بدأ منذ منتصف التسعينات حتى عام 2011 مع قيام ثورة 25 يناير، وما تلاها من اختفاء تام للثقافة والفنون حتى يومنا الحالى.
وانتقد فاضل تخلى الدولة متمثلة فى قطاع الإنتاج عن دعمها للنشاط الثقافى والفنى، فى حين ألقت المسئولية - على حد قوله - على عاتق القطاع الخاص الذى هبط بمستوى الفن والثقافة، مطالبا الحكومة بإعادة النظر فى التشريعات والقوانين المنظمة لعمل شركات الإنتاج الخاصة، وإعادة تأهيل قنوات التلفزيون التابعة للدولة وتطويرها وتبنى المضمون الجيد وعرضه.
وقال الكاتب والروائى محمد كمال إن النصوص السيئة التى يتم إنتاجها يقابلها الكثير من الأعمال الجيدة، وإن المشكلة ليست فى عدم وجود نصوص ومضامين جديرة بالإنتاج بقدر ما هى مشكلة تشبيك جهود بين مؤسسات القطاع العام والخاص لإنتاج محتوى جيد شكلا ومضمونا، مشيرا إلى أن تعاطى الموضوعات والآراء المطروحة باعتبارها رأى عام من أخطر المشاكل التى نواجها فى الإعلام.
وقال الصحفى محمد سويلم، إن الإعلام الذكى هو الذى يستطيع الموازنة بين المحتوى الترفيهى الذى يقدم للجمهور لجذبه، وبين المضمون الجيد الذى يقدم من خلال هذا الشكل الترفيهى.
وأكدت الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى أن الإعلامى أصبح الآن فى موقع "قائد الرأى" بعد أن اتخذت الدولة قرار بإطلاق القنوات الفضائية، للتنفيس الداخلى، بدلا من إصلاح الأخطاء الموجودة، وتصدير أفكار للغرب بوجود سقف عال من الحرية فيما يقدمه الإعلام، فكانت النتيجة إعلام بلا ضوابط.
وقالت نشوى: "إن المواطن مسئول عما يشاهده من مضمون ثقافى أو فنى، لأن الإعلام لا يفرض على المتلقى ما يعرضه من مضامين، وإن الجمهور حر فى اختيار ما يشاهده أو يسمعه ويقرأه، وهو ما أدى لدخول شركات الإعلان فى مجال الإنتاج الفنى"، مشيرة إلى غياب دور الدولة فى تنمية وعى المواطن.
وأشارت نشوى إلى دراسة علمية أجرتها جامعة جورج واشنطن عام 2010 على 208 دول، بعنوان "شكل الإسلامية فى الدول الإسلامية"، لبحث القيم التى تحدث عنها القرآن والإسلام والتى من المفترض توافرها فى الدول الإسلامية، حيث أتت نيوزلندا كأول دولة تطبق تعاليم الإسلام بالرغم من كونها دولة غير مسلمة، وأتت مصر فى المركز 153، والسعودية فى المركز 131.
وقال أشرف أمين، رئيس قسم العلوم والصحة بمؤسسة الأهرام، إن المعطيات الحالية أدت إلى اختلاف شكل الإعلام، وإن الأجيال الجديدة أفرزت منظومات ثقافية جديدة، داعيا لعمل دراسات تدعم الدولة فى التعرف على رغبات المتلقى المتعطش للثقافة والمعرفة، وإشراكه فى صناعة الإعلام بنفس الرحابة الموجودة فى مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أدت لوجود أكثر من 30 مليون مصرى لديهم حسابات على موقع "فيس بوك"، مؤكدا أن الإعلام التقليدى فى طريق إلى الزوال. وأشار إلى وجود عدة مشاكل تواجه الصحافة العلمية فى مصر، منها ما تواجهه من صعوبات فى التواجد على الصفحات الأولى للصحف على عكس المحتوى الفنى أو السياسى.
موضوعات متعلقة..
- ندوة علمية عن السياسة الشرعية بمكتبة الإسكندرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة