إلا أن صورتها العامة كشخصية ثابتة وحذرة، وتوليها السلطة بشكل سريع ودون منافسة فى أعقاب الفوضى السياسية التى أثيرت بقرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى، قد جعل أنصارها ومعارضيها على حد السوء لا يعرفون على وجه التحديد ما إذا كانت أهلا للمهمة.
فالمهمة التى تواجه ماى شاقة، حيث يجب عليها أن تتفاوض على شروط انسحاب البلاد فى الكتلة الأوروبية بطريقة تقلل الدماء الاقتصادى لكن فى نفس الوقت تتماشى مع روح التصويت، لاسيما فى الحد من الهجرة. وفى نفس الوقت تسعى إلى الحفاظ على نفوذ بريطانيا على الساحة العالمية.
وتواجه ماى أيضا تحدى يتعلق باستمرار وجود المملكة المتحدة بشكلها الحالى، مع سعى اسكتلندا من جديد للحصول على استقلالها، فى الوقت الذى يحاول فيه بعض الجمهوريين فى إيرلندا الشمالية أن يستخدموا تصويت "البريكست" للخروج من الاتحاد الأوروبى كسبب لتعزيز قضية الوحدة مع ايرلندا.
ومثل القادة على جانبى الأطلنطى، تواجه ماى قوى سياسية شعبوية تتحدى الإيديولوجيات التقليدية والتحالفات الانتخابية.
غير أن الصحيفة تقول إن الظروف الحالية فى بريطانيا تقدم حيزا للمناورة. فكل الشخصيات البارزة الأخرى فى حزب المحافظين تم تهميشهم أو تعرضوا للخطر السياسى بسبب نتائج التصويت الخاص بالاتحاد الأوروبى، مما أدى إلى فراغ فى السلطة تملأه ماى الآن بدعم من مختلف عناصر الحزب، بينما يواجه حزب العمال المعارض خطر الانقسام.
وقال فيليب كاول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملكة مارى فى لندن، إن أشد أعداء ماى داخل حزب المحافظين تم تقويضهم أو هدموا أنفسهم بأنفسهم، وهو ما يترك الفرصة لها. كما أن حزب العمال يواجه أزمة وجودية والحديث عن انقسامه ليس مبالغا فيه.
إلا أن الصحيفة تحدثت عن افتقار ماى للخبرة الدولية، وقالت إنها ستتولى المنصب اليوم على الرغم من أنها ليست معروفة على الساحة الدولية، كما أنها لم تتقلد أبدا أى منصب حكومى اقتصادى أو يتعلق بالسياسة الخارجية.
وسيتضح لاحقا كيف سيكون نهجها برغم السنوات الطويلة التى قضتها فى وزارة الداخلية. ورغم أن البعض يقران ماى برئيسة الوزراء السابقة مارجريت ثاتشر، إلا أن خطابها يوم الاثنين الماضى بدا أشبه بأجندة زعيم حزب العمال السابق إد ميليباند.
ومن المتوقع أن تقوم ماى بتغييرات كبرى فى الحكومة الحالية، ومن بين هؤلاء الذين يواجهون مخاطر كبرى وزير الخزانة جورج أزبورن الذى كان منافسا لماى فى خلافة كاميرون قبل أن تتراجع حظوظه بشدة بسبب تأييده لبقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى.
موضوعات متعلقة..
- الديلى ميل: تيريزا ماى تستعد لحكومة نسائية يشملها حقائب سيادية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة