تعامل المصريين مع المياه من الصعب فك رموزه، فلا يمكن فهم كيف تحول الشعب الذي كان ينقش على معابده رموز احترام النيل، ويقسم بالحفاظ على نظافته، إلى شعب يهدر مياه ذلك النهر بكل ما أوتي من قوة.. بين مشهد السيدة التى تحمل المياه فى الشوارع ومشهد الرجل الذى يمسك بخرطوم ماء لساعات لغسل سيارته أو يهدر المياه يوميا أمام محله تناقض غريب وأسئلة يجب أن تطرح حول تطور الثقافة المصرية وكيف تغيرت بهذا الشكل تجاه نهر النيل.
يضاف لما كان يجب أن تكتسبه الثقافة المصرية في التعامل مع الماء من المرحلة الفرعونية واحترامها لنهر النيل ما رسخه الدين الإسلامي عن وجوب احترام الماء وقواعد عدم التبذير في الماء حتى في الوضوء التي اكد عليها الرسول عليه السلام في في رواية الإمام أحمد وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ: نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ.
فمتى تغير كل هذا في مصر، ومتى أصبحت أماكن الوضوء أماكن شرعية لاستباحة المياه؟، وهل يمكن أن تؤثر المشاهد التي مرت أمام عيوننا خلال الساعات الماضية على المشاهد في الجانب الآخر، وكيف يمكن إحياء ثقافتنا الحقيقية وتراثنا التاريخي في التعامل مع الماء مرة أخرى؟.. هل يجب تعديل القوانين الخاصة بتعاملنا مع المياه.. ووضع ضوابط لاستخدام محطات غسيل السيارات التي تهدر يوميا المياه دون ضابط أو رابط.. هل يجب إعادة النظر على الوضع في الأرياف وتلوث المياه هناك..؟ جميعها أسئلة تطرحها المشاهد التي مرت علينا في الساعات القليلة الماضية.
موضوعات متعلقة
القراء يواصلون استغاثاتهم من انقطاع المياه فى ثالث أيام رمضان.. إمبابة وبشتيل وفيصل على رأس الأزمة.. والسكان: كافية الحر والصيام والثانوية العامة ولا نحتمل انقطاع المياه فى هذه الظروف
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف صبري
نحن مسرفون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشيخ مصطفى
اتقوا الله
هذا الحديث غير صحيح .وهو حديث موضوع.