"زرعنا نشف وهو واقف فى الأرض ومفيش فى إيدينا حل للقضاء على القواقع التى تهاجم المحاصيل الزراعية"، هذا ما قاله محمد السرى أحد مزارعى قرية الكفاح التابعة لمديرية التحرير بمحافظة البحيرة، والتى اكتسبت شهرة عالمية فى إنتاج وتصدير الموالح، حيث يمثل إنتاجها نحو ثلث الإنتاج المصرى من الليمون والموالح.
كارثة القواقع التى استوطنت نحو 35 ألف فدان من أراضى قطاع التحدى الذى يضم 5 قرى هى الكفاح والعزيمة والمعركة وعين جالوت والنجاح، ظهرت منذ نحو 3 أعوام تقريبا، والذى كان غير مؤثر بسبب قلة أعدادها، بحسب ما يقوله السرى، الذى أضاف أن وجودها لم يتجاوز عشرات القواقع فى الفد4ان الواحد، لكن العام الماضى تزايدت أعدادها حتى تجاوزت المئات حول الشجرة الواحدة.
بحسب تقرير صادر من المركز القومى للبحوث لمكافحة القواقع الزراعية، فإن القواقع تضع بيضها بمعدل من 80 -100 بيضة داخل حفرة على عمق 5 سم أسفل سطح الأرض إلى جوار جذور الشجرة، وبمعدل 6 مرات فى العام، ويكمل التقرير أن بيض القواقع يفقس أواخر الخريف وبداية فصل الشتا.
وأشار التقرير الصادر فى نهاية شهر إبريل الماضى، على أن أضرار القواقع على المحاصيل خطيرة، حيث إن القواقع تخرج يرقات غير كاملة شرهة للأكل، فتهاجم وتتغذى على الشعيرات الجذرية للمزروعات إلى أن تنضج وتكون غلافها الخارجى خلال الفترة الممتدة ما بين 4 شهور إلى عامين وتكون أشهر الشتاء أكثر الفترات نشاطا للقواقع، فيما يكون فصل الصيف أقل الشهور بالنسبة لنشاط القواقع.
وأوضح محمد السرى أن الفلاحين لاحظو الانتشار الضخم للقواقع، بداية من الانتشار حول الشجرة على الأرض إلى الالتصاق على جذع الشجرة وفروعها، مضيفا من كثرة أعدادها تستطيع تغطية الشجرة بأكملها إلا قليلا منها، لتبدأ بعد ذلك فى النقر وتجريح الشجرة ممتصة منها الغذاء، حتى تصل إلى الثمرة فتقوم بإحداث ثقوب بها، وهو ما تحول إلى ظاهرة فى كل الأرضى .
وأضاف السرى أنه حتى الآن لم يستطع هو أو أى من المزارعين التوصل إلى حل لما يحيط بزراعتهم، وهو ما تسبب فى تلف المئات من أشجار الموالح مثل الليمون والبرتقال وأيضا المحاصيل الحقلية، وأيضا أشجار الحلويات مثل الخوخ والمشمش والجوافة، الامر الذى أدى إلى انخفاض الإنتاج لأكثر من 50% عن الإنتاج المعتاد للشجرة، حيث وصل عدد الأشجار فى الفدان الواحد لـ120 شجرة، يصل متوسط إنتاجها لـ15 طنا فى السنة.
وتابع السرى أنه تواصل مع العديد من المتخصصين فى مكافحة القواقع الزراعية حتى يتم مكافحة القواقع، وهو ما تحقق من خلال بعض المركبات والمبيدات، مشيرا على أن ما تحقق لم يدم طويلا بسبب زحف القواقع من الأراضى المجاورة إلى أرضه ومهاجمة الأشجاره مرة أخرى.
وأكد السرى أن عملية المكافحة تمتد لـ3 أشهر متواصلة، بواقع مرة كل أسبوع بتكلفة 300 جنيه للفدان، أو 3 مرات فى الشهر بحسب مدى انتشار القواقع بالأراضى، موضحا أنه فى حال إضافة مركب الحديدوز فإن التكلفة تصل لـ500 جنيه .
وقال السرى إن مزارعى الكفاح لجأوا إلى المسئولين عن الجمعية الزراعية، للوصول لحل بعد أن احتلت القواقع الأراضى ودمرت الأشجار ووصلت إلى المنازل، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا منذ أكثر من 3 شهور.
وشرح المهندس محمد السقا عضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية، بقرية الكفاح وأحد المزارعين أيضا، ما حل بأرضه وأراضى المنطقة من هجوم كاسح للقواقع، بأن الجو المناسب لوجود القواقع وتكاثرها هو المناطق التى تزداد فيها نسبة الرطوبة، لذلك يتواجد حول المجارى المائية.
وأضاف أن أراضيهم تروى بنظام الرى بالرش، وهو النظام الذى يتسبب فى خلق بيئة مناسبة لنمو وانتشار القواقع، لافتا إلى أن ظهور القواقع فى البرسيم يتسبب فى تجريد عود البرسيم من أوراقه، ويتسبب فى انخفاض إنتاجية الفدان من القمح بنحو 5 أرادب، متابعا أن القواقع تتغذى على الأوراق الخضراء وبراعم أشجار الموالح، ما يتسبب فى إحداث ثقوب بالثمرة، واستقرار القوقع بداخلها، مكونا آفة جديدة تسمى الأعفان السوداء، قائلا كلما زادت الأعداد زاد الضرر الناتج عنها، فيما تصبح ثمرة الخوخ أو المشمش وهى من الحلويات فريسة سهلة بحكم طبيعة تكوينها والتى تعتبر أطرى من الليمون.
وبحسب السقا، فإن أضرار القواقع لا تتوقف على النبات فقط، ولكنها تمتد إلى الحيوان، حيث تتسبب فى امتناعه عن تناول البرسيم، نظرا لـ"لعاب" القواقع الذى تتركه على البرسيم، والذى عندما يشم رائحته لا يستطيع أكله.
وتشير بيانات المراقبة العامة إلى أن المساحة الكلية لمنطقة غرب التحرير تصل إلى حوالى 35 ألف فدان، منها 25 ألف فدان منزرعة موالح، و2500 فدان فاكهة اقتصادية، وتصل جملة المساحة المنزرعة بالمحاصيل الحقلية إلى 1600 فدان، فيما تصل مساحة محاصيل الخضر لـ3000 فدان، فيما لا تزيد المساحة المنزرعة بالفاكهة والحلويات عن 500 فدان.
وأكد السقا أنه بعد أن استفحل الأمر تواصل المسئولون بالجمعية الزراعية مع المسئولين بالمركز القومى للبحوث الذى أوصى بمكافحة جماعية للقواقع، وهو ما يعنى أن يقوم جميع الفلاحين فى الزمام برش أراضيهم فى نفس التوقيت، مشدد على ضرورة عدم ترك وزارة الزراعة عملية المكافحة للفلاح الصغير، لأنه لو لم ينفذ دوره فى المكافحة الجماعية فإن الحلقة لن تكتمل لأن القواقع قادرة على استعادة دورة حياتها بشكل سريع، حيث تزحف على الأراضى الزراعية المجاورة ليلا .
وتابع أن الجمعية الزراعية ليست لديها سلطة على الفلاح لإجباره على رش أرضه بعكس الوزارة التى تملك الكوادر الفنية المدربة والجاهزية، كما تملك المعدات مثلما كان يحدث منها من توفير المعدات للجمعيات الزراعية التابعة لها أثناء حملات الوزارة للمكافحة خلال موسم القطن قبل سنوات، مشددا على سرعة المكافحة حفاظا على ثلث إنتاج مصر من الموالح .
ورغم عقد الجمعيات الزراعية بقطاع التحدى، بعد توصية المركز القومى للبحوث بالمكافحة الجماعية للقواقع، اجتماعا مع مدير المنطقة بالجمعية الزراعية المركزية منذ شهرين، فإن التوصيات لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن بحسب ما قاله محمد المصرى أحد المزارعين.
وأضاف المصرى أنه لا يمكن حصر عدد القواقع التى تهاجم الأراضى، موضحا انه إذا كانت هناك جدوى اقتصادية من المكافحة فيجب الاستمرار فيها، ولكن إذا حدث العكس، فعلى الفلاح إزالة الأشجار من الأرض .
إزالة 43 حالة تعد على الأراضى الزراعية بالمنيا
تراكم القمامة بترعة الريغة فى البدرشين يعوق رى الأراضى
الرى: زراعة مليون فدان "أرز" فى شهر وراء أزمة المياه
بالصور.. القواقع تلتهم 35ألف فدان بالبحيرة.. مزارعون: الزرع نشف والإنتاج قل والخسارة بالملايين و"الزراعة" محلك سر.. ومسئول: لا نملك إجبار الفلاح على رش أرضه.. و"القومى للبحوث" يوصى بالمكافحة الجماعية
الأحد، 05 يونيو 2016 03:49 م
القواقع تتسبب فى تدمير المحاصيل بالبحيرة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed
ده رزق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السري
ولا حياة لمن تنادي