أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى يكتب: من اتخذ قرار اقتحام نقابة الصحفيين؟.. طوال 75 عاما لم يفكر رئيس أو ملك أو وزير داخلية فى دخول النقابة إلا زائرا.. وسقط على أبوابها كل من حاول انتهاك حرمتها

الثلاثاء، 03 مايو 2016 10:00 ص
عادل السنهورى يكتب: من اتخذ قرار اقتحام نقابة الصحفيين؟.. طوال 75 عاما لم يفكر رئيس أو ملك أو وزير داخلية فى دخول النقابة إلا زائرا.. وسقط على أبوابها كل من حاول انتهاك حرمتها عادل السنهورى
بقلم عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يجرؤ وزير داخلية فى مصر أن يتخذ قرارا باقتحام قوات الأمن لحرم نقابة الصحفيين منذ نشأتها عام 1941، منذ العهد الملكى، وحتى عهد حسنى مبارك، مرورا بعبدالناصر، والسادات.

طوال 75 عاما لم يفكر رئيس أو ملك أو وزير داخلية أو مسؤول أمنى فى الدخول إلى مقر النقابة، إلا زائرا أو ضيفا، حتى فى ظل الصدام العنيف بين الجماعة الصحفية، والرئيس الراحل أنور السادات، بسبب زيارة القدس، وتوقيع كامب ديفيد، ورفض الصحفيين الزيارة والاتفاقية والتطبيع، ولم يفكر السادات ووزير داخليته وقتها النبوى إسماعيل فى اقتحام النقابة، وخطط فقط لتحويلها إلى نادٍ وفشل أيضا بسبب وحدة الصحفيين وتماسكهم وصلابتهم فى المقاومة السلمية للدفاع عن استقلالهم، وحريتهم، وشرف نقابتهم.

سقط على أبواب نقابة الصحفيين كل من حاول انتهاك حرمتها، أو التعدى على حريتها واستقلالها كقلعة للحريات، وذهب مع التاريخ كل من حاول أو فكر فى الوقوف فى وجه أصحاب القلم، وبقيت نقابة الصحفيين بوحدة أعضائها ودفاعهم عنها قوية وصلبة فى وجه الطغاة الذين لم يدركوا أن نقابة الصحفيين ليست مجرد مبنى ومجلس يعبر فقط عن آلاف قليلة من أعضائها، وإنما هى النقابة الميزان والمؤشر والمقياس لحجم التغيير فى مصر، وطبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتقلبة والمتوترة فى المجتمع.

وعلى مدار سنوات طويلة خاضت النقابة والجماعة الصحفية معارك شرسة ضد قوانين تقييد الحريات، وحرية الرأى والتعبير، وانتصرت فيها رغم جبروت نظام الحكم وسطوة وزراء داخليته. فقد خاض الصحفيون معركة ضد أعنف وزير داخلية فى مصر وهو زكى بدر، الذى كان يعرف بسلاطة لسانه، وبذاءة ألفاظه، بعد الاعتداء على أحد أعضائها من قبل قوات الأمن فى تغطية أحد أحداث العنف، وأجبرت النقابة «بدر» على الاعتذار علانية للصحفيين. وربما مازالت وقائع معركة القانون 93 لسنة 95 محفورة فى ذاكرة المجتمع المصرى الذى كان يراقبها بشغف ويشفق على الصحفيين من مواجهة مبارك. وانتصر الصحفيون أيضا فى المعركة ولم يفكر جهازه الأمنى فى اقتحام النقابة، رغم أن أول مرة يرفع فيها شعار يسقط مبارك كان داخل حديقة النقابة فى المبنى القديم.

حتى فى عهد عبدالناصر، لم يفكر الزعيم الراحل فى كسر شوكة النقابة أو إغلاقها أو اقتحامها، عندما جمع نقيب الصحفيين وقتها الراحل العظيم أحمد بهاء الدين أعضاء النقابة، وأعدوا احتجاجا على فرض الرقابة، ومذكرة أخرى لعبدالناصر احتجاجا على تفضيل جريدة على أخرى بالأخبار القومية. وبعد نكسة يونيو 67 وبدايات عام 68، وفى ظل ثورة الشباب ضد الهزيمة والمطالبة بالحساب، أعد مجلس نقابة الصحفيين برئاسة بهاء الدين بيانا طالب فيه بالإسراع فى الحساب على كل المستويات الكبرى، وإعادة التنظيم السياسى واستكماله، وتوسيع قاعدة الديمقراطية، والإسراع بإصدار القوانين المنظمة للحريات ورفع الرقابة عن الصحف، وانتصرت النقابة فى المعركة.

استعراض هذا التاريخ من المعارك التى خاضتها النقابة ضد كل من حاول النيل منها، وانتهاك قدسيتها، وتقييد حرية الرأى والتعبير، والقبض على أعضائها هو جرس إنذار شديد اللهجة، وضوء أحمر صارخ ضد جريمة اقتحام تحدث لأول مرة لمقر نقابة الصحفيين، أعرق النقابات المهنية فى مصر، وقلعة الدفاع عن الحريات، من وزير الداخلية مجدى عبدالغفار، وفى عهد الرئيس السيسى. ومهما كانت المبررات والتفصيلات فلا يمكن وصف ما حدث إلا بأنه جريمة خطيرة، وانتهاك لكل الأعراف والقوانين التى تؤكد على حرية الرأى والتعبير، وجريمة فى حق الدستور. ما حدث عار فى جبين وزارة الداخلية، وعدم الإسراع فى اتخاذ قرارات عاجلة سوف يدفع بالأزمة إلى منحنى غاية فى الخطورة، وينذر بشروخ جديدة فى بنيان المجتمع، فى ظروف غاية فى الصعوبة.


موضوعات متعلقة..


- قوات الأمن تغلق شارع عبد الخالق ثروت تزامنا مع اعتصام الصحفيين

- "المعلمين المستقلة" تدين اقتحام نقابة الصحفيين

- "الثقافة والإعلام" بالبرلمان تبحث عقد اجتماع لمناقشة أزمة الداخلية والصحفيين

- "القومى لحقوق الإنسان" يجتمع غدا لمناقشة تقريره السنوى واقتحام "الصحفيين"

- لليوم الثانى.. هاشتاج "نقابة الصحفيين" يتصدر تريندات "تويتر" بعد اقتحامها











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

نحن نعشق الشعارات وصنع المشاكل

عدد الردود 0

بواسطة:

yosry

سؤال هام

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو بدر المصري

قلبك أبيض يا أستاذ

عدد الردود 0

بواسطة:

shaker

ميكنش الحرم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

ايه يا عم فيه ايه

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح

النقابة ليست الحرم

عدد الردود 0

بواسطة:

hd pvli jj;gl,k

hd pvli jj;gl,k

عدد الردود 0

بواسطة:

Migo

ياراجل

عدد الردود 0

بواسطة:

Khaled

معلش

عدد الردود 0

بواسطة:

has

ولنا في اردوغان مثل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة