وتعقد الدورة غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب وسط حالة من القلق والترقب والحملات ضد الدول العربية وهو نفس الشعور الذى سيطر على الدول العربية منذ 70 عاما إثر ظهور تقرير لجنة التحقيق البريطانية الأمريكية المشتركة فى أبريل من عام 1946، فقد شعر المسؤولون العرب بأن الظرف الدائم يحتم عليهم تأكيد التمسك بقضية فلسطين، وإقناع الرأى العام العالمى والعربى بأنهم حريصون على سلامة هذه القضية، وأنهم يعتزمون القيام بأعمال جدية لإنقاذها.
وتمت إجراء اتصالات عاجلة بين رؤساء الدول العربية وقتها لتدارك الموقف وقام الأمين العام للجامعة العربية "آنذاك" ببذل الجهود والمساعى لإقناع رؤساء الدول العربية بوجوب عمل شىء ما، واقترح عقد مؤتمر لهم، وتم الاتفاق بين الرؤساء العرب على عقد مؤتمر قمة لهم وهو يعد أول مؤتمر قمة عربى فى أنشاص بمصر وذلك يومى 27 و28 مايو عام 1946.
واشترك فى مؤتمر قمة الدول العربية يومى 27 و 28 مايو 1946 ملوك ورؤساء مصر والسعودية واليمن والعراق والأردن وسوريا ولبنان، وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية بياناً مطولاً عن الأوضاع العربية عامة وأوضاع فلسطين خاصة، وعند انتهاء المؤتمر صدر بيان بعض أن الملوك والرؤساء العرب قرروا رفض تقرير لجنة التحقيق البريطانية – الأمريكية المشتركة، التمسك باستقلال فلسطين وحماية عروبتها.
وتناول الملوك والرؤساء العرب البحث فى مؤتمرهم القمة العربية موضوع الاختلافات بين الفلسطينيين فقرروا وجوب العمل على إزالة هذه الاختلافات وأسبابها، وتشكيل هيئة فلسطينية تمثل جميع الفلسطينيين وتنطق باسمهم، وأحيل هذا القرار إلى مجلس جامعة الدول العربية لوضعه موضع التنفيذ.
وتتشابه التفاصيل الحالية وسط الانقسام الفلسطينى وتوحش الدول الغربية على دولنا العربية ولاسيما الشعب الفلسطينى من خلال توحش دولة الاحتلال الإسرائيلى وذلك فى ظل مبادرة فرنسية – رفضتها إسرائيل - مطروحة على الطاولة لنزع فتيل الأزمة وإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية مصرية.
وفيما يتعلق بالدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية اليوم السبت أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى فى تصريحات للصحفيين أول أمس الخميس إن هذه الدورة غير العادية ستناقش أربعة موضوعات فى مقدمتها تنسيق خطوات التحرك العربى بشأن القضية الفلسطينية إزاء المبادرة الفرنسية الخاصة بإطلاق تحرك دولى جديد لعملية السلام فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس من المتوقع أن يطرح أمام المجلس تقريرا بنتائج مشاوراته واتصالاته مع الأطراف المعنية فى هذا الشأن.
وردا على سؤال حول رفض الحكومة الإسرائيلية للمبادرة الفرنسية بعقد مؤتمر دولى للسلام، قال بن حلى "من المعروف أن إسرائيل تحاول اجهاض أية مبادرة والعمل على نسف كل مساعى السلام، فهذا شىء معروف"، معربا فى الوقت نفسه عن اعتقاده بأنه إذا كانت هناك جدية من الجانب الفرنسى ودعم وتأييد من المجتمع الدولى وأن يكون هناك زخم دولى، فهذا بلا شك سيؤدى إلى التئام هذا المؤتمر الدولى ليضع الخطوة الأولى فى تفعيل دور المجتمع الدولى لوضع حد لهذه العنجهية الإسرائيلية والرفض المتواصل من قبل سلطات الاحتلال لأى جهود للسلام.
وأعرب السفير بن حلى عن أسفه لأن كل المساعى والجهود الإسرائيلية أدت إلى سد كل منافذ الأمل لعملية السلام. وأضاف بن حلى أن الموضوع الثانى يتناول إعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية المقبلة فى دورتها السابعة والعشرين وما يسبقها من اجتماعات تحضيرية والمقرر عقدها فى العاصمة الموريتانية "نواكشوط" خلال الفترة من 20 إلى 26 يوليو المقبل.
ويعول أبناء الشعب الفلسطينى كثيرا على الجامعة العربية لنزع فتيل الأزمة وإحلال السلام فى المنطقة العربية ولاسيما فى الأراضى المحتلة، وذلك فى ظل الرفض الإسرائيلى للمبادرة الفرنسية ومحاولة الالتفاف عليها عبر دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للرئيس الفلسطينى محمود عباس للقاء فى فرنسا لبحث دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
موضوعات متعلقة:
وزراء الخارجية العرب يناقشون السبت تطورات عملية السلام فى فلسطين بحضور أبو مازن.. بن حلى: الاجتماع يناقش تطورات الأوضاع فى ليبيا واليمن والتحضير للقمة العربية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة