لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، ويسلط الموقع الرسمى للإتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" الضوء على ما حدث فى فرنسا 1938 ولماذا احتفلت جماهير البرازيل بشكل جنونى فى الشوارع حتى الصباح بالمنتخب الذى فشل فى تحقيق اللقب بعد أن كان المرشح الأول.
لنتخيّل معاً خيبة لاعبى منتخب البرازيل وهم عائدين إلى ديارهم بدون كأس العالم، وبعد هزيمة فى نصف النهائى كان سببها الأساسى الغرور والتهاون والاعتماد على تشكيلٍ غير مناسب من اللاعبين أفاقتهم من الحلم الذى كانوا يعيشونه، لم يكن يتصور أحد أن شوارع مدينة ريو ستمتلئ عن آخرها بهذا الشكل.
تلك السنة كانت بداية قصة العشق بين البرازيليون وكأس العالم؛ فقد كان منتخب بلادهم المشارك الوحيد من أمريكا الجنوبية فى النسخة التى استضافتها فرنسا، وكان الجميع يتوقع لمنتخب البرازيل الفوز باللقب، خاصة بعد أدائه المدهش فى طريقه إلى المربع الذهبى بالإضافة إلى فوز السيلساو المثير على حساب بولندا بستة أهداف مقابل خمسة.
كان نجم المباراة والبطولة بأكملها هو ليونيداس دا سيلفا، الذى سجل ثلاثية فى المرمى البولندي، ولُقب وقتها "بالماسة السوداء"، أو "الرجل المطاطي" نظراً لرشاقته الكبيرة، كان دا سيلفا فى قمة لياقته، لدرجة أنه بدا وكأن ما من شيء يمكنه أن يُعيق تقدم البرازيليين فى سعيهم نحو اللقب، ولعل أبرز دليل على ذلك أن عدداً مهماً من مسؤولى المنتخب سافروا إلى مرسيليا، مكان إجراء مباراة نصف النهائي، وذلك حتى قبل انطلاق مواجهة ربع النهائى أمام تشيكوسلوفاكيا، والتى انتهت بفوز البرازيل بالطبع.
لكن مع الأسف تلك الثقة الزائدة كانت فى غير محلها، فقد قرر الجهاز الفنى عدم إشراك ليونيداس ونجمين آخرين هما تيم وبرانداو، كى يحافظوا على لياقتهم لمباراة النهائي، وقام مسؤولو المنتخب أيضاً بابتياع تذاكر السفر إلى باريس مسبقاً محل إقامة مباراة النهائي، وذلك لثقتهم من تأهل السليساو إلى النهائي، غير أن حامل اللقب المنتخب الإيطالى كان له رأى آخر، وأجبر البرازيليين على العودة إلى بوردو من أجل خوض مباراة تحديد صاحب المركز الثالث.
وخلال هذه المواجهة، عاد ليونداس بقوة واسترجع مكانه كأفضل هداف فى البطولة بعد تسجيل هدفه السادس والسابع فى المرمى السويدى (4-2) وفى تلك المباراة، كان اللاعب الداهية أيضاً وراء تمريرة حاسمة لأحد زملائه،وإن كان البرازيليون قد خصصوا استقبالاً حافلاً وحاشداً للمنتخب الوطنى فى العديد من المدن، فذلك راجع بالأساس لإنجازات هذا الهداف البارع خلال كأس العالم التى بُثت مبارياتها عبر شاشات التلفزيون لأول مرة.
وتذكر ليونيداس تلك الاحتفالات فقال: "عندما مررنا بسالفادور، كادت الجماهير أن تجتاحنى، كان من الصعب جداً المرور، لدرجة فقدت حذائى فى تلك الجموع".
بالنسبة للبرازيليين، كانت تلك النسخة بداية قصة عشق مع كأس العالم، وطّدت علاقة البلد باللعبة الجميلة، وكتب رئيس البرازيل آنذاك جيتوليو فارجاس عن سنة 1938 قائلاً: " كانت كرة القدم فى كل مكان."
هل تعلم؟
بعد مرور ما يقارب الثمانية عقود على مغادرة فرنسا مع صاحبها، عادت ميدالية ليونيداس التى فاز بها فى كأس العالم لسنة 1938 إلى أوروبا لتنضم إلى مجموعة الكنوز الثمينة بمتحف FIFA لعالم كرة القدم بزيوريخ. وحدث ذلك حين أُخبر القائمون على المتحف بمقالٍ كتبته للسيدة بيريرا دوس سانتوس، أرملة اللاعب الكبير، تُفصح فيه عن حيرتها بما تفعله بأغلى ما خلفه زوجها من ذكريات قيمة. واليوم، يحتفى المتحف بالأيقونة البرازيلية بعرضه هذه الميدالية القيمة.
أخبار متعلقة:
بالفيديو.. شاهد رونالدو وميسى فى معرض فن كرة القدم فى روسيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة