اخبار افغانستان
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الثلاثاء، أن وكالة المخابرات الأفغانية تجند سكان القرى بأفغانستان فى صورة مليشيات من أجل التصدى لمقاتلى تنظيم "داعش" الذين يسعون لتوسيع موطئ قدمهم فى مناطق شرق أفغانستان التى تعتبر معقل زراعة مخدر الأفيون.
ونقلت الصحيفة- فى تحقيق نشرته على موقعها الإلكترونى الثلاثاء، عن مسئول أفغانى رفيع أن الحكومة الأفغانية تأمل أن تعمم هذه التجربة فى أرجاء البلاد، والتى قد تستخدم لاحقا ضد حركة طالبان.. معتبرة أن هذه العملية تعد أخطر محاولة قام بها الرئيس الأفغانى أشرف غنى للدفاع عن القرى الريفية، فضلا عن أنها جزء من استراتيجيته الكبرى لمكافحة التمرد المسلح.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة الأفغانية تحمى هذا البرنامج بشدة، حيث لم تصدر عنه أخبار بشكل أساسى فى وسائل الإعلام منذ تأسيسه فى أغسطس 2015..لافتة إلى أن تفاصيل البرنامج جاءت من مسؤولين بالحكومة وزعماء قرى محلية ومسؤولين غربيين يراقبون تقدم البرنامج.
وأوضحت الصحيفة أن المليشيات- التى هى جزء من مشروع تجريبى يعرف بـ"برنامج الانتفاضة الشعبية"- مطلوب منها أن تحافظ على الأراضى والمناطق التى تستعيدها قوات الجيش الأفغانى من تنظيم "داعش" فى ثلاث مناطق.
وأضافت الصحيفة أن أكثر من 1000 رجل، معظمهم مزارعون انقلبوا على الحكم القاسى لتنظيم "داعش" فى المناطق التى استولى عليها العام الماضى، موجودون فى قوائم المخابرات الأفغانية (إدارة الأمن الوطنى) التى تتلقى تمويلا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى. آى. إيه)..مشيرة إلى أنه حتى الآن تمكنت المليشيات فى منطقة كوت بدعم الجيش والشرطة فى صدّ 6 هجمات لتنظيم "داعش".
ولفتت الصحيفة إلى أن تشكيل برنامج مليشيا مكافحة "داعش" يؤكد على محدودية قدرات أفغانستان فى منع الجماعات المتطرفة من التوسع.. مضيفة أن مسؤولين فى الولايات المتحدة والتحالف الدولى فى أفغانستان يرون أن انسحاب القوات الأجنبية والمخابرات من البلاد بجانب عدم قدرة القوات الأفغانية فى الحفاظ على سيطرتها على أراضيها، هى أسباب رئيسية أعادت كابول مرة أخرى لمواجهة خطر الإرهابيين الدوليين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضغوط الميزانية العامة قيدت تدريب قوات الأمن الوطنى وتقود عبد الغنى نحو دعم برنامج المليشيات رغم السجل السئ لمجموعات المليشيا السابقة التى فشلت فى إحلال السلام بالمناطق المضطربة، بل فى الحقيقة أشعلت صراعات قبلية.
وقالت الصحيفة أن فكرة برنامج المليشيات الأخير نشأت بعد انتفاض القرويين ضد الحكم القاسى لتنظيم "داعش".. موضحة أن السكان فى البداية رأوا المقاتلين المتطرفين كآخر قوة مسلحة تقاتل على أراضيهم، حيث كانوا يأملون فى أن يتم تركهم وشأنهم.
وأضافت الصحيفة أنه بعد ذلك، بدأ تنظيم "داعش" الذى قام بتوسيع وجوده فى دول أخرى مزقتها الحروب، فى تبشير سكان القرى بالخلافة العالمية، ثم شرعوا فى اصطياد الرجال الذين تربطهم صلة بالحكومة الأفغانية، ونفذوا إعدامات أمام العامة، حتى فقدوا دعم سكان القرى المحلية الذين زادت لديهم الرغبة فى تحرير أنفسهم من يد التنظيم المتطرف، قبل أن تنتهز الحكومة الفرصة لدعمهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة