مها حامد يكتب: حرية المرأة بين نقاب أسود وفستان شفاف

الأحد، 24 أبريل 2016 06:07 م
مها حامد يكتب: حرية المرأة بين نقاب أسود وفستان شفاف مرأة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ركن من العالم المتناقض، الضاحك تارة والباكى تارة آخرى، حيث تحيا طوائف من خلق الله حيث كل ينظر للحياة بمعياره ويقيس الأخلاق بمقياسه.

يوجد مجوعة من البشر وهبوا الصفاقة ففقدوا نعمة الشعور بالحياء، وجردوا من الشعور بالحق، فآستمرأوا متعه الدفاع عن الباطل، أرضاءا لشهواتهم المخبؤة فى أنفسهم السقيمة وأنحيازا لأفكارهم المسمومة.

قرروا ممارسة أسوأ المناورات الفكرية والتراشق بالأدلة المنطقية لأستمالة العقول والقلوب كل لفريقه.
ففريق منهم كانت نظرته للمرأة هى النظرة الدونية واصفا إياها بضعف التفكير والتدبير وإحتقار عملها وإنجازاتها، مع رفض فكرة التعليم العالى لها والإكتفاء بالقدر الأدنى منه، كما فرض عليها أن تتشح بالسواد الفكرى والبدنى، ولذا فرض عليها الختان والزواج المبكر متى بلغت مبلغ النساء.. وزعموا إن أفكارهم مستمدة من تعاليم الدين الإسلامى، والعالم ببواطنهم يعلم إنه إدعاءا بالكذب والبهتان لطلاء العقول بالتخلف والرجعية، والدين منهم براء، فهو دين كرم المرأه وشد من أزرها وضمن لها كل حقوقها.

وفريق على الجانب الآخر قام بعملية الربط بين الحرية والأنحلال الأخلاقى، وقام بتقديم الحرية على أنها أمرأة عارية وجسد ممشوق مثير !

مع النداء بحرية وهمية محصورة المقصد فى إنتهاك حرمة جسدها ودعاوى السفور الأخلاقى وإرتداء كل ما هو خليع ومثير، وتاجروا بجمالها وميوعتها لمكسب عن إعلان تجارى أو فيلم سينمائى.
لقد عانت المرأة معاناة مريرة على مدار العصور، بل أكاد أجزم أنها كانت ضحية كل نظام وحسرة كل زمان، صفحات من الحرمان ومنابع الأحزان، ظلمت ظلما وهضمت هضما لم تشهد البشرية مثله أبدا.
فعند الإغريقيين قالوا عنها إنها شجرة مسمومة، وتباع كأى سلعة متاع.

أما عند الرومان قالوا عنها ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت.

.وفى الصين كان للرجل الحق أن يدفن زوجته حية.

وعند الهنود ليس للمرأة الحق أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق معه.

وعند الفرس أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء، ويجوز للفارسى أن يحكم على زوجته بالموت.
وعند اليهود وصفوها باللعنة لأنها سبب الغواية، ويجوز لأبيها بيعها فى سوق النخاسة.

وعند العرب قبل الإسلام يحق للأب دفنها حية أو قذفها فى بئر بصورة تذيب القلوب الميتة.

حتى جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية فى حضاراتها، وتمنح المرأة حقوق مسلوبة وتحفظ لها كرامة مهدرة تصونها بخدر العفة والشرف.

إن من صفحات العار على البشرية، أن تظلم المرأة بنظرة الرجل لها من آى الفريقين وأن تحصر حرية المرأة وتنويرها وعفتها فى ملبسها وتكوينها الجسمانى وأن تكون هذه هى الحرية المنشودة.

إن التواجد النسائى الزخم والمبهر فى التواجد فى ميادين الغضب الثائرة فى ثورتى 25 يناير و30 من يونيو وأمام مراكز التصويت أثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن مشكلة مصر ليست فى نسائها، وإنما فى رجالها.

إن تنوير المرأة الحق وتأجج الصحوة النسائية وإخراجها من كهوف الظلام لساحات النور يبدأ من عقلها الواعى ومداركها ومن ثم تتوسع دائرة تأثيرها سواء فى داخل أسرتها أو فى المجتمع النسائى.
فبالرغم من أن الدستور يشمل النصوص التى تحفظ للمرأة حقوقها، إلا انه مازال وضع المرأة مماثلا لوضعه التاريخى المتخاذل خلال العصور السابقة، بسبب الموروث الثقافى المهين عن المرأة وبسبب التمييز المجتمعى الذكورى.

إن المطالبة الحقة لإسترداد حقوقها تكون بالمطالبة بتحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وفقا لأحكام الدستور. وتوليها المناصب السياسية والإدارية تزاحم بها الرجل الشرقى.

والعمل على إتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلاً مناسباً فى المجالس النيابية، على النحو الذى يحدده القانون.

وحماية المرأة ضد كل أشكال العنف، وتوفير عمل للمرأة يحقق لها الإستقلال الإقتصادى والمادى فلا يكون إحتياجها للرجل من أجل الإنفاق بل إحتياج طبيعى لتكوين أسرة على المودة والحب والرحمة.
وتقديم حلول للمرأة المهدرة كرامتها على أعتاب المحاكم فى قضايا الخلع والطلاق التعسفى والنفقة التى لا تقيم أود طفل والاسراع بالاحكام القضائية.

وتوفير الرعاية والحماية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة والمسنة والنساء الأشد إحتياجا.
هذة هى الحرية الحقة والمطالب المشروعة، لتعديل النظرة إلى المرأة بعيدا عن زاوية مجرد أنها أنثى النوع جميلة التكوين حسنة المنظر والهندام.

اننا اليوم فى القرن الواحد والعشرين وفى صميم الحياة المتحضرة وقد نلنا حظنا من الثقافه والتحضر.
ومع ذلك مازال البعض ينظر للمرأة من خلف مقصورات الحريم.

فالحرية ليست حجاب ينزع أو يرتدى.. وفستان يقصر أو يطول.. وملبس يظهر أو يخفى مفاتن وأنوثة.
الحرية رقى فكر واحترام عقل وبناء مستقبل، وتثقيف وتنوير وحقوق محفوظة ومناصب تتزعمها وعقيدة تتمسك وتعتز بها !









مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Wessam

احسنتى مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة