هذه السيدة التى لم تنحسر عنها الأضواء بمجرد خروجها من البيت الأبيض وإنما واصلت أنشطتها الاجتماعية من خلال مؤسسة "نانسى ريجان" للتوعية بمخاطر تعاطى المخدرات، أثارت إعجاب الأمريكيين أيضًا بسنوات رعايتها لزوجها بعد خروجه من الرئاسة والعناية به بعد إصابته بألزهايمر، وحتى رحيله عام 2004، مؤكدة للعالم أنهما جسدا "أعظم قصة حب فى تاريخ الرئاسة الأمريكية" كما ذكرت صحيفة ديلى ميل البريطانية.
وبعد رحيلها أمس عن عمر يناهز 94، سلطت الصحيفة الضوء على الدور الذى لعبته "نانسى ريجان" فى البيت الأبيض، وكيف ساندت زوجها خلال رحلة صعوده إلى السلطة ووقفت معه فى وجه خصومه السياسيين، وكيف ظلت إلى جواره حتى بعد انحسار نفوذه تدريجيًا.
وذكرت الصحيفة أن صديق "ريجان" القديم ومساعده "مايكل ديفر" قال ذات مرة "بدون نانسى، لم نكن لنسمع الرئيس ريجان".
علاقة الأمريكيين بنانسى ريجان
رونالد ونانسى ريجان يلوحان للجماهير
أشارت الصحيفة إلى أن الأمريكيين يفضلون أن يتذكرون "نانسى" الزوجة المخلصة التى تولت رعاية زوجها المريض، ونضالها مع سرطان الثدى وحملاتها الاجتماعية، ولكنهم لم يكونوا دائمًا فى حالة حب مع "نانسى" إذ إن علاقتها بزوجها وتأثيرها عليه فى بعض القرارات السياسية كان يثير غضب الأمريكيين ويظهر "ريجان" بمظهر الخنوع.
وخلال فترة رئاسة ريجان، وجهت إليه الكثير من السخرية بسبب ما أثير حول تدخلها من وراء الكواليس فى توظيف وفصل العاملين فى إدارة زوجها، وأنها كانت تدفع زوجها لاتخاذ قرارات سياسية هامة بناء على قراءات التنجيم.
بداية القصة.. الحب من أول نظر
ةرونالد ونانسى فى شبابهما وبدايات الحب بينهما
حين التقى "رونالد ريجان" "نانسى" للمرة الأولى عام 1949، كان آنذاك رئيسًا لنقابة ممثلى الشاشة، وكانت هى نجمة فى هوليوود ظهر اسمها فى قائمة هوليوود السوداء وطلبت منه مساعدتها فى الحفاظ على مهنتها وأن يحذف اسمها من القائمة السوداء، فأخبرها بأن هناك خطأ وتشابها فى الاسماء وأن المقصود ممثلة أخرى، ويقال إن الإعجاب بينهما بدأ من هذه اللحظة وأصبحت علاقتهما فيما بعد مثار حديث الصحافة.
ولأن "رونالد" كان منفصلاً للتو عن الممثلة "جين وايمان" كان مترددًا فى الزواج منها ولذلك استمرت العلاقة بينهما قرابة 3 سنوات حتى تزوجا رسميًا.
وأشارت صحيفة "ديلى ميل" إلى أن "نانسى" كانت ترفض فى البداية دخول زوجها عالم السياسة إلا أنه حين دخلها ساندته لأقصى درجة، من لحظة ترشحه لحكم ولاية كاليفورنيا وحتى النهاية.
"نانسي" الممثلة التى أدارت البيت الأبيض "بشياكة"
أناقتها اللافتة تركت بصمتها على البيت الأبيض
أولى بصمات "نانسى" على البيت الأبيض كانت باستبدال مقتنيات الغرفة الصينية فى البيت الأبيض، وواجهت آنذاك انتقادات كثيرة، ومع الوقت اعادت نانسى إلى البيت الأبيض الأجواء الصارمة بعد سنوات من التساهل فى الإجراءات الشكلية.
وانعكس اهتمام "نانسى" بالموضة الراقية على البيت الأبيض ولكن هذا الاهتمام لم يرض الجميع.
وعلى الصعيد السياسى، نصبت "نانسى" نفسها ملاكًا حارسًا لزوجها، ولم تعتذر أبدًا عن تدخلها فى الشئون السياسية حتى لو أدى ذلك إلى انتقادها فى الإعلام وتلقيبها بـ"السيدة التنين" فى البيت الأبيض.
رونالد ونانسى وقصة حب استمرت 52 عاما
وفى الكتاب الذى أصدرته "كيتى كيلى" عام 1991 بعنوان "نانسى ريجان: سيرة غير مصرح بها"، ذكرت أنه عندما استلم الرئيس ريجان" جدول أعماله لأول قمة جنيف مع الزعيم السوفيتى "ميخائيل جورباتشوف" عام 1985 سأل مساعديه "هل رأت نانسى هذا؟" وحين أجابوه بلا يقال إن الرئيس أجاب "حسنًا.. اعرضوه عليها ثم مرروه لى".
ولكن مؤيدى "نانسى ريجان" رفضو تلك القصص وقالوا إن هذا الكتاب لم يستند على مصادر.
رونالد كان يثق بذكائها ولا يتبعها فقط بسبب الحب
فى المقابل تجاهل منتقدو "نانسى" حقيقة أنها كانت ذكية للغاية، فيقول المستشار السابق للبيت الأبيض مارتن أندرسون "كان ريجان يعترف بها كعقل جيد للغاية، وكان يستشيرها فى كل شىء تقريبًا، ومن ناحية أخرى لم يكن يتردد فى نقض رأيها إذا بدا له أنها غير موفق، ولكنها فى العادة كانت آراؤها صائبة".
موضوعات متعلقة..
وفاة نانسى ريجان سيدة أمريكا الأولى سابقًا عن عمر يناهز 94 عامًا
قادة الولايات المتحدة ينعون سيدة أمريكا الأولى الراحلة نانسى ريجان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة