وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبى ليس له جيش أو قوة بحرية أو جوية، ولا يدير جهاز استخباراتى، كما أنه لا يستطيع أن يصدر قرارات تتعلق بالحرب والسلام. لكن عندما يقوم البريطانيون بالتصويت فى 23 يونيو المقبل حول مصير علاقة بلادهم بالكتلة الاقتصادية والسياسية، فإن دعائم الأمن الغربى قد تكون على المحك.
فلو قررت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبى، يقول الخبراء إن الأمر سيكون له تداعيات كارثية على النظام العالمى لفترة ما بعد الحرب الباردة بقيادة الولايات المتحدة، والذى يعتمد بشكل متزايد على وحدة أوروبا لردع الخصوم من خلال العقوبات الاقتصادية وجمع المعلومات الاستخباراتية عن التهديدات العابرة للحدود، ومن أجل استخدام العضلات الدبلوماسية للمساعدة فى احتواء الصراعات.
وفى حين أن رحيل بريطانيا عن الاتحاد لن يمنع قيامه بتلك الأدوار، إلا أن خسارة البلد صاحب خامس أكبر اقتصاد فى العالم وصاحبة الميزانية الدفاعية الكبيرة سيكون لطمة قوية لأوروبا. ويمكن أن يكون نذيرا لمزيد من التفكك فى الوقت الذى يشعر فيه خصوم أوروبا بالفعل، ومنهم سوريا وداعش، بوجود مستوى من الضعف فى القارة ربما لم يكن موجودا منذ عقود.
ويقول روبيت نيبليت، مدير مركز أبحاث تشاتام هاوس البريطانى إن بريطانيا قد تترك الاتحاد الأوروبى فى لحظة خطيرة على نحو خاص فى العلاقات الدولية، ولا يمكن أن يكون هذا أمرا جيدا. لكن المفارقة أن المخاوف الأمنية ربما تساعد فى النهاية هؤلاء الداعين للخروج أكثر من أنصار البقاء.
وحتى مع المخاطرة السياسية التى قام بها رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بجعل البقاء فى الاتحاد الأوروبى فى قلب حملته، فإن أنصار خروج بريطانيا قد بدأوا بالفعل بحشد الناخبين البريطانيين برسالة أكثر بساطة وهى أن أوروبا فى حالة فوضى شديدة وأن الطريقة الوحيدة لكى تكون بريطانيا فى أمان هى أن تبعد نفسها عن القارة.
وقال نيجل فراج، زعيم حزب استقلال بريطانيا، وأحد أبرز أنصار الخروج، إن ما يصل إلى 5 آلاف متطرف موجودون فى أوروبا بعدما تدربوا مع داعش، وأضاف فى تدوينة على توينر إن حدود أوروبا المفتوحة تجعل بريطانيا أقل أمانا.
موضوعات متعلقة..
- وزير فرنسى:لن نعترض طريق المهاجرين إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبى
- وزير الاقتصاد الفرنسى: الخروج من الاتحاد الأوروبى يهدد علاقات لندن وباريس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة