"الإسلام والعلم" لـ"برويز أمير على بيود": معظم المسلمين "فرحانين" لتأخرهم العلمى

الخميس، 10 مارس 2016 06:00 ص
"الإسلام والعلم" لـ"برويز أمير على بيود": معظم المسلمين "فرحانين" لتأخرهم العلمى غلاف الكتاب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1983 عقد فى الكويت مؤتمر حضره رؤساء 17 جامعة عربية، كان هدف المؤتمر، تحديد وإزالة المعوقات التى تواجه تطوير العلم والتنكولوجيا فى العالم العربى، لكن نقطة واحدة هيمنت على أعمال المؤتمر، وهى: هل العلم إسلامى؟.. وكانت وجهة نظر البعض أن العلم يتعارض مع المعتقد الإسلامى، حيث إن العلم يميل إلى إفراز نزعات مثل المعتزلة، كما أنه مخرب للعقيدة، وهو دنس لأنه مدنى، هكذا ذكر عالم الفيزياء الباكستانى برويز أمير على بيود فى كتابه "الإسلام والعلم.. الأصولية الدينية ومعركة العقلانية"، تقديم البروفيسور محمد عبد السلام، الحاصل على جائزة نوبل فى الفيزياء، وترجمة الدكتور محمود أمين خيال، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة 2015.

والكتاب يؤكد أن الحضارة الإسلامية فقدت، بشكل شبه كامل، عزمها وقدرتها على صناعة العلم منذ نحو 700سنة، ومنذ ذلك الحين باستثناء بعض المحاولات التى تمت فى ظل الدولة العثمانية ، وفى مصر – فى عهد محمد على – فلم تتواجد على الساحة أية محاولات ذات قيمة للنهوض.

والسؤال الأهم الذى يقوم عليه الكتاب هل يوجد توافق بين المعتقد الإسلامى وبين علوم البعالم الطبيعية؟ أم أن هناك تنافر وتعارض غير قابل للتوفيق بين تظام غيبى مبنى على الإيمان وبين متطلبات المنطق والتساؤلات الموضوعية؟

ويؤكد العالم الباكستانى أن الحضارة الإسلامية دفعت ثمنا فادحا على مر التاريخ بسبب فشلها فى الاستحواذ على مقاليد العلم، ما تسبب فى تراجعها وتخلفها مقارنة بتقدم الغرب وارتقائه، ولا شك أن تخلف البنية العلمية، يعد من أهم أركان الأزمة التى تغلف العالم الإسلامى وتشير بقوة إلى أن الغرب سيستمر فى تفوقه السياسى والاقتصادى والثقافى

ويؤكد الكتاب أنه فيما يتعلق بحكم الأساتذة والعلماء المسلمين، فلا تختلف فظاظة وخشونة الأصوليون فى الأزمنة الغابرة، عنها فى أيامنا هذه، حيث نشرت إحدى المجلات الصادرة فى لندن مقالاً عاصفاً جاء فيه: "إن قصة مشاهير العلماء المسلمين من القرون الوسطى، كالكندى والفارابى، وابن الهيثم، وابن سينا، توضح أنه إذا وضعت مسألة كونهم من المسلمين جانباً، فلن يبقى فيهم ولا فى أعمالهم شىء يمت للإسلام بصلة، على العكس، فقد كانت حياتهم - على وجه الخصوص - لا إسلامية، أما إنجازاتهم فى الطب والكيمياء والفيزياء، والرياضيات والفلسفة، فما هى إلا امتداد طبيعى ومنطقى للتعاليم اليونانية.

وكتب محمد كاليمار رحمن، وهو هندى مسلم فى إحدى المجلات المتخصصة فى العالم الإسلامى، شيئاً مماثلاً: "كان معظم الفلاسفة إما من المعتزلة أو من الملاحدة، وكثير منهم مارس الموسيقى، والتنجيم والسحر، وكلها إما محرمة أو مكروهة فى الإسلام.

ويذهب برويز أمير إلى إن تواصل الخط الفكرى بين الأصولية الحديثة والقديمة، واضح تماماً، إذ يُلاحظ أن مرور كل تلك القرون، لم يسفر عن العفو عن أى من فلاسفة الإسلام، كذلك يلاحظ أسلوب رفض إنجازاتهم باعتبارها كلها "امتداد طبيعى ومنطقى للتعاليم اليونانية"، وهو موقف فى الحقيقة، مشابه إلى حد كبير لازدراء أبناء الغرب للإنجازات العلمية الإسلامية، على فرض أن أحداً من غير المسلمين، زعم بأن العلم ما هو إلا استرجاع للعلوم اليونانية، فكان يُتوقع أن يهاجمه المسلمون بغضب شديد، أما وأن الزعم قادم فى الأساس من زعماء حماة العقيدة، فلا عجب إن حظيت إهاناتهم للعلم الإسلامى، بأقل قدر من الاهتمام.




موضوعات متعلقة ..


- كتاب القربان البديل لـ"فتحى عبد السميع" يدافع عن المصالحات الثأرية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة