المغرب - على الرغم من أنها لم تستضف القمة العربية منذ 27 عاما - عندما وجدت نفسها عاجزة عن تقديم اجتماع يرقى إلى حجم المشكلات التى يواجهها العالم العربى، ويطرح حلولا مبتكرة للأزمات أعلنت انسحابها رامية بالكرة فى ملعب الجامعة العربية، وانقسمت الآراء حول قرار المغرب الذى رآه البعض قرارا حكيما بالنأى بنفسها عن الفشل فى حين وصفه البعض الآخر بالانسحاب والهروب من المسئولية.
وبين هذا وذلك يأتى موقف البيت العربى المتهرئ الذى زاد الوضع سوءًا، فبدلا من أن تقرر الجامعة العربية برئاسة أمينها العام الدكتور نبيل العربى الاجتماع بشكل عاجل للبحث فى الأسباب التى ساقتها المغرب للانسحاب من مسلسل القمم العربية السنوى حولت الأزمة إلى أزمة "مكان" وراحت تبحث عن مخرج حتى أعلنت موريتانيا موافقتها على الاستضافة، فالجامعة لن يفرق معها كثيرا انعقادها فى أى من العواصم العربية، الأهم أن تنعقد حتى لو كانت بروتوكوليا للحفاظ على قرار عام 2000 بدورية انعقاد القمة.
والآن بعد أن نجحت الجامعة وبجدارة فى إيجاد مكان جديد لعقد القمة العربية خلال 48 ساعة، يأتى السؤال الأهم هل فكرت فى مراجعة جدول الأعمال والقرارات التى سيتم رفعها هذا العام للرؤساء العرب، هل ستمد يد العون لنفسها لتخرج من غرفة الإنعاش التى تعيش فيها منذ سنوات تاركة أراضى دولها عرضة للإرهاب والتقسيم والحروب الأهلية.
فكما قالت المغرب إن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية فى حد ذاتها، ومناسبة لالتقاء القادة العرب، واعتماد نفس القرارات التى يتم اعتمادها كل عام كما هى دون تغيير حرف، وعلى سبيل المثال لا الحصر قرارات فلسطين حول الاستيطان والقدس وعملية السلام ودعم السلطة الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية، وجزر الإمارات المحتلة من قبل إيران، والجولان السورية المحتلة من إسرائيل وجنوب لبنان، فكلها قرارات محفوظة فى الأدراج كل عام تخرج لتحظى بإمضاء القادة العرب لتعود أدراجها مرة أخرى.
المغرب كشفت بعد أن بدأت التحضير لملفات القمة والتشاور مع الدول العربية والأمانة العامة للجامعة أنها لن تخرج بقرارات هامة أو ستشهد عرض مبادرات ملموسة لحل الأزمات العربية على الرغم من أن العالم العربى يمر بمرحلة عصيبة، سواء فى العراق أو اليمن أو سوريا التى تزداد أزماتها تعقيدًا بسبب كثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية.
هذه الأمور ليست بالأهمية لتشغل ذهن الجامعة العربية، وإلا ما كانت تركت الأزمة السورية تنفجر وتتحول لساحة حرب دولية يتحكم فى مفاتيحها القوى الكبرى سواء أمريكا أو روسيا أو إيران وما الجانب العربى إلا مفعول به، حتى تداعيات الأزمة المتمثلة فى أزمة اللاجئين خرجت عن السيطرة وأصبحت أزمة تهم أوروبا والعالم أكثر من الدول العربية.
وها هى ليبيا تواجه انتهاكا جديدا لأراضيها وسيادتها من خلال الغارات التى شنها سلاح الجو الأمريكى على مدينة مصراته قبل شهرين على انعقاد القمة العربية، وذلك دون التنسيق مع الحكومة الشرعية فى ليبيا، أو مع دول الجوار الليبى دون سماع صوت للجامعة العربية.
ويضاف إلى ما سبق قرار إعادة هيكلة الجامعة العربية الذى تم اتخاذه فى العام 2011 فى أعقاب الربيع العربى لتحديث ميثاقها لتتواكب مع المتغيرات الإقليمية والعالمية، ولتعبر حقًا عن العالم العربى بعد أن أصبح ميثاق العام 1945 منتهى الصلاحية، وحتى الآن لم يتم اتخاذ خطوة جادة نحو تحقيقه.
بل هناك قرار تم اتخاذه العام الماضى فى قمة شرم الشيخ بتشكيل قوة عربية مشتركة لتكون رادعة لأى خطر يهدد الدول العربية، وكان من المفترض أن يتم عرض المسودة النهائية للمشروع على القادة العرب فى قمة المغرب إلا أن المشروع مازال قيد البحث والتفحيص والتمحيص، وعلى الرغم من أن الكثير اعتبر هذا القرار ثورة فى العمل العربى المشترك إلا أن الأطراف فشلت فى تحديد موعد مشترك لوزراء الدفاع والخارجية العرب لإقرار بروتوكول القوة العربية لعرضها على الرؤساء.
وإذا كان هذا هو الوضع المأساوى للجامعة العربية ودولها الأعضاء والصورة السوداء للواقع الأليم فما بالنا بمخرجات اجتماع الرؤساء العرب فى مايو المقبل بموريتانيا فى ظل انقسامات عربية لا ينفيها أحد حول حلول الأزمات العربية فى سوريا واليمن والعراق وليبيا ومكافحة الإرهاب.
موضوعات متعلقة..
وزير الخارجية: مصر لم تطلب استضافة القمة العربية بعد اعتذار المغرب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد المنعم
الجامعة العجوز
عدد الردود 0
بواسطة:
الثعلب المكار
الجامعة العربية لا جدوى منها