لا تزال اتهامات التعاون مع تنظيم داعش الإرهابى تلاحق النظام التركى، وبعد عام من اتهام كل من روسيا وإيران لتركيا بالتعاون مع التنظيم من أجل النفط، نشر موقع "ويكيليكس"، ما يقدر بحوالى 57 ألفا و934 رسالة تابعة لوزير الطاقة التركى بيرات آلبيراق - صهر الرئيس رجب طيب أردوغان - تثبت صلته بتنظيم داعش الإرهابى.
وأوضح الموقع - حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية - أن جميع الرسائل المسربة تعود للفترة الزمنية الممتدة من إبريل عام 2000 وإلى 23 سبتمبر من عام 2016، مؤكدا أن أغلبها تشكل مراسلات بين آلبيراق والسياسيين الأتراك ورجال الأعمال وأفراد عائلته، تتضمن معلومات مفصلة بشأن صلة آلبيراق بمؤسسات مثل "باور ترانس"، وهى الشركة التى تورطت فى توريد النفط من تنظيم داعش.
يذكر أن ألبيرق واجه مرارا اتهامات من قبل وسائل الإعلام، بضلوعه فى الاتجار بالنفط المهرب من قبل مسلحى تنظيم داعش، المصنف إرهابيا على المستوى العالمى، إلى الأراضى التركية.
وهذه ليست المرة الأولى التى يتعرض لها مسئولون أتراك لاتهامات مماثلة بتورطهم مع تنظيم داعش، فهاجمت روسيا ديسمبر من العام الماضى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان واتهمت أفرادا من أسرته بالاستفادة من تهريب النفط الذى يبيعه تنظيم داعش فى سوريا.
ورد على ذلك أردوغان قائلا حينها "إنه لا يحق لأحد إهانة تركيا باتهامها بشراء النفط من تنظيم داعش، وأضاف: إنه سيتنحى إذا ثبتت صحة تلك المزاعم". ووقتها كانت هناك خلافات حادة بين تركيا وروسيا على إثر إسقاط طائرة عسكرية روسية على الحدود السورية من قبل الطيران التركى.
وقال حينها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر فى تصريح صحفى: إن المعلومات المتوفرة لدى الولايات المتحدة هى أن تنظيم داعش يبيع النفط عند آبار النفط إلى وسطاء هم بدورهم ضالعون فى تهريبه عبر الحدود إلى تركيا، مؤكدا رفض هذه الاتهامات بتعاون الحكومة التركية مع داعش لتهريب النفط.
وقال نائب وزير الدفاع الروسى أناتولى أنتونوف فى مؤتمر صحفى العام الماضى "يتبين أن المستهلك الرئيسى لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين سوريا والعراق هو تركيا"، وتابع المسئول الروسى "إن الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة فى هذه التجارة غير المشروعة"، معتبرا "أن استهتار الحكومة التركية لا حدود له".
وسبق واتهم فلاديمير بوتين أنقرة بـ"حماية" مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى والتغطية على تهريب النفط الذى يمثل أهم مصادر التمويل للتنظيم المتطرف، وذهب بوتين أبعد من ذلك فاعتبر أن قرار الطيران التركى إسقاط طائرة السوخوى-24 الروسية "اتخذ لحماية الطرق التى ينقل عبرها النفط الى الأراضى التركية"، وأضاف: أن تنظيم داعش ينقل الذهب الأسود "بكميات كبيرة إلى تركيا" ويجنى "ملايين ومليارات الدولارات"، إلا أن أردوغان رفض هذه الاتهامات وتحدى موسكو أن تثبت ما تدعيه.
وكذلك لم تكن روسيا الدولة الوحيدة التى توجه اتهامات لتركيا بخصوص تجارة النفط مع داعش، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية حسين جابر أنصاري ديسمبر الماضى قوله إن "استمرار السياسات والمواقف التى تسهم فى دعم الارهاب فى سوريا والعراق ستؤدى إلى تفاقم الأزمة فى المنطقة، واستفحال مشاكل الدول التى تنتهج مثل هذه السياسات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة