أصدرت الصين أقوى رسالة بشأن إدارة الحزب فى الاجتماع الكامل السادس للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعى الصينى، والتى دارت حول إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل، حيث أجازت قواعد الحياة السياسية للحزب فى الوضع الجديد ولائحة الرقابة داخل الحزب، بينما وجهت دعوة إلى الالتفاف حول اللجنة المركزية للحزب ومحورها الرفيق شى جين بينج.
ومنذ أن طرح السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى شى جين بينج فكرة إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل فى العام 2014، شددت الصين فحص الانضباط الحزبى ومكافحة الفساد، ما أحرز تقدما ملحوظا تمثل بمعاقبة أكثر من مليون عضو بالحزب وموظف حكومى وفقا للضوابط الحزبية والحكومية الصادرة بدءا من 2013 وحتى سبتمبر 2016.
وفى ظل الوضع الجديد المعقد، لم تكتف الصين بما حققته من تقدم فى مكافحة الفساد وتطهير صفوف الحزب، بل أظهرت عزما أكبر بشأن إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل، الأمر الذى سيخدم مصلحة البلاد على المدى الطويل ويأتى بالبشائر للعالم كله.
فأولا وقبل كل شىء، سيؤدى ضعف قدرة الحكم للحزب الشيوعى إلى عدم الاستقرار الذى قد يصل حد الفوضى فى الصين، كونه الحزب الحاكم الوحيد فى البلاد، ولذلك فإن من شأن تعزيز إدارة الحزب بصرامة تحقيق الاستقرار المستدام فى أكبر بلد بالعالم من حيث عدد السكان.
منذ تأسيس الصين الجديدة، حافظت البلاد على الاستقرار الاجتماعى بشكل عام وخاصة بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح فى العام 1978، حيث نجحت فى تسوية مشكلة الغذاء والكساء لما يزيد عن مليار نسمة، وبذلك لم تصدر الصين الجوع والفوضى إلى الخارج، ما يسهم فى استقرار العالم.
تجدر الإشارة إلى أن الصين قدمت مساهمة ضخمة لقضية تخفيف الفقر العالمية حيث ساعدت أكثر من 600 مليون شخص على التخلص من براثن الفقر فى العقود الثلاثة الماضية، فيما تواصل مساعيها الدئوبة لمساعدة ما يزيد عن 50 مليون شخص آخرين على التخلص من الفقر بحلول العام 2020 وبذلك سيتم القضاء على الفقر بشكل شامل فى الصين.
وتمر الصين بمرحلة حاسمة لبناء مجتمع رغيد الحياة بشكل معتدل حاليا، ومن شأن إدارة الحزب بصرامة المساهمة فى وفاء الحزب بوعوده لتحقيق قدر أكبر من الازدهار للبلاد.
تعد الصين ثانى أكبر اقتصاد فى العالم حيث تجاوز حجم اقتصادها 15% من إجمالى حجم الاقتصاد العالمى، بينما ازداد ثقلها الاقتصادى باستمرار فى العالم وبالأخص أنها قد تجاوزت الولايات المتحدة لتصبح أكبر مساهم فى نمو الاقتصاد العالمى حيث تخطت نسبة مساهمتها 25 بالمئة.
وتماشيا مع تصميم الحزب الحاكم على تحقيق انجازات اقتصادية أكبر، سيقدم الاقتصاد الصينى مساهمة أكبر للعالم وخاصة فى ظل تباطؤ تعافى الاقتصاد العالمى.
ففى السنوات الأخيرة، أظهر المستهلكون الصينيون حماس شراء متعاظما وأحدث دليل على ذلك يتمثل فى إنفاقهم ما يزيد عن 10 مليارات يوان بأقل من سبع دقائق منذ انطلاق مهرجان الشراء الإلكترونى الجارى الذى يوافق يوم 11 نوفمبر الماضى، والجدير بالذكر، أن المبلغ المذكور قد تم صرفه فقط فى موقع على بابا الذى يعد أكبر منصة للتجارة الإلكترونية بالصين.
وبفضل تعزز الازدهار الاقتصادى وزيادة قدرة الشراء للصينيين، سيستهلك السوق الصينى المكون من أكثر من 130 مليون مستهلك مزيدا من صادرات السلع والخدمات من الدول الأخرى، علما بأن الصين ظلت أكبر دولة لتجارة السلع فى السنوات الأخيرة.
وعلى الضفة الأخرى، سيساهم تعزز نزاهة وأداء الحزب الشيوعى الحاكم فى خلق ظروف استثمار أفضل للأجانب حيث استغلت الصين فعليا 126 مليار دولار أمريكى من الاستثمار الأجنبى فى العام 2015 بزيادة 6.4% على أساس سنوى.
ومع توسع كعكة الثروات فى الصين، ستضخ الشركات والأفراد الصينيون مزيدا من الاستثمار فى الخارج حيث استثمرت الصين بشكل مباشر بمقدار 118 مليار دولار أمريكى فى العام 2015 بزيادة 14.7% على أساس سنوى، وبذلك تخطى إجمالى الاستثمار الصينى المباشر فى الخارج حاجز التريليون دولار أمريكى.
فى الوقت الذى تنكب فيه الصين على بناء الحزام والطريق وسط إقبال ومشاركة نشيطة من مختلف الدول والمنظمات الدولية، ستضفى إدارة الحزب الشيوعى بصرامة على نحو شامل حيوية مستمرة وكبيرة على هذه العملية الطموحة ما يحقق منفعة مستدامة للعالم بأسره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة