أكدت كل الدراسات وتقديرات الأطباء فى مصر أن الإدمان زاد بين المصريين بمختلف الأعمار بما فيهم كبار السن بصورة لافتة للنظر، وأرجع المختصون السبب إلى الضغوط الحياتية والمشكلات النفسية التى أصبحت تشكل مرض العصر، ووفقا لآخر إحصائيات صندوق مكافحة الإدمان.
وفى هذا الصدد قال الدكتور عمرو عثمان رئيس الصندوق الإدمان: "نحن لا نخجل من الإعلان عن الأرقام الحقيقية حتى وإن كانت صادمة، ومن خلال الصندوق قمنا بالعديد من الأبحاث والدراسات فى عام 2016 حتى يتضح أمامنا المشكلة بشكلها الصحيح لنضع أيدينا على المشكلة وأسبابها وأماكن انتشارها".
وأضاف: "يصل نسبة الإدمان فى مصر إلى 2.4% ونسبة التعاطى بلغت 10% وهى تتعدى النسب العالمية، وكانت الكارثة هو تدنى عمر التعاطى حيث يبدأ الشباب فى مرحلة التعاطى من عمر 11 سنة، والمفاجئة من هذه الدراسات كشفت أن 58% من المدمنين يعيشون مع أسرتهم دون تفكك أسرى أو سفر الوالدين وترك الابن مع الأجداد كما كنا نظن من قبل، وهو ما يثبت تراجع دور الأسرة فى تربية ومراقبة أبنائهم فتواجد الأب والأم مع أبنائهم ما هو إلا تواجد جسدى وليس تفعيل لدورهم التربوى واحتوائهم النفسى.
ولخص الدكتور "أحمد مصطفى" مدير عام دار الهضبة لعلاج الإدمان، أسباب الإدمان فى مصر إلى 3 عوامل رئيسية، وهى..
1. العامل الجسدى: يوجد بالمخ مركز مكافئة يكون على استعداد للإدمان لإفراز مادة الدوبامين التى تسبب السعادة، ولا نقصد هنا إدمان المخدرات فقط بكل أنواعها ولكن يمكن أن يكون الشخص مدمن للقهوة أو الشيكولاته أو الأكل.
2. العامل النفسية: وهو منقسم إلى شقين الأول أعراض نفسية مثل إصابة الفرد بالاكتئاب والتوفر والقلق وبعد تجربة أى نوع من المخدرات تخلص من الأعراض وأصبح إنسان طبيعى فيعتمد عليها، الشق الآخر هو سمات الشخصية النفسية وهى أنواع من الشخصيات ذات سمه معينه يكون من السهل إدمانهم للمخدرات مثل الشخصية المحبة للمكافآت، شخصية محبة للتجارب، والشخصية الاندفاعية.
3. العامل الاجتماعى: يحيط بالمدمن فى طفولته شخص ما يتناول أى نوع من المخدرات سواء داخل الأسرة أو العائلة أو المنطقة والأصدقاء، وهو ما يشجع الفرد على استكمال مسيرتهم ويقلدهم، مؤكدا أن العلاج يبدأ من تصليح هذه العوامل الثلاثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة