أكرم القصاص - علا الشافعي

ذات يوم.. مصطفى عبدالوهاب يبعث بإشارة لاسلكى: «آخر جندى بريطانى غادر بورسعيد»

الخميس، 22 ديسمبر 2016 12:00 م
ذات يوم.. مصطفى عبدالوهاب يبعث بإشارة لاسلكى: «آخر جندى بريطانى غادر بورسعيد» قوات الاحتلال الإنجليزى تغادر مدينة بورسعيد
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل الشاب مصطفى عبدالوهاب إشارة إلى قيادة المقاومة السرية عبر جهاز اللاسلكى الصغير الموجود بحوزته تقول: «خرج آخر جندى من الأعداء عن أرض بورسعيد».
 
كان البلاغ فى الساعة السابعة وخمسين دقيقة مساء مثل هذا اليوم «22 ديسمبر 1956»، فأبلغت المقاومة الإشارة إلى القيادة فى القاهرة فورا قبل نشرة أخبار الساعة الثامنة مساء، إلا أن القيادة أذاعته فى اليوم التالى 23 ديسمبر.
 
قصة «عبدالوهاب» نموذج لبطولات كثيرة خاضها أبناء بورسعيد خلال مقاومتهم للعدوان الثلاثى «بريطانيا، فرنسا، إسرائيل» ضد مصر عام 1956 بسبب قرار جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، ويكشف الدكتور يحيى الشاعر تفاصيل قصة «عبدالوهاب» وبلاغه فى كتاب «الأطلس التاريخى لبطولات بورسعيد أثناء العدوان الثلاثى 1956»، إعداد ضياء الدين حسن القاضى.
 
كان «الشاعر» أصغر قيادات المقاومة السرية ضد العدوان، ويصف «عبدالوهاب» بقوله: «وطنى كبير جدًّا، خريج مدرسة بورسعيد الثانوية، ووالده كان يعمل قبطانا بشركة قناة السويس ووالدته إيطالية، وكانت ملامحه أجنبية بعيونه الزرقاء وشعره الأصفر، وبعد ضغط المقاومة على القوات المعتدية، وبعد العمليات الفدائية الكبيرة سواء الجماعية والفردية بدأ الإنجليز فى الانسحاب من المدينة تجاه الميناء فى شريط ضيق محاط بالأسلاك الشائكة، وكان الانتقال من وإلى هذا المكان يتم بواسطة أختام تختم على المعصم».
 
أمام هذا التحول فى صالح المقاومة، وحسب «الشاعر»، صدرت الأوامر من القاهرة إلى قيادة المقاومة فى بورسعيد برصد تحركات قوات الأعداء، وهل هى جادة فيما قيل عن عزمها الجلاء عن المدينة؟ وكم عدد القوات التى غادرت ميناء بورسعيد بالفعل؟ وكم عدد القوات التى مازالت قابعة على أرض المدينة؟
 
طلبت القيادة فى القاهرة إجابات عن كل هذه الأسئلة المهمة، فاستدعى الرائد سمير غانم، قائد المخابرات الحربية فى بورسعيد، يحيى الشاعر وأبلغه بها، باعتبار أن «الشاعر» هو الساعد الأيمن للرائد مصطفى كمال الصياد، رئيس مجموعات المقاومة السرية، الذى صدرت له الأوامر بالاختفاء بعد عملية اختطاف الضابط «مورهاوس» التى نفذتها مجموعة بقيادة «محمد حمد الله»، وعملية قتل الميجور «ويليامز» ونفذها البطل سيد عسران.
 
قادت هذه المطالب مصطفى عبدالوهاب إلى أن يكون على موعد مع دوره فى المقاومة ساعده على ذلك شكله ووسامته، ففور أن تلقى «الشاعر» كلام الرائد سمير غانم، قفز إلى ذهنه صديقه «مصطفى»، وعلى الفور طلبه للقاء عاجل فى بيت «الشاعر» الذى يختفى فيه «غانم»، وكان هذا البيت بسيدته البطلة الجليلة «أم يحيى» من الأماكن التى تختبئ فيها قيادة المقاومة، وفيه جهاز اللاسلكى الوحيد الذى تتصل المقاومة فى بورسعيد عبره بالقيادة فى القاهرة، وظل الضابط المسؤول عنه «فرج محمد فرج» مختبئًا فى البيت.
 
اعتلت الدهشة «سمير غانم» فور أن شاهد مصطفى عبدالوهاب وحسب الشاعر، ظن «غانم» أنه إنجليزى ولم تذهب دهشته إلا عندما تحدث باللغة العربية، وكان سعد عفرة «أحد قيادات المقاومة من ضباط المخابرات» موجودا فى ذلك الوقت، وبعد أن زالت دهشة «غانم» بدأت عملية تدريب «عبدالوهاب» على إمكانية إعطاء إشارات المورس بجهاز لاسلكى صغير ينقل المعلومات عن كل تحرك للقوات البريطانية وتجمعها، وبدأ بالفعل هذه المهمة من أول ديسمبر 1956.
 
كان «عبدالوهاب» يسكن فى منزل «روزا عون» فى شارع 23 يوليو عند أكبر نقطة للأختام بالدور الخامس القريب من الميناء، إلا أن نقطة المراقبة التى كان يزاول منها مهمته المكلف بها، كانت تقع أعلى المنازل بالقرب من القنصلية الأمريكية المطلة على الميناء، وحسب تأكيد «الشاعر»: «كانت بلاغاته فى غاية من الأهمية، لأنها كانت ترصد جميع التحركات البريطانية بالدقيقة والساعة حتى آخر خروج جندى بريطانى، وكانت بلاغاته تبلغ فورًا للقيادة بالقاهرة، حتى كان بلاغه بخروج آخر جندى بريطانى عن أرض بورسعيد».
 
بعد خروج العدوان الثلاثى من بورسعيد، أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراره بإلحاق مجموعة الشباب التى قادت العمل الفدائى السرى فى بورسعيد بكليتى الحربية والبحرية، ومنهم: محمد حمدالله، يحيى الشاعر، السيد الكومى، مصطفى عبدالوهاب، ومحمود عبدالغفور.
 
هاجر مصطفى عبدالوهاب ويحيى الشاعر ومحمود عبدالغفور إلى ألمانيا، ثم غادرها «عبدالوهاب» إلى أمريكا، وعاش فيها مهندسًا ناجحًا كبيرًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د. يحي الشاعر

مــتــشـــكـــر

مــتــشـــكـــر .... لم يغادر د. صيدلي محمود عبدالغفور، مصر إلى ألمانيا، ولكنه لا زال في بورسعيد د. يحي الشاعر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة