بعد مقتل السفير.. صحف بريطانية: اتهام أنقرة "لجولن" بتدبير الاغتيال يزيد من توتر علاقاتها بواشنطن.. صديق الأسد "القديم" اعتاد تغيير حلفائه والغرب غير مستعد لانضمام المزيد من الدول للجانب الروسى

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 11:02 م
بعد مقتل السفير.. صحف بريطانية: اتهام أنقرة "لجولن" بتدبير الاغتيال يزيد من توتر علاقاتها بواشنطن.. صديق الأسد "القديم" اعتاد تغيير حلفائه والغرب غير مستعد لانضمام المزيد من الدول للجانب الروسى اغتيال السفير الروسى
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اهتمت الصحف البريطانية بتحليل عواقب اغتيال السفير الروسى فى تركيا، وبعد إعلان كل من البلدين عدم السماح للحادث بالتأثير على العلاقات التى بدأت فى التحسن بعد فشل تنحية الرئيس رجب طيب أردوغان عن السلطة، واستقرت مقالتين على التليجراف والإندبندنت على أن الغرب والولايات المتحدة هما من سيتضرر من الواقعة.

غرض الاغتيال

وقال الكاتب مارك ألموند فى التليجراف، اليوم الثلاثاء، إن غرض "مولود" من اغتيال السفير أندريه كارلوف "قد يكون تخريب التقارب بين روسيا وتريكا رغم اختلافاتهما حول سوريا، ولكن حتى فى حال نجاح الاغتيالات فلا تنتج دائما النتيجة المرادة، إلا أن الاغتيالات السياسية البارزة دائما تترك نتيجة كبيرة".

وأشار إلى أن الاغتيال يأتى عشية اجتماع وزراء الخارجية والدفاع الأتراك والروس والإيرانيين فى غياب "حلفاء تركيا الطبيعيين" فى الناتو أو دول الخليج الذين ساروا على نهج تركيا "الشرس" ضد الرئيس السورى بشار الأسد.

ويدبر إردوغان "ثورة دبلوماسية" بعد انتقاد الغرب "لحملته الغليظة" بعد فشل إزالته عن الحكم الصيف الماضى، وكذلك بسبب "الوهن" الذى تعامل به الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى سوريا، على حد قول الكاتب، مضيفا أن مثل هذه "الثورة" ليست الأولى خلال سنوات حكم أردوغان.

وأكد ألموند أن إردوغان كان "صديق حميم" للأسد عام 2009 قبل أن يصبح "عدوه اللدود" فى 2011، كما أنه كان متحالفا مع الداعية فتح الله جولن لسنوات فى إطار "الإسلام المعتدل"، بينما يتهمه اليوم بتدبير تحرك الجيش التركى.

ويُتهم الشاب مولود بأنه أحد خلايا جولن فى الشرطة، ورغم أن الاتهام يبدو "ضرب من الخيال"، إلا أن ألموند نوه إلى أنه تم "الكشف" عن أن الطيار الذى أسقط طائرة روسية العام الماضى كان من أنصار جولن، وهذا فقط بعد محاولة إسقاط إردوغان.

وطرح ألموند سيناريو "التواطؤ أو الإهمال الجسيم" من طرف قوات الأمن التركية مما سمح لوقوع الجريمة، فحينها ستطالب موسكو بتغيير عدة قيادات تركية، وإردوغان قد لا يريد التضحية بهم.

وعلق ألموند: "إن أسوأ سيناريو بالنسبة للغرب هو مواجهة مسلحة بين روسيا وتركيا، والتى فى النهاية تظل حليف للناتو، ولكن فى حال تجنب هذا السيناريو، فسيستمر قلق الغرب حيال ابتعاد أنقرة أكثر وأكثر عنه وفى اتجاه روسيا وإيران".

وحتى إن كان غرض الاغتيال هو الوقيعة بين روسيا وتركيا ولكن حدث العكس، فسيظل للاغتيال نتائج كبيرة، وكل هذا "عرض من أعراض اهتزاز الأرض من تحت أقدام الغرب، فالأزمة السورية الآن أصبحت أزمة تركية، وهذا أمر يجازف الغرب بتجاهله".

وتابع: "إن هذه اللحظة الدرامية تأتى بالضبط فى الوقت الذى تنشغل فيه واشنطن بالانتقال إلى دونالد ترامب، وأوروبا تحدق فى شؤونها الداخلية. حتى ولو كان الغرب لا يفكر فيما أبعد من الحدث الجاذب لعناوين الصحف، فالكريملين وآيات الله (الإيرانيين) عاكفون على حسابات باردة عن رد فعل إردوغان المحتمل، وهذا قد يهز ما هو أكثر من بلد السفير".

الاغتيال سيزيد من التقارب بين موسكو وأنقرة

أما إيزابيل هانتر فى الإندبندنت، فقالت فى مقال لها اليوم إن الاغتيال سيزيد من التقارب بين موسكو وأنقرة، وأن العلاقات التركية الأمريكية هى التى ستتأذى.

وأشارت هى الأخرى لاتهام الصحف التركية الموالية للحكومة باتهام "جناح الاغتيالات" التابع لحركة فتح الله جولن، والذى لا زال يقيم فى منفاه الاختيارى ببنسلفانيا الأمريكية.

وقد رفضت واشنطن منذ تحرك الجيش فى يوليو الماضى ترحيل الداعية لتركيا بالرغم من مطالبات تركيا المتكررة.

وبالرغم من أن الفجوة الأمنية التى سمحت باقتراب مولود من السفير كارلوف لهذه الدرجة ستترك تركيا فى موقف حرج، إلا أن أنقرة وموسكو سارعا بتأكيد أنهما لن يسمحا بإحداث وقيعة بينهما وان الاجتماع المرتقب الذى ستشارك فيه إيران قائم.

وذكرت الكاتبة أن أولوية تركيا فى سوريا الآن هو السيطرة على الأراضى المحاذية لها قبل الأكراد، وأن "المنطقة العازلة" التى تسعى إليها أنقرة على حدودها تمتد إلى الجنوب، فمن مدينة جرابلس التى عاد إليها آلاف اللاجئين السوريين وتمتلئ "بالمستشفيات والمخابز التى تمولها تركيا"، يقترب الآن المسلحون الذين يدعمهم إردوغان من مدينة الباب شمال حلب.

وأضافت:"تركيا قد تسعى لإضفاء الطابع الرسمى على المنطقة العازلة بمباركة الحكومات الروسية والإيرانية والسورية التى تعمل بالوكالة".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة