أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن نجاح تنظيم "داعش" فى استقطاب الشاب الصومالى "عبد الرازق علي أرتان" الذي نفذ عملية إرهابية بجامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، والتى أسفرت عن إصابة 11 شخصا أحدهم في حال خطرة، بعد ما صدمهم بسيارة وضربهم بساطور، يعود بالأساس إلى انتشار موجات الإسلاموفوبيا التي دفعت بالطالب الصومالى إلى الانعزال عن مجتمعه وبيئته والخوف من ممارسة شعائره الدينية كى لا يتعرض للأذى على أيدي المتشددين هناك.
وأوضح المرصد فى بيان اليوم ، أن الطالب الصومالى عبد الرازق على أرتان كان قد أفصح فى مقابلته مع صحيفة الجامعة، قبيل أيام من تنفيذ العملية الإرهابية، أنه طالما أراد أن يصلى فى العلن داخل الجامعة، لكنه كان يخشى على سلامته "كإنسان مسلم"، وأضاف: "حين ينظر الناس إليّ كمسلم يصلى، لا أدري بم سيفكرون، وما الذي قد يحدث"، معبرًا عن غضبه من الطريقة التي يصور بها الإعلام المسلمين.
وأكد المرصد أن الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام والمسلمين والتى تتبناها الكثير من وسائل الإعلام الغربية وتدعمها ممارسات وتنظيمات اليمين المتطرف تدفع الكثير من الشباب المسلم بالغرب إلى الانعزال عن المجتمع والشعور بالاغتراب عن وطنه ومن ثم يصبح لقمة سهلة وصيدًا ثمينًا لأجنحة تنظيم "داعش" الإعلامية المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي لتتلقف تلك النماذج وتستثمر الحالة التي تعاني منها والممارسات العنصرية التي تتعرض لها لتحولها لحافز ودافع نحو الانتقام من المجتمع عبر العمل الإرهابى المنطوى تحت عباءة الدين.
وشدد المرصد على أن مواجهة التطرف والقضاء عليه لابد أن تكون بالتوازي مع مواجهة موجات العنصرية والإسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب، وأن إهمال الأخير لحساب الأول هو درب من العبث المفضي إلى الاضطرابات والانقسامات والتحزبات.
ودعا المرصد وسائل الإعلام الغربية بشكل عام، والأمريكية على وجه الخصوص إلى الحيادية في تناول الموضوعات والقضايا ذات الصلة بالإسلام والسلمين، والبعد عن التعميمات التي دأبت على استخدامها إزاء التعامل مع المسلمين بشكل عام، وهو ما خلق لدى فئة كبيرة من الرأي العام الأمريكي صورة سلبية حول المسلمين أدات إلى الخوف والتوجس من كل ما هو إسلامي، ومن ثم رفض الوجود المسلم ومحاربته ودفعه إلى ترك وطنه ومجتمعه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة