"مفتكرليش أى حاجة حلوة من 10 سنين فاتوا وخلع"، هكذا ردت "سوزان.ج"،38 سنة، ربة منزل، على سؤال قاضى بمحكمة الأسرة بالمنصورة، عن طلبها الطلاق من زوجها أحمد.ر 44 سنة."
سوزان" أم لثلاث أطفال محمد 7سنوات، ريهام 5 سنوات، رحمة سنة ونصف، أصيبت بسرطان بالمعدة منذ عام ونيف، وبعد أن علم زوجها والذى يعمل حداد، بمرضها ترك المنزل واختفى إلى مكان غير معلوم.
تقول "سوزان" مررت بأيام صعبة جدا بدون سند ولا حد يصرف على أولادى، واتجهت للعمل ووجدت عمل أتاح لى فرصة أن أنفق على أبنائى، وأعلمهم، ونعيش مستورين، ووالد زوجى لما علم بالأمر وعد أن يتحمل معى نفقات الأولاد، وبالفعل كان لا يتأخر عليهم بما يستطيع، فهو رجل مسن ومريض، ومعاشه محدود، وكانت نفقاته لا تكفيهم ولكن ليس فى وسعه شئ أكبر من ذلك.
وتضيف سوزان "كانت صدمتى فى زوجى أكبر من صدمتى فى مرضى بالسرطان، تخيلت أنه سيكون أول من يقف جوارى، ويكون سندى، ويتحمل عنى كل الأعباء، ويذهب معى للأطباء، ظننت لما عرفت بمستشفى أورام المنصورة، أنى لابد أن أخضع لعملية جراحية، أننى لو مت أبو العيال هيربيهم أحسن تربية وهيشيلهم فى عنيه لأنهم لحمه وجزء منه، ولكن كل هذه كانت أحلام اختفت بمجرد أن علم بمرضى بالسرطان.
تنظر إلى صورة تجمعهما ليلة زفافهما، معلقة أعلى كنبة قديمة تجلس عليها، فقد باعت الزوجة المريضة، أثاث المنزل، بعد أن مرت بضائقة مالية قبل أن تحصل على عمل، فهى لم ترض أن تمد يدها للناس، بعد أن كانت أيادى الناس تمتد إليها ـ على حد قولها ـ "كنت براضى الكل".
تقول الزوجة المريضة، "تغيرت ملامح وجه زوجى لما أخبرته بمرضى، تخيلت إنه حزين على ما أصابنى، ومر يوم والأول، وهو لا يطيق الحديث معى، تخيلت لوهلة انه خائف من العدوى، سألت الطبيب فى المستشفى أخبرنى أن السرطان غير معدى، ذهبت إليه سعيدة لأخبره أن السرطان غير معدى فلم أجده، بحثت عنه فى كل مكان، وقلقت عليه كثيرا، وبعد أيام من غيابه، أخبرنى أحد أصدقائه إنه "خلع"، سألته يعنى إيه "خلع" فقال لى زوجك يبحث عن عروسة جديدة، وقرر أن يترك المنصورة ويذهب لمكان بعيد عنكم لإنه لم يعد يطيق الحياة".
تذرف دمعة صامته وتقول "كملت المشوار، واتوجهت منه جدا، لأول مرة أحس بالندالة والخذلان، سابنى ومفتكرش حاجة كويسة منى، قلت فى نفسى يمكن أن تكون نذوة أو سهو أو أى شئ وسيعود ولم يعد، ثم بعد سنة ونصف مرت بدونه وأن أعانى الأمرين فى العلاج ومصاريف البيت، أنا ووالده، علمنا انه تزوج فى إحدى القرى بمحافظة الشرقية ويعمل هناك، استدللت على العنوان، وربنا رزقى بمستشفى الأورام بجامعة المنصورة، تكفلت بمصاريف علاجى كاملا واستطعت أن أدخر أموالا، ورفعت عليه قضية طلاق ضرر، إنتقاما منه، فهو لا يستحق أن أكون زوجته، صنت نفسى وبيتى، وأولادى، وأهله حتى بعد أن "خلع" وطلع ندل معايا.
وقد تقدمت الزوجة، بدعوى طلاق ضرر، وأخرى للنفقة عليها وعلى الأطفال الثلاثة، وأخرى نفقة مسكن، أمام محكم الأسرة بالمنصورة قسم أول لسنة 2016، وطالبت فى دعواها باستدعاء والد الزوج كشاهد، ونظرت المحكمة فى القضية بعد فشل مكتب تسوية المنازعات بالمحكمة فى فض الخلاف، ومن المقرر أن يمثل الزوج أمام المحكمة فى جلسة يناير المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة