طغى الحزن على جماعة الإخوان وأخواتها، عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، وخسارة هيلارى كلينتون، معتبرين ذلك خسارة فادحة للتنظيم الذى عول كثيرًا على صعود "هيلارى كلينتون".
حزن الإخوان ومن على شاكلتهم، بخسارة "هيلارى" لا يأتى من فراغ، بل لأسباب عديدة، أهمها، إن الإخوان كانت تربطها علاقة قوية بـ"هيلارى" والدائرة المحيطة لها، فضلا عن الدعم المالى التى تحصل عليه.
مراقبون للشأن السياسى، وإسلاميون، رصدوا 5 خسائر جماعة الإخوان من انتخاب الشعب الأمريكى، لـ"ترامب" والإطاحة بـ"هيلارى كلينتون"، أبرز هذه الخسائر، ضعف النفوذ الإخوانى فى أمريكا، والتعجيل بإدراج الإخوان منظمة إرهابية.
وبدوره يقول مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الجماعة لن يكون لها أى محل من الإعراب داخل الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، مؤكدا أنه رغم أن التنظيم جماعة براجماتية – أى يسعى لمصلحته - إلا أنهم لن يستطيعوا التودد إلى "ترامب".
ويضيف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن ترامب يتجه دائمًا نحو التواصل مع الأنظمة المستقرة بينما يبتعد عن الإسلاميين، وبالتالى فإن أى محاولة من قبل الإخوان للتواصل مع ترامب ستفشل.
ويشير القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن الإخوان ستخسر كثيرًا خلال الفترة المقبلة، وسيتم تحريك ملفات كثيرة ضدها فى واشنطن على رأسها القوانين المتعلقة باعتبارها تنظيمًا إرهابيًا، متابعًا: "لذلك كانت الإخوان تدعم كلينتون ولكنها فشلت فى النهاية".
ويضيف مختار نوح، ضرورة أن تعيد الإخوان مراجعة أفكارها ومنهجها من جديد، خاصة أن التنظيم لم يراجع سياساته منذ 40 عامًا وحتى الآن، وهو ما تسبب فى الخسائر الكثيرة التى لاحقته.
وفى الصدد ذاته، يؤكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن فوز ترامب سيدفع الإخوان لمراجعة خططهم وممارساتهم داخل البلاد العربية، وفى مقدمتها مصر لأن تلك الممارسات كانت وفق استراتيجية مدروسة ومخطط لها ومدعومة بشكل كامل من الإدارة الديمقراطية السابقة بقيادة أوباما، والتى كانت هيلارى كلينتون أحد أقطابها.
ويشير الباحث الإسلامى، إلى أن الإخوان بما كانت تتسم به من حذر شديد وتحفظ وحرص وعدم إقدام على مشروعها فى السلطة طوال عقود الثمانينيات والتسعينيات لم تمتلك الجرأة اللازمة للخروج على الدول، ومحاولة السيطرة على السلطة ومحاولة تحقيق تلك الأطماع الضخمة إلا بعد ضوء أخضر غربى وأمريكى بدأ فى منتصف التسعينيات وتبلور بشكل كامل عام 2010م، وبدأ تنفيذه على الأرض مع انطلاق الانتفاضات الشعبية.
ويوضح أن الإخوان بمفردها لم تكن لتقوى على الدخول فى صراعات كهذه إلا بمساندة وبدعم أمريكى كامل، وقد تبنى هذا المسار الحزب الديمقراطى، واليوم بعد هذا التراجع بفوز ترامب وهزيمة هيلارى كلينتون سيعيد الإخوان ترتيب أوراقهم وخططهم ومواقفهم فالجماعة لن تقوى على مواجهة الأنظمة والدول بمفردها وبدون دعم غربى، وقد تلقت الجماعة ضربتين موجعتين جدًا فى يومين بتقرير الحكومة البريطانية، التى أكدت على موقفها السابق من نشاط الجماعة الإرهابى ثم بهزيمة كلينتون اليوم".
وبدوره يقول كمال حبيب، الخبير بالحركات الإسلامية، إن الرئيس اليمينى "ترامب" المعزز بنزعة أصولية سيعمل على التقليل من الاعتماد على دول الخليج والبترول العربى، وهو ضد التنظيمات المتطرفة كداعش.
ويضيف "حبيب": "لكن حدود تدخله المباشر كما فعل جورج بوش الابن يظل مرهونًا بالتطورات السياسية والجيوبوليتكية، كما أنه من المبكر القطع فى سياساته بموقف عام من المسلمين فى أمريكا، والجماعات الإسلامية خارجها، من المبكر التعرف على سياساته الخارجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة