علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، على انتخاب لبنان رئيسا لها، بعد شغور المنصب طيلة عامين ونصف. مشيرة إلى أن الرئيس الجديد ميشال عون، مدعوم من حزب الله الشيعى مما يمنح الحركة الموالية لإيران نفوذ أوسع فى الشأن اللبنانى.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الثلاثاء، أن اختيار عون يسلط الضوء على التحالفات المعقدة بين الفصائل اللبنانية المتنوعة فى الوقت الذى تكافح فيه البلاد مع أزمة سياسية وإنسانية، جراء الحرب الدائرة فى جارتها سوريا.
وأشارت إلى أن عون، البالغ 81 عاما، هو شخصية مثيرة برز كزعيم عسكرى خلال الحرب الأهلية المدمرة، التى استمرت طيلة 15 عاما، والتى انتهت فى التسعينيات. وفى هذا الصراع، قاوم عون القوات السورية المحتلة وفر إلى فرنسا، وعاد عام 2005 إلى لبنان، ليصدم المراقبون بتقربه من القيادة السورية وحليفها حزب الله.
وأصبح حزب الله اللاعب المهيمن فى لبنان، وقد أغضب العديد من اللبنانيين بإرساله مقاتلين لمساعدة الرئيس السورى بشار الأسد فى مواجهة الجماعات المتطرفة والمتمردين. وتقول الصحيفة أن صعود عون للرئاسة يمكن أن يضع لبنان على خلاف مع الحلفاء العرب والغربيين الذين دعموا التمرد فى سوريا ضد الأسد.
وبموجب اتفاق تقاسم السلطة اللبنانى فإن الرئيس يجب أن يكون مسيحى، لكن مسيحى لبنان منقسمون حول اختيار عون. فبعض المسيحيين يعتقدون أن علاقاته السياسية الوثيقة مع حزب الله من شأنها أن تمنح لهم مزيد من الأمن والنفوذ، فيما يدعم آخرين منافسيه.
ومن غير الواضح عما إذا كان عون يمكنه أن يدير نظام سياسى يتصارع حوله أكبر المتنافسين فى الشرق الأوسط ، وهم إيران والسعودية، اللذان يسعيان للتأثير عليه.
غير أن العامل الرئيسى وراء تصويت البرلمانى اللبنانى لاختيار الرئيس بعد 45 جلسة، فشل فيهم فى الاتفاق على الرئيس، هو سعد الحريرى، السياسى السنى الموالى للسعودية، حيث تخلى عن رفضه السابق لعون. وفى المقابل فإن الحريرى سيتولى رئاسة الوزراء وهو المنصب الذى تقلده بين عامى 2009 و2011.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة