أكرم القصاص - علا الشافعي

بالفيديو والصور.. يا حلاوة العيش الفلاحى.."الخبازة" مهنة تتنفس فى الخفاء بالريف.. أم محمد: تعلمت الخبيز وأنا عندى 7 سنوات وزمان كان الناس بيخبزوا من أراضيهم.. ودلوقتى الناس بتستسهل عيش الطابونة

الإثنين، 10 أكتوبر 2016 10:50 ص
بالفيديو والصور.. يا حلاوة العيش الفلاحى.."الخبازة" مهنة تتنفس فى الخفاء بالريف.. أم محمد: تعلمت الخبيز وأنا عندى 7 سنوات وزمان كان الناس بيخبزوا من أراضيهم.. ودلوقتى الناس بتستسهل عيش الطابونة أم محمد الخبازة
الشرقية- فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العيش الفلاحى له مذاق خاص، ورائحة العجين أثناء تواجده فى الفرن الفلاحى تشمها من على بعد أمتار، والجميع يحب تناول العيش الفلاحى، لكنه أصبح قليلا جدا، بعد أن هدم العديد من السيدات بالقرى الأفران البلدية واكتفوا بشراء عيش الطابونة، لكن هناك بعض القرى التى مازال يحرص أبناؤها على خبيز العيش الفلاحى على الأقل فى المواسم والأفراح، عن طريق البحث عن خبازة شاطرة تقوم بخبيز العيش.
 
"اليوم السابع" رافق "أم محمد " من أشهر الخبازات بقرى مركز بلبيس، أثناء قيامها بالخبيز لعروسة بقرية بالشرقية.
 
وهذه "أم محمد" الخبازة تبدأ يومها بصلاة الفجر، ثم تذهب إلى الأسرة التى اتفقت معها على الخبيز لهم، وتبدأ يومها فى الصباح الباكر، بالجلوس أمام الفرن البلدى المصنوع من الطين تشعل “المحمى” بالحطب وتقلبه بجاروف حديدى لتحافظ على توهج النار بداخله، وتجلس جوارها أحدى سيدات المنزل، وأمامها "لقان" العجين، تغمس يديها فيه لتنتشل قطعة كروية من العجين وتضعها على "مطرحة من الخشب" وتقوم برح قطعة العجين، ثم تلقيها بداخل الفرن منتظرة أن ينضج، وتخرجه بواسطة عود حديدى لتضعه على عمود العيش.
 
 

أم محمد الخبازة تعلمت مهنة الخبيز من أمى وعمرى 7 سنوات وذاع صيتى وبدأت أخبز للاهالى

 
تقول "أم محمد ع" 42 سنة، ومقيمة عرب الرميلة، إنها ورثت مهنة الخبازة من والدتها، التى كانت من أسرة بمحافظة القاهرة وتزوجت فى قرية بالشرقية، وعندما أتت إلى الشرقية تعلمت الخبيز، وعلمتنى وعمرى 7 سنوات كنت أجلس بجوارها وأقرص عليها العجين، وبدأت أقوم بخبيز العيش الفلاحى لأسرتى، وبعد فترة ذاع صيتى وبدأت أخبز لأفراد العائلة جميعا، وبعد ما تزوجت وجدت ظروف الحياة صعبة ولأنى أحب الخبيز بدأت أساعد زوجى وأخبز حتى زاد الطلب عليه لخبيز العيش الفلاحى.
 
 

أم محمد مهنة الخبازة شاقة لكنها سهلة على من يحبها وعليه التحلى بالصبر

 
وتضيف "أم محمد" أن الخبازة مهنة شاقة لكنها سهلة على الى بيحبها، ويجب أن يتحلى بالصبر، وخاصة لأننى أجلس أمام الفرن أكثر من 10 ساعات أمام الفرن واستحمل العرق، والخبيز زمان كان أكتر من الآن، وكنت يوميا أقوم بالخبيز للأهالى، لكن الآن الخبيز أصبح مرتبطا بالمواسم والأفراح فقط، ويمكن مرة أو مرتين فى الشهر الذى أخرج فيه من منزلى لكى أقوم بالخبيز.
 
وتابعت "ام محمد " أن السعر الذى تتقاضاه الآن، غير محدد بل يرجع إلى تقدير أهل البيت الذى تخبز به، وليس هناك سعر محدد لثمن عامود العيش الفلاحى، وزمان كان الأهالى يعطون الخبازة جزء من بعض الأشياء التى تحضرها العروسة بجهازها من بعض الطيور والمأكولات لكن الان يكتفوا بدفع مبلغ مالى فقط وكمية من العيش الفلاحى.
 
 

إحدى السيدات عادة قريتنا خبيز 7 أعمدة عيش فلاحى فى جهاز العروسة

 
وتقول الحاجة "نجاة على" 65 سنة إنه من عادات قريتنا، يتم خبز 7 أعمدة عيش فلاحى مع عزال العروسة التى تتزوج جديد بالقرية، ويرسل مع المفروشات والأجهزة الخاصة بالعروسة، إلى منزل عائلة عريسها، وأن بعض الأهالى فى القرية يعايرون بعض فى حالة عدم الخبيز للعروسة، وأنها تستعد لحفل زفاف نجلة ابنها، فقامت باستدعاء الخبازة "أم محمد " من قرية عرب الرملية لكى تقوم بعملية الخبيز وإعطاءها مبلغ مالى على كل عامود عيش.
 
 

أحد السيدات زمان كان كل منزل بقريتنا بيه فرن فلاحى دلوقتى الستات استسهلت وبتشترى عيش طابونة

 
فيما تقول " فتحية عبد الرءوف" إحدى السيدات 63 سنة، إن عملية خبيز العيش الفلاحى انقرضت من الأرياف، زمان كان كل منزل بالقرى بيه فرن فلاحى، وحطب شامى وكان المزراعين بيزرعوا الذرة ويخبزوا من أراضيهم، وكانت الست الفلاحة تقوم بعملية الخبيز بنفسها مرة كل شهر، لكن دلوقتى الوضع اختلف غلاء الأسعار، وأن أغلب القرى بها أفران إلية، فبدأت السيدات تستهل شراء العيش من الفرن الآلى، حتى انقرضت عملية خبيز العيش الفلاحى، ولم يعد يخبز إلا فى الأفراح لكى يرسل مع عزال وعفش العروسة الجديدة، وهذه عادة أهل الريف أى فتاة تتزوج لأبد أن يتم خبيز عيش فلاحى لها.
 
 
 

أم محمد الخبازة


الخبازة أثناء قيامها بالخبيز فى الفرن الفلاحى


السيدات والخبازة


إحدى السيدات تقوم بعملية تقريص العجين


العجين فى اللقان


العيش الفلاحى اثناء اخراجه من الفرن
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة