حينما تتحدث عن فكرة الدولة بمفهومها الواسع، وتذهب لتُطبق هذا المفهوم على دولة "إيران"، تجد أن إيران دولة تنغلق أكثر ما تنفتح، وتجدها فى تضاد مستمر مع العالم ويغيب عنها كثيرا مفاهيم الصداقة والشراكة بين الدول، ولا تعرف قانونا سوى قانونها وتُعامل العالم بمبادئ قانونها، وكأن العالم هو بمثابة ولاية داخل حدودها.
إيران لها حركات مريبة فى الشرق الأوسط، وتُحاول فرض الهيمنة التى تزعم امتلاكها، وحركاتها التى كانت فى اليمن والعراق وغيرها، لهى الشاهد والدليل على السعى وراء الهيمنة بكل السُبل التى تحقق ذالك مهما بلغت درجة بشاعة هذه السبل حتى لو كانت إرهاباً يمزق حنايا تلك الدول.
"إيران الهيمنة" هو النهج الذى تضعه إيران نصب أعينها لتصنع لها ولايات وتمركزات وبقع فى الشرق الأوسط، ولك أن تتعجب حينما تعرف إن الولايات والتمركزات التى تصنعها إيران فى المنطقة هدفها إما بسط الهيمنة على كامل الدولة التى بها هذه التمركزات أو إعلان الانفصال عن الدولة، والمد الحوثى فى اليمن كان شاهداً على ذالك فى الهيمنة.
"إيران الدولة" هو النهج الذى تُحاول فيه إيران دوماً لصق التهمة بغيرها، وأنها على الحق القويم وغيرها هو من يسعى للهيمنة وهو مَن «يُرهبُ» وليس هى، فمظهر الحمل الوديع هو نهج الدولة الإيرانية، فإيران لديها يدان: يد تعبث فى المنطقة وأسميها "يد الهيمنة"، ويد تُصبغ بماء الطُهر وأسميها "يد الدولة".
تجد دلائل كلمات مقال هذا ظاهرة بوضوح فى حادث "نمر باقر النمر" الداعية الشيعى بالمملكة العربية السعودية، وبعيداً عن القضاء لمن لا يعرف إن النمر كان يدعو لانفصال المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية لتُصبح تمركزاً إيرانياً فى شبه الجزيرة العربية مُحققاً مبدأ "إيران الهيمنة"، وخرجت إيران لتتهم المملكة العربية السعودية بفيض الإعدامات وأن هذا النمر العابد هو صاحب فكرة واختلاف وأقلية، وهو مظهر الحمل الوديع مُحقققةً مبدأ "إيران الدولة".
إيران الدولة وإيران الهيمنة هما يدان تعبثان فى أمن واستقرار المنطقة، يد تُدمر ويد تُطغى الشرعية على التدمير، ولكن لن نترك المنطقة أمنها فى مهب الريح سواء لإيران أو لغيرها.
محمد صبرى درويش يكتب: إيران الهيمنة ولا إيران الدولة
الأربعاء، 06 يناير 2016 06:01 م
حسن روحانى رئيس إيران
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة