من منا لا يشعر بالرعب والخوف قبل الذهاب إلى عيادة الأسنان؟ وكم اضطررنا لتأجيل زيارة الطبيب بشكل متكرر خوفا من الآلام التى سنشعر بها جراء استخدام بعض الأدوات مثل أداة حفر الأسنان "المثقب - القبضة السنية" أو حقن التخدير؟، وهو ما ساهم فى مضاعفة معدلات الإصابة بأمراض الأسنان، حيث يفضل الكثيرون أن يتحملوا الوجع الناجم عن التسوس أو حساسية الأسنان أو تآكلها على أن يزورا هذه العيادة والتى تعتبر أشبه بـ"بيت الرعب" بالنسبة للبعض.
وكشفت الأبحاث الطبية الحديثة مؤخراً عن أحدث صحية لتخدير للأسنان قد تغنى عن الحاجة لاستخدام الحقن المؤلمة، حيث طور فريق من الأطباء بجامعة ساو باولو البرازيلية تقنية علاجية لتخدير ألم الأسنان باستخدام الكهرباء، وبالأدق عملية الإرحال الأيونى iontophoresis المكتشفة منذ عقود، ولكن لم تستخدم من قبل فى تخصص طب الفم والأسنان.
وتعتمد الفكرة على استخدام اثنين من المخدرات الموضعية، وهما عقار "ليدوكايين" و"بريلوكايين" ثم تحضيرهما فى صورة جل ليتم تثبيته فى بطانة الفم، وبعد ذلك يتم تمرير تيار كهربائى طفيف، وأثبتت التجارب أن الشحنات الكهربية ساهمت فى تسريع تمرير المواد المخدرة، وتمكنت من عبور بطانة الفم بكميات أكبر تصل إلى 12 ضعف المعدل الطبيعى.
وأوضح الباحثون أن التقنية المبتكرة ساهمت فى تخدير الأسنان بشكل أسرع، واستمر ذلك التأثير الواقى من الآلام لفترة أطول، لافتين إلى أن هذه الوسيلة العلاجية قد تغنى تماما عن الحاجة لاستخدام الحقن المخدرة المؤلمة، خاصة أنها أرخص وتقلل فرص حدوث العدوى الميكروبية وستشجع المرضى على زيارة طبيب الأسنان لتلقى العلاج اللازم.
المثير أيضا ما أكده القائمون على الدراسة حول إمكانية استخدام هذه التقنية فى تعزيز فاعلية أدوية السرطان وتحسين قدرتها العلاجية.. ونشرت هذه النتائج بالمجلة الطبية "Colloids and Surfaces B: Biointerfaces".. ويخطط الباحثون حاليا لتطوير جهاز تخدير خاص بالأسنان فقط يعتمد على فكرة الإرحال الأيونى iontophoresis .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة