نساء العرب قيادات بارزة فى المنظمة الدولية
وتتوجه يومياً أربع سيدات من موريتانيا والسعودية والجزائر واليمن إلى مكاتبهن فى إدارات مهمة فى مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى فى مدينة جدة للعمل بجد ومثابرة ومهنية عالية، وهى إدارة الشؤون الثقافية والاجتماعية، والإعلام، والمرأة والأسرة، وإدارة الشؤون السياسية، ويبلغ عدد النساء العاملات فى مقر الأمانة للمنظمة 12 موظفة.
رئيس المنظمة يشجع القيادات النسائية
وحظت هؤلاء السيدات بهذه الفرصة إيمانا من منظمة التعاون الإسلامى وعلى رأسها أمينها العام إياد أمين مدنى، بقدرات المرأة المسلمة القيادية ودورها المهم الذى تضطلع به فى مجتمعها، إذ أنشأت منظمة التعاون الإسلامى منظمة خاصة بتمكين المرأة فى الدول الأعضاء ومقرها القاهرة.
ولكل واحدة من هؤلاء رؤية خاصة بها وأهداف تسعى لتحقيقها، إذ ينصب تركيز المديرة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة مهلة أحمد، والتى تقلدت منصبها عام 2015، على التنمية البشرية المتعددة الأبعاد التى تتصدر التنمية الثقافية والاجتماعية قائمة أولوياتها.
مهلة أحمد رمز المرآة المثقفة
ومهلة أحمد تحمل الجنسية الموريتانية ومهتمة بشؤون المجتمع المدنى وبالارتقاء بمستوى الأفراد والمجموعات وتنمية قدراتهم وتعزيز دورهم فى تنمية وتقدم المجتمع، شغلت منصب وزيرة الثقافة فى الحكومة الموريتانية بين عامى 2005 و2007.
وتتطلع المديرة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة فى منظمة التعاون الإسلامى إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها الإسهام فى تنمية وتعزيز دور المنظمة، والتنسيق مع مجموع المؤسسات الإسلامية المسؤولة عن التعريف بالإسلام الصحيح كدين حضارة وسلام وتنمية وعدالة اجتماعية عكساً لما يروّج له أعداؤه وبعض أتباعه، والإسهام فى البرامج التى تهدف إلى تمكين قدرات المسلمين عموماً، وخصوصاً الخطط المتعلقة بتقدم المرأة وتعزيز دور الأسرة، إضافة إلى إشراك القوى الشبابية والعناية بالطفولة والمسنين والأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة.
مها عقيل تحارب الإسلاموفوبيا بالإعلام
وعن خطة عملها كمديرة لإدارة الإعلام فى منظمة التعاون الإسلامى، تقول السيدة مها مصطفى عقيل "أسعى بمشاركة الزملاء فى الإدارة إلى إبراز دور المنظمة ونشاطاتها المتعددة فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية والإنسانية، وتسليط الضوء على المبادرات والبرامج والمشاريع، لاسيما بعض القضايا المهمة، مثل قضية فلسطين والقدس التى تمثل أساس إنشاء المنظمة إلى جانب قضية الأقليات المسلمة فى الدول غير الأعضاء وظاهرة الإسلاموفوبيا فى الغرب وقضية الصراع المذهبى فى بعض الدول، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وتؤكد مها مصطفى التى عينت فى منصبها الجديد، على أن إدارة الإعلام فى المنظمة تعمل على تفعيل وتطوير العمل الإسلامى المشترك بين الدول الأعضاء فى مجال الإعلام عبر تنشيط الشراكات وتبادل الخبرات وتحفيز الأعمال والبرامج والإنتاج المشترك فى سبيل تعزيز التعارف بين الثقافات والشعوب.
ومها أول سيدة تعين فى الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى كموظف محترف أو تخصصى، وهى صحافية سعودية كانت تعمل فى مجال الصحافة الإنجليزية، قبل انتقالها للعمل فى المنظمة عام 2006، وهى رئيس تحرير مجلة المنظمة.
شئون الأسرة بين يدى الجزائرية "فضيلة قرين"
أما الدكتورة فضيلة قرين (جزائرية) فهى انضمت إلى فريق العمل فى الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى عام 2014، وعينت فى منصب مديرة لقسم الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة، وتقول "من بين الأهداف التى أسعى لتحقيقها المساهمة فى النهوض بدور منظمة التعاون فى مجال الأسرة والشؤون الاجتماعية وزرع ثقافة الجودة والتخطيط".
وتعمل الدكتورة فضيلة على وضع استراتيجيات قصيرة وطويلة المدى، منها: استراتيجية للنهوض بالمرأة فى العالم الإسلامى، استراتيجية لرفاه الطفولة، استراتيجية لبناء قدرات الشباب، استراتيجية للحفاظ على قيم الأسرة ومؤسسة الزواج، واستراتيجية الرفاة والأمن الاجتماعى لفئات المسنين وذوى الاحتياجات الخاصة.
"نورية عبد الله" أول سفيرة يمنية فى السلك الدبلوماسى
ومن جهتها، لم تكن السفيرة نورية عبد الله الحمامى وجهاً غريباً قبل تعيينها عام 2015 فى منظمة التعاون الإسلامى فى منصب مدير فى إدارة الشؤون السياسية ومسؤولة عن المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبى، حيث مثلت وزير خارجية بلادها (اليمن) فى أربعة اجتماعات وزارية خاصة بمنظمة التعاون الإسلامى، وهى أول سيدة يمنية تعمل فى السلك الدبلوماسى.
وعن الأهداف التى تطمح فى تحقيقها، تقول السفيرة نورية إنها كثيرة ومنها تقوية التوجه الإيجابى الجديد للمنظمة فى مشاركه المرأة فى تقلد المناصب القيادية، وخاصة فى القضايا غير التقليدية.
وتضيف: "أحلم أن أجد نفسى كغيرى من سيدات دول المنظمة متميزات أكثر ومبدعات فى القضايا السياسية والإعلامية وغيرها، والتى بدورها ترفع من مستوى المرأة المسلمة، وتكون هذه المساهمة مثمرة فى تغيير مفاهيم الغرب عن المرأة المسلمة، ويعكس ذلك عملياً من قبلهم فى احترام العادات والتقاليد الجيدة فى المجتمعات المسلمة وثقافات وحضارات شعوبها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة