أكرم القصاص - علا الشافعي

"الفلاح.. حكاية ثورة".. كيف تناولتها الروايات المصرية؟!

الأربعاء، 09 سبتمبر 2015 07:00 م
"الفلاح.. حكاية ثورة"..   كيف تناولتها  الروايات المصرية؟! غلاف رواية الأرض
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمر اليوم ذكرى عيد الفلاح المصرى، والذى يرتبط بقانون الإصلاح الزراعى الذى أقرته ثورة يوليو 52، وحدث ذلك فى 9 سبتمبر عام 1953 بعد قرابة عام من بداية الثورة ، وأثار بعد صدوره اهتمام العديد من الروائيين المصريين، لتناول حياة الفلاحين ورصد المعاناة التى يعانونها فى حياتهم، ومن أهم من كتب عنهم عبد الرحمن الشرقاوى ويوسف إدريس.

زينب"..لمحمد حسنين هيكل


نشر الكاتب طبعته الأولى للرواية دون أن يوقع باسمه الحقيقى لكنه كتب "فلاح مصرى" لكنها لم تجد رواجاً كبيراً، وفى الإصدار الثانى نشرها باسمه بعد أن حققت نجاحا.
وتدور أحداث الرواية حول مجموعة من الريفيين يعيشون تحت ظل الاستعمار، ويعانون من ويلاته، ويصور الأديب حياة البؤس التى يعيشها أهل الريف، ويصور الفتاة الريفية التى تقبل عرض الزفاف الذى يرغمها والدها عليه، على الرغم من حبها لشخص آخر، تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الأشخاص، أهمهم "زينب" وهى فتاة ريفية بسيطة، تحب ابن قريتها "إبراهيم" ولكن يقوم والدها بتزويجها إلى "حسن" وهو أعز اصدقاء حبيبها "إبراهيم".

وفى هذا المحور يصور "هيكل" الحياة التى يعيشها أهل الريف تحت ظلم الاستعمار، حيث إن الجهل ساد القرية حتى أن الرجل يزوج ابنته دون رضاها إلى شخص لا تريده، بعد ذلك تعيش زينب حياة مأساوية صعبة تبدأ عندما يسافر "إبراهيم" إلى السودان ويراسل والده بعد فترة من الزمن، ليخبرهم بأنه الآن بخير ونسى أمر الماضى، ثم تبدأ مرحلة صراعها مع المرض الذى ينهش فى جسدها بسبب حزنها وألمها لفراق "إبراهيم".


روايتا "الأرض" و"الفلاح"


وصف الروائى عبد الرحمن الشرقاوى أدق التفاصيل فى حياة الفلاح المصرى ومأساته الأزلية للحصول على قوت يومه مع ربط هذا الواقع المؤلم بالظروف السياسية، التى كان يعتبرها أحد أسباب قهر المواطن المصرى، فجاءت رواية "الأرض" تتناول موضوع الريف المصرى فى منتصف القرن الماضى بكل تفاصيله، علاقاته مع المدينة، أسلوب معيشته، علاقة أهل الريف مع بعضهم، موقفهم من حكومتهم التى كان يتزعمها حزب الشعب آنذاك، ارتباطهم بماضيهم المتجسد بمشاركتهم بثورة عرابى 1919 ومحاولة إحيائه عبر تأييدهم لحزب الوفد، كما يصف تعلقهم بأرضهم كون وجودها يعنى استمرار وجودهم، وما يميز هذه الرواية، أن الشرقاوى قد صور القرية بأكملها وبمختلف شخصياتها بدءاً من العمدة وانتهاءاً بالعاطلين عن العمل والذين لفظتهم المدينة بعيداً ليعيشوا مهمشين فى الريف فجاء الوصف شمولياً للقرية وأشخاصها.

كما جاءت رواية "الفلاح" لتصور زاوية أخرى لتخرج عن تصوير الفلاح فى صراعه ضدّ الظلم فى مجتمع ما قبل الثّورة، إلى مجتمع ما بعد الثورة، مجتمع الإشتراكية والإصلاح الزراعى إن أعداء الإشتراكية تسللوا إلى مناصب قيادية فى القرية وما زالوا يستغلون الفلاح ويحجرون على حريته ويحرمونهم من حقوقهم كما فعل أجدادهم، وتصور الرواية لوعة القاهرى المثقف إذ تنكشف له هذه الحقيقة.

عمال التراحيل فى "الحرام"


وتأتى رواية "الحرام" ليوسف إدريس لتتناول قطاعًا هاماً من قطاعات الشعب المصرى، وهو قطاع "عمال التراحيل" أو "الغرابوة"، وهم العمال الزراعيون الذين يعملون ليس فى مناطق سكناهم، وإنما ينقلون كمجموعات للعمل فى مناطق بعيدة فى مواسم معينة للزراعة ، ويصف "إدريس" فيها حياة الترحيلة ومدى قسوتها، كما يرينا ما هى العلاقات التى كانت تسود بينهم وبين أهل التفتيش، ويسلط الضوء على هذه الشريحة بالذات لأنها هى الطبقة الكادحة العاملة والتى حقوقها مهضومة ومنسية.
رواية الفلاح ..فلاح الرواية
فى هذه الدراسة يتجه الباحث مصطفى الضبع إلى تحليل نموذج شخصية الفلاح فى تراوحه بين الفكر والواقع والفكر والفن، ويوضح أن العلاقة بين الرواية العربية فى مصر والفلاح علاقة أصـيلة، فهى تبدأ منذ مولد الرواية العربيــة التى مهمـا اختــُلف فى تأصيل بدايتها، فإن كل البدايات تعود إلى مولد الرواية فى بيـت الفلاح.

وقد اتجهت الدراسة إلى أن ترى الفلاح بوصفه شخصية فنية أقرب إلى التكتيك الفنى منها إلى الموضوع، فلم تنظـر للفـلاح بوصفه موضوعا روائيا يطابق الواقع، ولكنها عمـدت إلى تحليـل النص تحليلاً فنيا لتجيب على سؤالين جوهريين "كيف استخدمت الرواية الفلاح وماذا أضافت له ؟، وماذا أضافت شخصية الفلاح للرواية؟، ومن هنا جاء العنوان " رواية الفلاح ، فلاح الرواية ".
يرصد "الضبع" فى الفصل الأول الملامح العامة لصورة الفلاح فى الرواية منذ نشأتها وحتى عام 1952 كاشفا عن عناصره المؤثرة فى البنية الإجتماعية (القيم الإجتماعية والصراع الإنسانى ، الطبيعة والسلطة" .

وفى الفصل الثانى يعتمد الفترة من 1953 إلى 1973 يكشف عبر تسعة مباحث عن أبعاد علاقة الفلاح باأرض ، العمل ،المرأة، الآخر ،الزمن ، الثقافة ، البيت، البعد النفسى، على نحو ما تجسده أعمال هذه الفترة ، أما الفصل الثالث يسعى الباحث الى التفتيش عن الإضافة التى قدمتها شخصية الفلاح إالى الرواية على مستوى اللغة، وعناوين الروايات، وأسماء الشخصيات، والحوار، والسرد، والرموز، وجماليات المكان، وتكمن أهمية هذه الدراسة فى موضوعها الذى أهملته الدراسات النقدية الحديثة .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة